رانيا شارود
المرأة المصرية هى وزيرة المالية فى بيتها، فدورها ليس فقط تربية الأولاد أو المساهمة بمرتبها فى المنزل مع زوجها، بل إن دورها راسخ منذ القدم، فمنذ أجدادنا القدماء كان لها مكانة لم تبلغها أى نساء فى الأرض قبلها، فكانت الملكة والشريكة فى كل شيء، تلقى الاحترام والتقدير، ولهذا تملأ تماثيلها وصورها ومومياواتها المعابد والمتاحف، وتشدو بها البرديات والكتابات المحفورة على آثارنا العتيقة.
ومع مرور العالم بأزمات متعاقبة بلغ تأثيرها كل الاقتصاد العالمي كانت المرأة فى قلب الأحداث، فهى أول من يشمر عن ساعديه ويواجه آثار كل أزمة اقتصادية أو ندرة فى بعض السلع، فهى مديرة الاقتصاد المنزلي بل اقتصاد الحياة اليومية المصرية بكل تفاصيلها، تعرف كيف تدبر الأمور، وكيف لا فقد منحها الله من الحكمة والدأب ما يجعلها تدير أمور الحياة فى أشد الظروف تعقيدا.
المكافحة.. كانت المرأة فى الريف تشارك فى كل أعمال الحقل الشاقة جنبا إلى جنب مع زوجها، تزرع وتحصد وتربى الماشية بلا ملل ولا كلل، وتحلب الألبان لتصنع منها الجبن والزبد وتملأ البيت بالخيرات، وتدخر الكثير من أنواع الثمار والخضراوات، وتصنع بيديها معظم احتياجات البيت، وعند الوفرة تدخر لوقت الحاجة، ولا تهدر شيئا من الخضار أو الخبز أو الزائد من الثمار، فلكل شيء طريقة لكى تجعل منه الزاد الذى لا ينقطع.
الواعية.. تعرف المرأة ما يدور فى الأسواق، وأسعار كل سلعة، وأى البائعين يغش وأيهم سلعته ليست بالمواصفات المطلوبة، لديها من الخبرة ما يجعلها تعرف السلعة الجيدة بمجرد نظرة أو من الرائحة أو شىء آخر لا يعرفه سوى النساء، ورغم تغير الظروف والحياة اليومية فهذا لا يعيق قدراتها على الإدارة المبتكرة لاقتصاد الأسرة وحياتها اليومية، فالجينات المصرية تحمل خبرات طويلة ورثتها عبر الأجيال وأصقلها العلم والمعرفة، وهناك تجارب رائعة لنساء مصريات مازلن يدرن اقتصاد المنزل بكل تدبير وبراعة، وأضفن إلى الخبرات ما تحتويه منصات التواصل الاجتماعى بما يفيد، مثل طرق التخزين، وأماكن الشراء المناسبة، وأسعار السلع.
دعوة.. وأخيرا دعوتى ليست بجديدة على المصرية التى تواجه دائما جشع التجار واحتكار بعضهم للسلع، لنتوقف عن الشراء المفرط من أجل التخزين فالسلعة لن تختفي، والسعر قد يزداد قليلا، وهذا أفضل من الشراء الزائد الذى يضاعف السعر مرات كثيرة، والوعى بهذا السلوك سيحد من أى أزمة ويخفف من حدتها، أناشد نساء مصر الواعيات أن يتنبهن لهذا السلوك، وأن يشاركن فى التوعية من خطورته على الجميع، وأن يبلغن عن أى تاجر يستغل أزمة ويبيع السلع بأكثر من ثمنها، وأن يساعدن أجهزة الدولة فى الإيقاع بهذه الفئة من تجار الأزمات، وأن يواصلن دورهن الواعى فى الاستهلاك المنضبط، والتقليل من الهدر، فهن الأوعى والأقدر على جعلنا نتخطى أى أزمة بسهولة، وأن يجعلن حياتنا هادئة وطيبة وجميلة.
ساحة النقاش