حوار: سماح موسى

تكثر الخلافات الأسرية خلال فصل الصيف وذلك لتضاعف متطلبات الأسرة من خروجات وسهر وشراء ملابس صيفية ورغبة الأبناء فى قضاء العطلات فى المدن الساحلية وغيرها من العادات التى باتت تقليدا رسميا للأسر المصرية، فكيف يمكن تجنب هذه الخلافات والعبور بالأسرة إلى بر الأمان؟

حول كيفية تجنب الخلافات الأسرية في ظل ارتفاع متطلبات الأبناء خلال فصل الصيف كان هذا الحوار مع د. سامية خضر، أستاذ علم الاجتماع بكلية التربية جامعة عين شمس والتى تقدم روشتة لاستقرار الأسرة.

فى البداية تقول د. سامية: المرأة هي العمود الفقري للأسرة، لابد أن تكون  مكتملة الفكر وتملك الدبلوماسية الحياتية، بمعنى أن تدرك ما يسعد الطرف الآخر وما يغضبه، وتعرف واجباتها وحقوقها، فالله عز وجل عظمها وقدرها، والاستقرار الأسري يعتمد على التفاهم والحب والصبر والاحترام بين الطرفين بعيدا عن المكسب والخسارة حتى تسير عجلة الحياة بشكل ناجح وطبيعي، وتتحمل الزوجة مسئولية نجاح الأسرة أكثر من الرجل، لذا من المهم أن تكون واعية ورقيقة ولا تلبس ثوب القوة ولا تحاول التجرد من العواطف، لأن جمالها في إظهار عواطفها، والفيصل في ذلك طريقة وأسلوب التربية وكيفية التنشئة وطبيعة المكان التي تربت فيه المرأة، كما أن الكلمة الطيبة ثقة وقوة وليست ضعف، واختيار الوقت المناسب والأسلوب المهذب لطلب أي شيء من الزوج ضرورة، والشعور بالآخر والاهتمام به واحتوائه وقت الغضب سلوك يجب أن تكتسبه المرأة إن لم تكن تربت عليه، لذا أنصح بضرورة حصول المقبلين على الزواج على دورات مكثفة ما قبل الزوج لتعلم ماهية الزواج وكيفية التعامل مع الطرف الآخر وقت الأزمات بعيدا عن الصدام، لأنه أول طريق لانهيار الحياة الأسرية، والتأكيد على أن الحياة ليست نزهة لكنها تحتاج إلى مشقة وتعب.

وكيف يمكن تجنيب الأبناء تبعات الخلاف وآثاره السلبية؟

نجاح أو فشل الحياة الأسرية ينعكس على الأبناء فهم يستحقون التضحية والهدوء الأسري، وإذا حدث خلاف لابد أن يكون بعيدا عنهم، بل يجب على الأبوين أن يتخذا عهدا ووعدا على تجنيب الأبناء المشكلات، وأن تكون طريقة الخلاف حضارية بعيدا عن الأصوات المرتفعة والألفاظ الخارجة فالأبناء إسفنجة تمتص طريقة وأسلوب الوالدين في الحياة ويقوموا بتقليدهما تقليدا أعمي.

زيادة متطلبات الأسرة المادية مع ارتفاع الأسعار وكثرة متطلبات الأبناء أحد أهم أسباب الخلاف فكيف يمكن التعامل مع هذين العائقين؟

التفاهم وترتيب الأولويات وتوزيع المهام والتوازن عوامل مهمة لتجنب الخلافات الأسرية، فكثير ما عانت الأسرة المصرية ومرت بظروف عصيبة أهمها الحروب وانتشار الأوبئة مع قلة توافر السلع والأموال لكنها كانت تصمد وتواجه، لكن اختلف الوضع الآن وانتهي الصبر وكثرت المشاكل دون إحكام العقل وتقديم التضحيات من أجل الأبناء بسبب انتشار مواقع التواصل الاجتماعي وانحدار الفن وما يعكسه من أفكار بعيدة عن تقاليدنا وأصول مجتمعنا المصري، وأصبحت علاقة المرأة بالرجل علاقة الند بالند وتبادل الألفاظ الخارجة وعدم الاحترام وطلب الطلاق ما يتسبب فى انهيار الأسرة والذى قد يكون بأسباب تافهة، بعكس ما كان يقدمه الفن ويعكسه في السابق، حيث كان مرآة الواقع وهذا ما قدمه من خلال الأعمال الفنية المحترمة أهمها عائلة ونيس بطولة محمد صبحي ورحمها الله سعاد نصر، وضمير أبلة حكمت للقديرة الراحلة فاتن حمامة، وغيرهما من الأعمال المحترمة التي تؤكد قيمة العلاقة الأسرية ورقيها وقيمة الأسرة  وعلاقة الأهل بأبنائهم والأبناء بعضهم ببعض، فالفن له دور كبير جدا في تعلمنا قيمة الحياة وكيفية التعامل مع الظروف وتجنب الخلافات، مع ضرورة التأكيد على فكرة تنظيم الأسرة والتباعد بين فترات الحمل لتخفيف الأعباء المادية عن الأسرة وأيضا إيجاد وقت للاهتمام بالأسرة بعيدا عن الضغوطات فكثرت المسئوليات مع زيادة عدد الأبناء يولدان المشكلات، وأخيرا على الإعلام دور مهم في وضع خطة توعوية منظمة لإثراء قيمة الأسرة من خلال برامج الأسرة والمرأة، بالإضافة إلى دور العبادة من مساجد وكنائس في دعم الأسرة واستقرارها، حيث يلعبان دورا كبيرا فى الاستقرار النفسي والاجتماعي للأبناء وتأهيلهم للزواج تأهيلا معرفيا ونفسيا ومهاريا، والحياة الزوجية تتطلب الكثير من الجهد والتفاني والتسامح لحماية الأسرة من التفكك والتدهور من خلال التأكيد على أن الدين أساس التعامل.