نجلاء أبو زيد
للحياة الزوجية خصوصيتها وأيامها الحلوة وأيامها الصعبة، حكاياتها التى نحكيها والتى نكتمها، ومواقفها التى تحتاج منا قرارات كثيرة بعضها نرضى عنه والبعض الآخر تضطرنا الظروف له، وما بين كل هذه الأمور المتشابكة فى حياتنا داخل بيوتنا نحتاج من يسمعنا، من يساعدنا، من نفضفض له دون حرج ليساعدنا فى اتخاذ قرار، وفى هذا الباب نستمع إلى مشكلاتكم ونقدم حلولا قد تساعدكم فى اجتياز هذه المواقف الصعبة.
القرار الصعب
كانت زمالتنا فى العمل هى الرابط الوحيد بيننا حتى تجاوزت الخامسة والثلاثين ووافقت بعد سنوات من الرفض على الارتباط به حتى أنجب، ولأننى متأكدة أنه يحبنى بشدة وبعد مرور عام بدأت المشاكل مع والدته بسبب عدم حدوث حمل، ولا أنكر أنه طيلة الوقت كان يؤكد حبه وتمسكه بى ويعتذر لى عن تلميحات أمه، ولكن للأسف تأكدنا بعد خمس سنوات من المحاولات الفاشلة أننى لن أحمل، عرض علي زواجه بأخرى ورغبته أن أستمر معه لأنه لا يحب غيرى، لكنه يريد أن يرضى أمه ويصبح أبا، أريد أن أنفصل عنه وأعود لحياتى وطموحى لكن أسرتى تريدنى أن أستمر لأحافظ على بيتى لأنه يحبنى وهذا أفضل من لقب مطلقة ولا أعرف ماذا أفعل؟
مى
رغبتك فى الطلاق فى هذه اللحظة سببها الأساسى أن ما تزوجتي لأجله وهو أن تصبحى أما لم يتحقق وبالتالى تشعرين أنك لا تريدين الاستمرار، لكن يبدو من كلامك وانتظاره لموافقتك سنوات طويلة أنه يحبك، لكن مشاعر الأبوة غلبته الآن ويريد أن يصبح أبا، هنا أنصحك بالتريث قبل أى قرار وابتعدى عن البيت لفترة لتتمكنى من أخذ قرار موضوعى، فكرى فى حياتك معه خلال الخمس سنوات الماضية هل تستحق أن تتحملى الاستمرار بالوضع الجديد الذى يريده؟ قارنى بين إقامتك فى بيت أهلك الآن ووضعك فى بيتك وتذكرى أن أصعب قرار هو ما يؤخذ فى لحظة غضب واندفاع، فالحياة الزوجية تمر بالكثير من الأزمات ربما تكون أزمتك الحالية هى الأصعب لكن التريث ربما يساعدك على أخذ قرار لا تندمين عليه، وخلال ابتعادك اسألي نفسك هل تحبيه أم لا، وإذا كانت عشرة الخمس سنوات لم تجعلك تحبينه بصدق فلا تستمرى واحسمى قرارك بالانفصال، وإن وجدت العكس خوضى معه تجربة الارتباط بأخرى.
****
مودة ورحمة
الزواج مش فستان وطرحة وأغنية رومانسية وبوكيه ورد ترميه العروسة وراء ظهرها واللى تاخده يبقى الدور عليها، الزواج قرار إقامة كيان جديد أطرافه الواضحة العريس والعروسة لكن أساسه الذى يضمن استقراره عائلة كل طرف، وكلما كان هناك توافق بين الطباع الأساسية والمبادئ فى العائلتين كان الكيان قويا قادرا على تقبل الأزمات والمواقف الصعبة التى ستقابله، وعلى كل بنت قبل التفكير فى قاعة الفرح ومكان شهر العسل وموديل الفستان ونوع الأثاث والتفكير فى الأمور الأخرى التى سيترتب عليها شكل حياتها القادمة، وأن تتريث قليلا وتجلس مع نفسها وتسألها بوضوح هل يمكنها التأقلم والتكيف مع هذه العائلة التى ستنضم لها؟ هل هناك نقاط مشتركة بينها وبينهم؟ وعليها ألا تتوهم أنها قادرة على تغيره ليتوافق معها، فكلما كنت مدركة أن لا أحد يتغير بسهولة نجحت فى حياتك المستقبلية.
****
أنا وسلايفى
تزوجت بعد قصة حب فى بيت عائلة وحذرتنى أمى من قبول الأمر، لكننى أقنعتها أننى سيكون لى حياتى المستقله، لكن بعد الزواج وجدته يقنعنى بأن أفعل مثل باقى زوجات أشقائه وأنزل لأساعد حماتى فى شقتها، وحدثت مشاكل واضطررت لمساعدة حماتى حتى تستمر الحياة، وأنجبت وكل فترة أقدم المزيد من التنازلات حتى جاء وقت تقديم المدارس لابنتى وأردت إلحاقها بمدرسة لغات وإذا بسلايفى وحماتى يعترضون مؤكدين أنها بنت وستتزوج وليست أفضل من بنات أعمامها، وفى البداية تبنى وجهة نظرى، وعندما جاء وقت التقديم بدأ يتحدث عن الظروف الاقتصادية، هو إنسان طيب ويحبنى لكن دائما لا يريد أن يغضب أمه، أريد أخذ موقف وطلب الطلاق إذا لم ينفذ وعده بتعليم ابنتى فى مدارس محترمة؟
امال
الحياة الزوجية تحتاج دوما قدرا من التضحيات من كل جانب لتستمر وطالما وافقت على الزواج فى بيت عائلة فيجب أن تدركى أن مثل هذا الموقف سيتكرر فى الكثير من الأمور، وهنا عليك ألا تتركى بيتك وتطلبى الطلاق لكن بالعكس أن تخبريه بتقديرك لتعبه من أجل حياة أفضل لابنتكما، وتتحدثين عن مستقبلها وكيف سيكون عندما تدرس فى مدرسة جيدة وأنك متأكدة أنه أحرص منك على تحقيق كل ما هو جيد لها، لا تجعليه يشعر بأنه مضغوط بينك وبين أهله بل العكس أنت معه ومقدرة ما سيقابله من مضايقات وتلميحات ولكن مستقبل ابنتكما يستحق، وأنك ستتحملين معه الظروف الاقتصادية من أجل تحقيق أحلام ابنتكما، لا تخبريه أن الآخرين وراء عدم رغبته فى التقديم لها فى مدرسة جيدة، اشعريه أن كل ما سيتحقق لها سيكون بفضلة وطالما يحبك سيفكر مرة أخرى لكن إياكي وطلب الطلاق لمثل هذا الأمر لا تهدمي بيتك لكن تصرفى بذكاء وحب وستحققين ما تريدين.
ساحة النقاش