إيمان العمري
أصحابي الأعزاء صديقتنا مها كانت ترتب مع أصحابها للإفطار في أحد المطاعم، وظلت تتحدث عما سيطلبه كل واحد منهم.
بعد أن انتهت من مكالماتها التي نظمت لقاء الإفطار من خلالها، سألتها جدتها عن المطعم الذي سيذهبون إليه وهل سبق أن تناولوا الطعام به؟ أجابتها الحفيدة بأنها وصديقاتها اعتدن الذهاب إلى ذلك المطعم، فهو يقدم "أكل بيتي يجنن" خاصة الملوخية مع الأرز بالشعرية.
ردت عليها الجدة بابتسامة ساخرة، واستطردت ناكرة كل ما تفعله حفيدتها هي وصديقاتها، واعتبرته شكلا من ثقافة استهلاكية قائمة على البدع.
وذكرت أنه من الطبيعي أن يذهب الأصدقاء لتناول الوجبات في أحد المطاعم من حين لآخر، لكن في العادة يختارون أنواعا خاصة بالمكان أو لا يمكن أن يتم إعدادها في البيت، لكن أن يطلبوا طعاما بيتيا تقليديا ربما لو أعددته والدتهم لن يأكلوه، فهذا شكل من الإسراف المقيت خاصة أنه حاليا لم يعد الطهي مشكلة لأي شخص مع انتشار قنوات المطبخ، ووجود العديد من الفيديوهات على مواقع التواصل الاجتماعي تشرح الطرق المختلفة لإعداد الوجبات خطوة بخطوة بالصوت والصورة.
لكن للأسف أحيانا تنجرف الأجيال الجديدة وراء "موضة" ليس لها أي أهمية، وينفقون عليها أموالا كثيرة، وفي نهاية الشهر يبدأون في طلب القروض من أهلهم.
سألتها مها ما هو المفروض أن يفعلوه؟ أجابتها الجدة أنه عندما يريدون التجمع حول مائدة من "الأكل البيتي" كل واحدة تقوم بإعداد طبق خاص بها ويتجمعون في أي مكان كالنادي مثلا أي ما تطلقون عليه "دش بارتي" ويصبح الذهاب إلى المطاعم في أضيق الحدود وليس جزءا أساسيا من أي تجمع للأصدقاء
ساحة النقاش