إيمان الدربى
حدثتني وهي في قمة الانفعال وشعرت وكأنها تئن من كثرة الضغوط، قالت: أنا فتاة جامعية في كلية من كليات القمة أقطن في أقصى الصعيد حيث يوجد لدينا عادات وتقاليد منذ مئات السنين لا يمكن تخطيها أبدا، ومنذ سنوات توفى والدي وترك تركة كبيرة من الأطيان والنقود وسيارات النقل ولكن إخوتي الذكور لم يعطوني شيئا ويقولون لي عندما تبلغين سن الرشد وتنهين دراستك الجامعية سنقسم التركة، وسؤالي هل أستطيع استلام ميراثي وأنا مازلت قاصرا وأعيش مع والدتي؟ وما هي الخطوات القانونية التي أفعلها لأحصل على ميراثي؟
وأجابنا على هذا السؤال الأستاذ خالد محمد جوشن، المحامي بالنقد والأدارية العليا والذي أكد أنه إذا كانت هذه الفتاة القاصر التي تعيش مع والدتها لدينا افتراضان:
إنه لم يتم عمل قرار وصاية وإعلام وراثة وفي هذه الحالة يتعين على الأم عمل إعلام وراثة وتقديم طلب لتعيين نفسها وصية على ابنتها القاصر وإدراك كل الأملاك أمام النيابة الحسبية سواء أرض أو شقق أو دخل شهري، ولا يجوز للقاصر أو أي من الورثة التصرف في أموال القاصر إلى أن تبلغ سن الرشد أو بإذن المحكمة إذا كانت تحتاج إلى بيع شيء من نصيبها للصرف على تكاليف الزواج.
الافتراض الثاني
أنه تم تعيين وصي على القاصر بالفعل وهنا كل عناصر التركة مدرجة أمام النيابة الحسبية ونصيب الوارث القاصر معروف وتم تجنيبه وبالتالي لا يجوز لأشقائها التصرف في أي من عناصر ورثها ولكن يجوز للوصية فعل ذلك بإذن المحكمة ولسبب جوهري "مثل مصاريف الزواج مثلا"، وبعد بلوغ القاصر سن الرشد 21 سنة تقدم طلبا للنيابة الحسبية لرفع الوصايا واستلام مستحقاتها السابق إدراجها في قائمة الجرد عند تعيين وصي عليها مع ملاحظة أن القانون يعاقب الوصي أو القيم على أموال القاصر بعقوبة سالبة للحرية وهي الحبس وغرامة إذا بدد أموال القاصر أو عرضها للخطر، وأما عن الاستيلاء على ميراث المرأة بشكل عام في الصعيد بحجة العادات والتقاليد التي تمنع ميراث النساء في الأصول والأراضي لأنها ستذهب إلى زوجها وأولادها منه وهو رجل غريب فهذه عادات بالية ولا يصح أن تطغى على شرع الله وتطبيق شرائعه، ومؤخرا تم تغليظ العقوبات لمن تسول له نفسه فعل مثل هذه الأمور.
المشكلة الثانية
"هل يحق أن يضيع عمري مع رجل ثم أجد نفسي بعد كل سنوات الكفاح والعشرة بلا سند وبلا مأوي وليس معي ما يكفيني حد الكفاف؟" بهذه الكلمات تحدثت معي صاحبة المشكلة قائلة طلقني زوجي بعد سنوات من العشرة وتزوج بأخرى بعدما كبر أولادنا وتعلموا وتزوجوا وكان مصيري بعد هذه الرحلة أن يلقى بي في الشارع، وفي الحقيقة يجب أن يكون هناك وسيلة ما تضمن حقوق النساء اللائي في مثل ظروفي وقد توفي زوجي بعد طلاقي مباشرة وأنا في شهور العدة، وسؤالي هل أرث في طليقي؟ وهل لي أي حقوق مادية أخرى؟
يجيب على هذا السؤال الأستاذ خالد محمد جوشن، المحامي بالنقد والإدارية العليا مشيرا إلى أنها ترث لو كان الطلاق رجعيا أي يجوز له أن يراجعها طلقة واحدة أو ثانية ومات عنها زوجها وهي في فترة العدة فإنها ترثه.
أما الطلاق البائن للمرة الثالثة فلا ترث فيه، وكذلك الطلاق بمقابل استلام كافة حقوقها أو الخلع فهي لا ترث حتي لو في العدة لأنها أصبحت أجنبية عنه.
الاستثناء الوحيد أن المطلقة ترث حال طلاق زوجها لها وهو في مرض الموت حتى لو انتهت العدة باعتبار قصده السيئ وهو الرغبة في حرمانها من الإرث.
ساحة النقاش