إيمان العمري
أصحابي الأعزاء صديقتنا جنى كانت تتحدث مع جدتها عن "أيام زمان" وكيف يراها الكثير أنها كانت أفضل والناس كانوا أسعد حالا، وأن التقدم التكنولوجي الذي نعيش فيه ربما ساعدنا في اختصار الوقت ومكنا من عمل أشياء كثيرة في زمن أقل، كما أنه قارب المسافات بين البشر لكنه في الوقت ذاته قد سرق ما كانوا يشعرون به من هناء وراحة بال.
ردت عليها الجدة أن التقدم هو سنة الحياة ولولا حاجة الإنسان له ما كان اخترع كل الأجهزة الحديثة التي وفرت له الحياة المريحة السهلة ومكنته من التركيز على المهام التي تعتمد على المجهود الذهني أكثر مما تحتاج إلى قوة عضلية.
قاطعتها جنى مؤكدة أنه رغم كل هذا فقد كانت أيام زمان أجمل وهذا ما تؤكده كل الأقاويل، فحتى الشباب الذي لم يعش الماضي يراه أفضل من الحاضر.
أنكرت الجدة هذا الكلام وفسرت كلامها بأنه في كل عصر هناك من يرى أن الماضي كان أفضل ولكن حاليا مع انتشار وسائل الاتصال الحديثة انتشرت تلك الآراء حتى ظن البعض أنها حقيقة، إلا أن من يروجون لتلك الأقاويل لو عاد بهم الزمان للوراء لن يستطيعوا أن يتأقلموا مع الحياة في تلك الفترة، والدليل أنه لو انقطع النت ليوم واحد يبدأ الجميع في التذمر، فهل كان هناك شبكة الإنترنت في الماضي؟
أما موضوع السعادة فهي أمر شخصي، من يريد أن يعيش سعيدا عليه أن يفرح بكل ما حوله من أشياء صغيرة وقتها سيجد دنياه كلها يملأها السرور، وهذه هي الوصفة السرية للسعادة في أي زمان وأي مكان، لكن أن نبحث عنها خلف عقارب الساعة فلن نجد غير الأوهام.
ساحة النقاش