سماح موسى
هل يمكن أن يتحول الذكاء الاصطناعي إلى مدرس خاص يساعد الطلاب؟ سؤال يطرح خاصة وأنه من أحدث البرامج التي ساهمت بشكل كبير في عملية تطوير التعليم في الآونة الأخيرة حيث ساعدت الطالب في استخراج المعلومة بشكل سريع ومنظم ما سهل عليهم كثيرا من الصعاب التي يواجهونها، فكيف حدث ذلك؟
في البداية يقول أحمد الهواري، خبير نظم المعلومات: يركز الذكاء الاصطناعي على تطوير أنظمة قادرة على أداء مهام تتطلب عادة ذكاء بشريا مثل التعلم والتفكير المنطقي والتعرف علي الأنماط واتخاذ القرارات، يشمل الذكاء الاصطناعي مجموعة واسعة من التقنيات مثل تعلم الآلة ومعالجة اللغة الطبيعية ورؤية الكمبيوتر، ويمكن استخدامه في مجالات متعددة وقد تطورت هذه التكنولوجيا بسرعة ما أتاح فرصا جديدة للتطبيقات والابتكارات.
ويضيف: يلعب الذكاء الاصطناعي دورا مهما في تحسين تجربة المذاكرة للطلبة بطرق متعددة منها التخصيص، حيث يمكن للأنظمة الذكية تحليل أسلوب تعلم الطالب ومستوى فهمه وتقديم محتوى دراسي مخصص يناسب احتياجاته والمساعدة في أداء الواجبات، حيث توفر أدوات مثل التطبيقات الذكية والمساعدين الافتراضيين إجابات سريعة للمسائل المعقدة ما يساعد الطلاب في حل واجباتهم، كما يقوم بالتعلم التفاعلي حيث تتضمن بعض التطبيقات عناصر تفاعلية مثل الألعاب التعليمية والمحاكاة، ما يجعل التعلم أكثر متعة وفعالية، كذلك تقييم الأداء من خلال تحليل أداء الطالب وتقديم ملاحظات فورية حول أدائهم ما يساعدهم على تحسين مهاراتهم بسرعة والتركيز على نقاط الضعف، كما تقدم بعض الأدوات الذكية نصائح حول إدارة وتنظيم الوقت وتحسين إستراتيجيات المذاكرة مما يزيد من إنتاجية الطلاب، لكن مع كل ما يقدمه الذكاء الاصطناعي للطالب لا تزال الدروس الخصوصية التقليدية مهمة لبعض الطلاب خاصة في الحالات التي تتطلب تفاعلا بشريا أو دعما عاطفيا، لذا قد يكون استخدام الذكاء الاصطناعي مكملا جيدا للدروس الخصوصية بدلا من كونه بديلا بالكامل.
إعداد العملية التعليمية
يقول د. محمد عبدالعزيز، أستاذ العلوم والتربية جامعة عين شمس: يختلف استخدام برامج الذكاء الاصطناعي من طالب إلى آخر تستخدم تلك البرامج عامة في إعداد البرامج التعليمية، لكن لا يستطيع الطالب استخدامها بمفرده فمن الممكن أن تتيح له هذا البرنامج معلومات متداخلة معقدة ولا تصل إلى الهدف المرجو منها أو من الممكن أن تعطي معلومات خاطئة، فلابد من عمل برامج خاصة بالتعلم من قبل المؤسسات التعليمية، يتم تغذيتها بالمناهج التعليمية مع إعطائها إمكانية تخليق المعلومات الصحيحة بنفسها ويتم معالجتها بشكل معين، إلا أن بعض البرامج تعلم الطالب الكسل وهذا غير مطلوب فنحن نحتاج طالبا لديه تفكير علمي وابتكار.
ويستطرد: يستغل بعض الطلبة برامج الذكاء الاصطناعي بشكل سلبي مثل الغش وحل الواجبات المدرسية دون بذل أي مجهود، لذا يجب عدم استخدام برامج الذكاء الاصطناعي بشكل مباشر خاصة في مراحل التعليم قبل الجامعي، أما في مراحل التعليم الجامعي يستخدم في إعداد قواعد البيانات والبحث التي تساعد الطالب في الوصول لأحدث المعلومات والنتائج في مجال العلم كي تسهل عليه الأمر وتوفر وقته.
ساحة النقاش