تحقيق: سمر عيد

بجانب المسئولية التى تتحملها الأم تجاه منزلها وأفراد أسرتها والتى تتضاعف فى رمضان فإن الكثير من الأمهات يواجهن صعوبات فى التعامل مع أطفالهن خلال هذا الشهر تختلف من المذاكرة إلى الذهاب للمدرسة أو النوم لساعات طويلة حتى وقت الإفطار وامتناع البعض عن تقديم أى مساعدة فى المنزل، فكيف تتعامل الأم مع هذه المشكلات؟

"حواء" استمعت إلى مشكلات الأمهات فى طرق تعاملهن مع الأبناء فى رمضان وسألت المختصين للوقوف على الطرق التربوية للتعامل معها، كما استمعت إلى عدد من الأبناء لمعرفة الأسباب التى تدفعهم إلى اتخاذ بعض المواقف التى تثير غضب الأمهات.

فى البداية تقول مروة محمد، حاصلة على دكتوراه في الزراعة وأم لثلاثة أطفال: منذ بداية رمضان وابني الصغير يقوم بتشغيل التلفاز ليشاهد البرامج المختلفة والمسلسلات، ويظل يلعب ويصدر ضجيجا لساعات متأخرة من الليل؛ الأمر الذي يضايق أخوه وأخته ويحول دون تركيزهما بالدراسة، وطيلة الشهر الكريم نظل في صراع بسبب إزعاج طفلى الصغير لشقيقيه الأكبر منه.

أما شيرين إبراهيم، ربة منزل وأم لطفلين بالمرحلة الإعدادية فمشكلتها في امتناع ابنيها التوأم عن الذهاب إلى المدرسة في رمضان بحجة الصيام، وتقول: يقلب طفلاي الليل نهارا والنهار ليلا، ولا يذهبان إلى المدرسة في رمضان بحجة شعورهما بالجوع والعطش وفقدان التركيز، والأكثر من ذلك عدم رغبتهما في الجلوس للمذاكرة.

ويفر سيف وأخته حلا من أي تجمع عائلي خاصة على الإفطار في رمضان، ولهما أسبابهما التي حدثانا عنها حيث بدأت حلا حديثها معنا قائلة: أنا طالبة بكلية الطب، ووقتي ضيق جدا لذا لا أستطيع أن ألبي دعوات أقاربى على الإفطار، وعلى الرغم من منطقية أسباب حلا إلا أن لسيف أسباب أخرى وعنها يقول: أنا طالب بكلية التجارة ولدي وقت للاستذكار وقضاء أوقات ممتعة مع أصدقائي أيضا، لكني أفضل أن أفطر مع أصدقائي خارج المنزل بدلا من الإفطار مع العائلة الكبيرة؛ نظرا لأن التجمعات العائلية يظل يتحدث بها الأهل في الخلافات العائلية التي ربما تجعل الجميع ينصرف في النهاية وهو غير راض عن هذا التجمع العائلي، ناهيك عن أنها تكون مصدرا للتفاخر.

القليل من التنظيم وتحمل المسئولية

يعلق على مشكلات الأبناء فى رمضان د. مصطفى يونس، محاضر واستشاري علم النفس والصحة النفسية قائلا: المشكلة أننا نركض خلف أبنائنا طيلة الشهر الكريم في محاولة لإجبارهم على الالتزام بالوقت والصيام والمذاكرة، ولابد أن أراعي أن الطفل حتى عمر 12 سنة لن يستطيع الالتزام بكل ما أطلبه منه، فعلي أن أنظم له وقته وأترك له مساحة للعب ومشاركة الأطفال الآخرين فرحة الشهر الكريم، ومن الضروري وضع جدول مذاكرة له بحيث ألا أضغط عليه، وألا أتركه يهدر وقته سدى بالشهر الكريم، وتنظيم مواعيد الاستيقاظ والنوم هو من أهم الأمور، أما المراهقون من سن 13 عاما وحتى 18 ينبغي أن أحملهم المسئولية، وأن أرسخ لدى المراهق قيم صلة الرحم والواجبات العائلية بحيث أنمي بداخله الميزان الصحيح للأمور، ولا مانع أن أصطحب ابني أو ابنتي لشراء الأغراض المنزلية، وأشرك أبنائي معي في وضع ميزانية للشهر الكريم، وأفتح حوارا معهم حتى يدركوا قيمة الأمور، ويصبحوا على دراية بالأسعار؛ فيمتنع الطفل من تلقاء نفسه عن الإنفاق على ما لا يفيد، وإن كنت ربة منزل فعليك أن تعمقي قيمة المشاركة بالمسئوليات، وتوزيع المسئوليات لدى الأطفال منذ الصغر؛ لكن أن تتحمل الأم المسئولية كاملة فهذا أمر قد يجعلها تتعب أو تصاب بالضجر والضغط الأمر الذي يجعلها عصبية.

الأفعال لا الأقوال

تحمل د. ماجدة فتحي، الأستاذ بقسم تربية الطفل بجامعة الوادي الجديد الوالدين المسئولية عن أي تقصير أو أخطاء يرتكبها الأطفالنا في الشهر الكريم، وتقول: الوالدان قدوة لأبنائهما، والأفعال هي التي تترسخ في ذهن الطفل أكثر من الأقوال، لذا ليس من الطبيعي أن أطلب من ابني الاستيقاظ مبكرا في شهر رمضان والذهاب إلى المدرسة بينما أحصل أنا على إجازة من عملي وأنام حتى وقت الظهيرة، كذلك لا ينبغي أن أحث ابني على عدم الإسراف في الطعام والشراب والتسوق وهو يراني أهدر الطعام كل يوم، ويرى والده ينفق مبالغ طائلة على المقهى مع أصدقائه ليلا، ومن المهم أن أعلم طفلي أن رمضان شهر عبادة وليس شهرا للتباهي أو التنمر على الأصدقاء والأقارب، وهو شهر نقوي فيه روابط وأواصر القرابة والصداقة ونصالح من كنا معهم على خلاف، وهو شهر الكرم والجود والصدقات، وعلي أن أحمل الطفل مسئولية نفسه ومذاكرته، ولا بأس من ترك الطفل لساعة أو ساعتين للتحدث مع أصدقائه على وسائل التواصل الاجتماعي، أما الإهمال وعدم الذهاب للمدرسة أو ترك المذاكرة نهائيا بحجة الصيام، والجلوس لمتابعة مسلسلات جميع القنوات وبرامجها يوميا فهذا تدمير لصحة الأطفال ولوقتهم ولدراستهم، وعلينا تشجيعهم على قراءة كتاب مفيد أو تلاوة القران الكريم والذهاب لصلاة التراويح ومشاركتهم في أعمال المنزل حتى نربي جيلا سويا ومتوازنا في كل شيء.

المصدر: سمر عيد
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 411 مشاهدة
نشرت فى 30 مارس 2024 بواسطة hawaamagazine

ساحة النقاش

hawaamagazine
مجلة حواء أعرق مجلة للمرأة والأسرة المصرية والعربية أسسها إيميل وشكرى زيدان عام 1955، وترأست تحريرها الكاتبة أمينة السعيد، ومن يوم تأسيسها تواكب المجلة قضايا وهموم المرأة والأسرة المصرية والعربية. »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

19,854,705

رئيس مجلس الإدارة:

عمر أحمد سامى 


رئيسة التحرير:

سمر الدسوقي



الإشراف على الموقع : نهى عبدالعزيز