بقلم: سمر الدسوقي 

 

عايشنا على مدى عدة سنوات ماضية ما كانت المرأة المصرية والأسرة ككل تعانيه من جراء قانون الأحوال الشخصية، حتى كانت توجيهات سيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي بوضع قانون جديد للأحوال الشخصية يراعي مصلحة الأسرة المصرية ككل، وبنفس الصورة جاء تصديق سيادته على القانون 155 لعام 2024 والمتعلق بالتأمين الموحد، والذي يتضمن وفقا للمادة 39 وثيقة للتأمين ضد مخاطر الطلاق، تعد علامة بارزة في مسيرة دعم المرأة اجتماعيا واقتصاديا بعد الانفصال، فضلا عن كونها تعكس اهتمام القيادة السياسية بمشكلات المرأة والعمل الدؤوب على حلها.

تقوم الوثيقة على دفع مبلغ تأميني تحت بند أن يدرك التأمين ضد مخاطر الطلاق والذي تتقاضاه المطلقة إذا ظل وفقا لشروط وضوابط يحددها القانون، وليس صحيحا من ما يشاع عنها أنها تشجع على الطلاق فهذا كلام عار من الصحة تماما، فهى خطوة رائدة نحو تعزيز حقوق في المرأة وتمكينها اقتصاديا، ومساعدتها على مواجهة جميعا مشکلات ما بعد الطلاق وبخاصة ما يتعلق منها برعاية أبناؤها إقتصاديا 

هذا الأمر يدعونا إلى التطرق إلى الطلاق في حد ذاته وكيف أصبح مشكلة تهدد كيان المجتمع ككل، فقد أصبح مجتمع يعاني بعض أفراده من التمزق والفرقة والألم من جراء الطلاق أكثر من الاستقرار المنشود والذي نتطلع إليه جميعا حتى نجد غدا الأجيال التي تشارك في بناء مستقبل الوطن بل وتكمل ما بدأ فعليا في هذه المرحلة من البناء والتشييد للعديد من المشروعات القومية العملاقة التي تحتاج إلى أيد تبنى وتتحمل المسئولية، في حين أن الطلاق لا

يجعلنا نجد سوى أيد مهزومة تحتاج إلى من يساعدها ايد المتها واوجعتها المشكلات والام الفرقة بين اب وام لم يفكرا في حمايتها ودعمها بقدر ما دفعتهما ظروف ما إلى الانفصال دون النظر لعواقب هذا فيما بعد سواء بالنسبة لهما أو لأبنائهما ودعونا نحلل لماذا باتت هذه المشكلة قنبلة موقوتة تهدد المجتمع ككل الأمر في رأيي يعود للبداية وقبل الزواج نفسه، فلاشك أن البعض منا يتزوج لأسباب قد تكون سببا للطلاق دون ان يدرك بعضنا يتزوج حتى يفر من نظرة المجتمع له وحيدا، والبعض الآخر وبخاصة الفتيات يخشين حمل لقب العنوسة الذي لا أساس له من الصحة والبعض يسارع بدافع أن الجميع يفعل ذلك أو برغبة الإنجاب أو تحت ضغط متزايد من الأسرة، هؤلاء يتزوجون فقط ولاشك أن بعضا منهم ينفصلون بنفس سرعة الزواج، فعلينا ونحن نخطو أولى خطوات حياتنا أن نضع الاختيار للطرف الآخر نصب عينينا، علينا أن نختار من يكملنا، من يضفى السعادة على حياتنا، من نشعر أننا لا نستطيع الحياة بدونه، نختار من يتناسب معنا اجتماعيا وثقافيا وعلميا وأيضا اقتصاديا، علينا ألا نتسرع ونتزوج من أجل الزواج فى حد ذاته، فصحيح أن هذا هدف نبيل، ولكن النوايا الطيبة لا تكفي وعلينا ونحن نختار أن ندرك - وهذا هو دور الأم والتنشئة الاجتماعية التي لابد وأن ننشئ عليها أبناءنا - أن الزواج ليس فقط مظهرا اجتماعيا أو خطوة قررنا أن نخطوها أسوة بالاخرين الزواج تضحية وتحمل ومشاركة ودعم فهو ليس فقط بسعادة دائمة ولا تعاسة وعذاب دائم هو ببساطة مسئولية مشتركة ورغبة فى الاستمرار والنجاح من أجل حياة مستقرة وآمنة لنا ولأبنائنا وللمجتمع ككل، وإذا كانت بداية الاختيار والفهم الصحيح المفهوم الزواج تأتى من التنشئة الاجتماعية والإعداد الجيد لأبنائنا، فعلينا كأمهات أن نقوم بهذا الدور حماية لهم ولأسرهم في المستقبل.

المصدر: سمر الدسوقي
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 539 مشاهدة
نشرت فى 10 أغسطس 2024 بواسطة hawaamagazine

ساحة النقاش

hawaamagazine
مجلة حواء أعرق مجلة للمرأة والأسرة المصرية والعربية أسسها إيميل وشكرى زيدان عام 1955، وترأست تحريرها الكاتبة أمينة السعيد، ومن يوم تأسيسها تواكب المجلة قضايا وهموم المرأة والأسرة المصرية والعربية. »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

22,801,172

رئيس مجلس الإدارة:

عمر أحمد سامى 


رئيسة التحرير:

سمر الدسوقي



الإشراف على الموقع : نهى عبدالعزيز