نجلاء أبوزيد
للحياة الزوجية خصوصيتها أيامها الحلوة وأيامها الصعبة، حكايتها التى نحكيها والتى نكتمها، ومواقفها التى تحتاج منا قرارات كثيرة بعضها نرضى عنه وبعضها الآخر تضطرنا الظروف له، وما بين كل هذه الأمور المتشابكة فى حياتنا داخل بيوتنا نحتاج من يسمعنا، من يساعدنا، من نفضفض له دون حرج ليساعدنا فى اتخاذ قرار، وفى هذا الباب نستمع إلى مشكلاتكم ونقدم حلولا قد تساعدكم فى اجتياز هذه المواقف الصعبة.
ارتباط رسمى
مطلقة منذ عدة أعوام وتعرفت على والد زميلة ابنتى فى المدرسة وهو أيضا مطلق، أخبرني برغبته فى الارتباط بى ففرحت وأخبرت أمي، لكنها فتحت معى موضوعات جعلتنى أقلق، فهو لم يخبرنى أين سنتزوج؟ وما الوضع بالنسبة لابنته وابنتى، وأمور كثيرة كلما سألته عن أمر منها يطلب منى ألا أتعجل لأنه سيقوم بترتيب كافة الأمور، ومر الآن عام كامل وكلما فتحت الموضوع يتهرب بأسباب تبدو منطقية، لكن قلبى غير مرتاح، لا أريد الابتعاد عنه، لكن أمي تشككنى فى نواياه وتحصر علاقته بى فى كونه يتسلى، وبدأ الأمر يشكل ضغطا نفسيا علي، بالإضافة لخوفى أن يعلم طليقى بعلاقتى به فيسبب لى المشاكل، وأريد أن أحسم الأمر، ولكن لا أريد أن أشعره أننى ألح فى الارتباط فهو من صرح به فى البداية.
علياء
أعتقد من سردك لمشكلتك أن هناك حلقة مفقودة فى قصتك وهذه الحلقة المفقودة هى ما تقلقك، ويبدو أن والدتك بفطرة الأمهات وبعد نظرهن شعرت بالأمر وكانت صريحة معك فى إحساسها تجاهه، فهذا الشخص كان الأولى به طالما لم يحسم الوضع فيما يخص ظروفه ألا يخبرك برغبته فى الارتباط، لكنه أراد أن يعلن هذه الرغبة حتى تطمئنى وألا تشعرى أنه يتسلى، ويبدو أن تصريحه هذا جعلك تثقين فيه، ولكن عندما أصبح عليه الإجابة بشكل واقعى عن كيفية تنفيذ هذا الارتباط بدأ فى التهرب، عليك أن تواجهيه وتطلبى منه أن يتقدم لوالدتك ويبدأ فى اتخاذ خطوات تضع الإطار الرسمى لهذه العلاقة، وليظن ما يريده المهم أن تحسمى الأمر، فعام فترة زمنية كبيرة للتعارف بين اثنين لهم تجربة سابقة، وعليك أن تكونى مستعدة لأية مفاجآت قد تصدمك.
****
الشكوى رقوة
نقابل فى حياتنا أشخاصا لا يتحدثون سوى عن المشاكل والأزمات سواء فى البيت أو العمل وكأن حياتهم كلها نكد وتعاسة، وفى الواقع هم غير صادقين فهم يشتكون ليبعدوا أعين الناس عن حياتهم وأعمالهم وأبنائهم، يصدرون لنا طاقة سلبية ليحموا أنفسهم من العين التى يتوهمون أنها مركزة فى حياتهم، لذا أنصح كل فتاة فى بداية حياتها الزوجية أن تبتعد عن فئة المتباكين الذين يصرحون أن الرجال جميعهم خائنين وغير متحملين للمسئولية، وأن الزواج ليس له قيمة، وأنهم غير سعداء، ولو عاد الزمن للوراء ما أقدموا على هذه الخطوة لأنهم يصدرون الاكتئاب والشكوى جزء من نظامهم الدفاعى عن أشيائهم، واعلمى أن الحياة مليئة بالأشياء الطيبة والتفاؤل يمنحنا السعادة فى بيوتنا.
*****
أسرار مرفوضة
خطبت لزميلى فى العمل بعد إعجاب متبادل، وتقدم لى بصحبة خالته وزوجها وكلاهما يشغلان منصبا محترما، ولأننى أعلم أن والده متوفى سأله والدى عن سبب عدم حضور والدته فأخبرنا أنها تعيش خارج القاهرة منذ وفاة والده وأن صحتها ضعيفة وستحضر على الفرح، وبدأنا الاستعداد للزواج وكلما سألت عن أمه يخبرنى أن المرض يشتد عليها وأن شقيقه يسافر لها، وطلب والدى أن نذهب لزيارتها بعدها نشر على صفحته أن والدته فى ذمة الله، حاولنا الاتصال به فكان موبايله وكل عائلته مغلق، وبعد يومين أخبرنا أنه تم الدفن فى البلد، لكن فجأة أخبرني أن والدته لم تمت لكنها تركتهم وتزوجت عرفى بعد وفاة والده وتسببت فى مشاكل للعائلة وأنهم جميعا يعتبرونها ميتة، وأنه أخبرني لشعوره أن هذا حقى وطلب منى ألا أخبر أحدا من أهلى وأن إعلان وفاتها على صفحته ليقطع كل صلة بها، وحاليا لا أعرف هل أخبر أهلى أم أحتفظ بالسر؟ وإن أخبرتهم هل سيوافقون على استمرار ارتباطنا أم سيرفضون؟ كلما اقترب موعد عقد القران تزداد مخاوفى جدا.
ليلى
ما بين السطور يظهر أنك تحبينه وتريدين الاستمرار فى ارتباطك به وأنك تحترمين مصارحته لك وإن جاءت متأخرة، وهنا أطلب منك ألا تشاركيه فى هذه الكذبة أيا كانت مبرراته، أشعر أنه ربما يكون تعرض لأزمة حقيقية بسبب سلوك أمه لكن هذا ليس مبررا أبدا للكذب فى علاقة تقوم أساسا على التوافق بين العائلات وليس الزوجين فقط، ووجود خالته وزوجها إلى جانبه أمر مطمئن ويتيح له فرصة أن يجلس مع والدك ويتحدث عن مشكلاته مع والدته دون الإساءة لها أو شرح تفاصيل تخجله أمام عائلتك، وهنا أنبهك أن ما قام به من إعلان وفاتها على الفيس بوك ليس بالأمر الهين وربما يكون بداخله مشكلات نفسيه لم تظهر أمامك لأنكما لم تتزوجا بعد، فلا تشاركيه الكذبه فتفقدى مساندة أسرتك فى المستقبل إذا علموا أنك كنت تعرفين، فلا حل لمشكلتك سوى بالصدق، وحتى لا يأخذ والدك موقفا معاديا له وهذا من حقه، أخبريه أن يحضر هو بنفسه ويخبره الحقيقة ربما تكون صراحته مع والدك قبل عقد القران أمرا إيجابيا تجعل والدك يقدر ظروفه وأسباب ما حدث منه، لكن إياك أن تتركى قلبك يدير دفة الموضوع، احترمى ظروفه والتمسى له ما تريدين من الأعذار، ولكن يجب أن يصارح والدك وإلا فإن زواجك منه سيكون معرضا للخطر المؤكد.
ساحة النقاش