تحقيق: سمر عيد
يكتسب الإنسان خبراته من تجارب الآخرين والمواقف التى يعايشها، وكل يتحمل مسئولية اختياراته وقراراته، واختيار التخصص الذى سيدرسه الطالب بعد انتهائه من المرحلة الثانوية والكلية التي سيلتحق بها تجربة تشكل مستقبله ومساره في الحياة.
"حواء" تستعرض بعض الأخطاء التي قد يكون إصلاحها صعبا ويقع فيها الطلاب والطالبات أثناء اختيار الكلية وكتابة الرغبات، وتقدم بعض النصائح للطلاب وأولياء أمورهم تساعدهم على اختيار الكلية المناسبة لقدرات الطلاب وميولهم..
التقينا بروان أحمد، طالبة بالفرقة الثانية بكلية التجارة جامعة القاهرة والتي حدثتنا قائلة: أتاح لي مجموعى كليات منها الآداب والألسن لكن مع الأسف اخترت مثل صديقاتي كلية تجارة ظنا مني أن الدراسة بها سهلة، وعندما التحقت بها شعرت بمدى صعوبتها في نهاية سنة ثانية ومع الأسف لم أستطع أن أحول منها لأية كلية أخرى لأنني لو حولت منها سأخسر عامين كاملين من عمري في كلية جديدة.
وتحكى فاطمة سعيد، طالبة بالفرقة الثالثة بكلية الصيدلة جامعة المنيا تجربتها فى اختيار الكلية قائلة: لا أدري كيف يتدخل القدر أحيانا في تشكيل حياة الإنسان؛ فوالدتي دكتورة صيدلانية وكانت تحلم وأنا في الثانوية العامة أن ألتحق بكلية الصيدلة حتى أدير معها الصيدلية وأرثها من بعدها وكتبت في استمارة الرغبات كل كليات الصيدلة تباعا، وبالفعل التحقت بجامعة المنيا، وأقنعتني والدتي بالسفر للمنيا والالتحاق بكلية الصيدلة ثم تقديم طلب لنقلي إلى صيدلة القاهرة وفقا لموقع السكن الجغرافي، وبعد ذهابي إلى صيدلة المنيا وطبعا إقامتي بالمدينة الجامعية وحدي دون عائلتي حاولت أن أنقل نفسي مرة أخرى إلى صيدلة القاهرة أو عين شمس لكن طلبي لم يوافق عليه نظرا لعدم وجود أماكن شاغرة بالكلية وكانت عائلتي تزورني كثيرا في المنيا وأنا طبعا أنتهز فرصة أية إجازة للذهاب لرؤيتهم، ومنذ أشهر قليلة أدركت أنني ينبغي أن أتدرب بشكل عملي على الصيدلة لكن صيدلية والدتي بالقاهرة، وأخذت أبحث عن عمل بأية صيدلية بالمنيا وبالفعل قبل صيدلي كبير اعتبرني مثل ابنته أن أعمل معه في الصيدلية نظرا لأن ابنه قد التحق بكلية طب المنيا، وتركه وحيدا في الصيدلية، وبعد بضعة أشهر خطبني هذا الصيدلي لابنه الطبيب كي أساعده في الصيدلية وأتى خطيبي كي يطلبني من أمي وأبي بالقاهرة، وفجعت أمي نظرا لأن هذا الطبيب قد سرق الصيدلانية الوحيدة التي كانت ستساعدها ليتزوجها وستساعد حماها بصيدليته في المنيا، ولتظل بالمنيا إلى الأبد.
تعديل مسار
يقول مروان سيد، طالب بكلية إعلام: لا أدري هل كان التحاقي بجامعة خاصة نعمة أم نقمة، لكني أدركت أنها نعمة كبيرة؛ فلقد غرني مجموعي بالشعبة العلمية أن ألتحق بكلية الطب بإحدى الجامعات الخاصة الأمر الذي ضايق أبي كثيرا لأنه سيدفع مبلغا سنويا، لكني أصررت على الالتحاق بكلية الطب، وبعد دراسة ستة أشهر عرفت أنني لا يمكن أن أستمر بالكلية؛ نظرا لصعوبة الدراسة بها، ولحسن حظي كان في الجامعة نظاما يسمى بتعديل المسار داخل نفس الجامعة، لذا تركت كلية الطب والتحقت بكلية الإعلام.
الرقم السري والدليل الإرشادي
ملء استمارة الرغبات هي الخطوة الأولى التي يخطوها الطالب نحو الحياة الجامعية، فما النصائح التى تساعده على اجتياز هذه الخطوة بنجاح؟
يقول د. السيد عطا، مستشار وزير التعليم العالي للقبول والتنسيق: أول نصيحة للطالب الحفاظ على رقمه السري والتركيز الشديد عند كتابة الرغبات، ومن الأفضل عمل مسودة خارجية بها كافة الرغبات قبل الجلوس على الكمبيوتر وملء الرغبات؛ لأن إذا مرت فترة المرحلة الأولى مثلا فلا يمكن للطالب العودة وتعديل الرغبات بعدما قبل في إحدى الكليات، مع ضرورة مراعاة التنسيق الجغرافي بحيث يكتب الطالب في استمارة الرغبات الكليات الأقرب ثم الأبعد تباعا، وأنصح باتباع القواعد والإرشادات التى يتضمنها دليل الطالب وكتابة الرغبات فرديا وليس مع مجموعة الأصدقاء حتى لا يتأثر الطالب بالآخرين، وأخيرا معرفة مواعيد امتحانات القدرات بالكليات التي تشرط اجتيازها للالتحاق بها.
ويقول د. محمد غانم، مسئول الجامعات الخاصة بوزارة التعليم العالي: على الطالب أن يطلع على مواد كل كلية قبل الالتحاق بها، ويسأل عن طبيعة الدراسة بها من خلال التحدث مع الطلاب الأكبر سنا وهذا أمر مهم حتى لا يلتحق الطالب بكلية ما ثم يرسب بها ويحاول نقل نفسه في العام القادم إلى كلية أخرى لأن هذا إهدار للوقت وللدراسة، وقد يفوته الكثير من الدروس وهو يتنقل بين الكليات والفروع ثم يندم لأنه سيرسب حتى بالكلية التي حول إليها وظنها أكثر سهولة من الأخرى.
تقليل الاغتراب في أحوال معينة
يؤكد د. حسام عبدالفتاح، عميد كلية هندسة أن الرغبات لدى الطالب لابد أن تكون محددة لأن بعض الطلاب يكتبون في استمارة الرغبات كليات علمية ثم يضعون كليات أدبية وقد يقبل بالكلية الأدبية ثم يحاول بعدما يكتشف أن مجموعه يتيح له الالتحاق بكلية علمية أن يحول أو ينقل إليها فلا يستطيع، ويقول: موضوع تقليل الاغتراب لا يصلح إلا في أحوال معينة حتى يركز الطلاب في اختيار النطاق الجغرافي، لأنه يقبل في حالتين فقط الأولى إذا سمحت كثافة الكلية المنقول إليها الطالب، أو عدم وجود القسم أو الفرع الذي يود الدراسة به بالجامعة التي تم قبوله فيها، وعلى كل طالب أن يكتب في استمارة الرغبات كلية بعيدة عن نطاق سكنه أن يدرك أنه قد لا يستطيع أن التحويل والعودة لنطاقه الجغرافي، وأنه قد يظل مغتربا طيلة أعوام الدراسة بها، وأنصح أبناءنا بالتروي والتفكير قبل ملء استمارة الرغبات حتى لا يكتب كلية يندم على اختياره لها في يوم ما.
ساحة النقاش