إيمان العمري
أصحابي الأعزاء صديقتنا مرام كانت تتحدث مع جدتها عن مناقشة حادة دارت بينها وبين زميلة لها تعلن دائما عن رغبتها في أن تسافر بعيدا وتعمل وتعيش في إحدى الدول التي تصفها بالجميلة، وعندما يحاول أحد أن يناقشها في ما تقوله تحتد عليه بشدة، ما جعل مرام تخبرها أن جدتها لو سمعتها تتحدث بهذه الصورة عن بلادنا لا أحد يعلم ما يمكن أن تفعل معها، هنا سألتها زميلتها لماذا تعشق جدتك الوطن؟
بهدوء ردت الجدة على هذا السؤال وذكرت أن حب البلاد يرتبط بمفهومنا عن العشق، هذا الشعور الذي يشبه لوحة ساحرة الجمال تتكون خيوطها من لحظات حلوة ومواقف قوية، وهذا ما يلخص علاقتنا بمصر.
في كل مكان حولنا لنا ذكرى منذ أن كنا أطفالا نلعب ونجري حتى أصبحنا كبارا وعلينا مسئوليات، كل خطوة نخطوها في شوارع بلادنا تقودنا لتحقيق هدف ما، كل حي أو منطقة قريبة أو بعيدة لنا فيها أحباب من الأقارب والأصدقاء، كل مدينة ترتبط عندنا بصورة من الماضي أو الحاضر، عندما نزور إحدى المناطق التاريخية ونضرب الأرض بأقدامنا لنؤكد أن هذا المكان الذي شهد أعرق الحضارات بناه أجدادنا.
وإذا أظلمت أيامنا وكانت ثقيلة كالجبال نهرع إلى شاطئ النيل نحدثه بما يضيق به صدورنا، فتأخذ مياهه كل همومنا لتغرقها ويعود لنا صفو أيامنا.
الوطن بشكل عام هو حصن الأمان لأي شخص فما بالك عندما تكون بلادنا هي مصر أم الدنيا التي جاءت ثم أتى التاريخ وقتها فالعشق بكل ما تعنيه الكلمة أقل شيء يمكن أن نقدمه لها، إنها أعظم نعمة رزقنا الله بها فليحفظها لنا عزيزة منتصرة.
ساحة النقاش