أميرة إسماعيل 

دائما ما تثبت المرأة أنها قادرة على تخطى الصعاب والأزمات خاصة المالية، لا تستسلم بل تثابر وتسعى لتجاوز ما تمر به من مشكلات، تتعلم حرفة أو تنشئ مشروعات تغنيها وأسرتها شر العوز والحاجة لتضرب المثل فى دعم أسرتها ومن ثم وطنها.

"حواء" تنقل لكم العديد من القصص لسيدات ملهمات نجحن فى أن يكن إيجابيات اقتصاديا، تغلبن على عثراتهن المالية بتعلم مهن بسيطة أو إنشاء مشروع صغير يدر عليهن الربح ويحسن من وضعهن الاقتصادى.

عانت صابرين علي، ربة منزل كثيرا بعد وفاة زوجها لكنها استغلت مهاراتها فى إعداد الطعام وإنجازه فى وقت قصير، لذا قررت طهى الطعام وتجهيز الخضراوات وبيعها للموظفات والعاملات ما ساهم فى تحسين اقتصاد أسرتها.

أما منى حمدى، 35 سنة، فتقول: أحببت فكرة البيع عبر الإنترنت خاصة وأن لدى الكثير من المعارف والأصدقاء الذين شجعونى على دخول هذا المجال وأصبحت أشترى من مكاتب الجملة وأبيع من خلال الإنترنت، ومع الوقت أصبحت هذه التجارة مهنتى التى ساعدتنى اقتصاديا ورفعت من دخل أسرتى.

صاحبات مشروعات

تقول أمنية أبو القاسم: المرأة قادرة على الإنتاج وزيادة دخلها وأسرتها، وقد ازداد الوعي لدي السيدات فى ابتكار مشروعات مختلفة في ظل وجود جمعيات تشجعهم وتقدم لهم فرصا لتنمية مهاراتهم وتسويق منتجاتهم، فأصبح هناك منتجات يدوية في غاية الروعة مثل الشموع وفنون الكونكريت وملابس التطريز اليدوي التى تناسب الموضة الحالية بل وتتفوق عليها من حيث الجودة والذوق وكذلك الإبداع فى فن الإكسسوارات بأشكال مختلفة، أما عن مشروعى فقد بدأت الفكرة "فخار هاند ميد للزرع" بإمكانيات بسيطة وموجودة في مصر بوفرة وجودة عالية وهو الفخار، وبدأت بالرسم عليه وتحويله من مجرد قطعة صامتة لأصيص فخار للزرع لقطعة فنية بتصميات مختلفة ولوحات عالمية وذلك لمساعدة الناس فى استبدال البلاستيك المستخدم للزرع كجزء أيضا من تشجيع الاستدامة والحفاظ على البيئة من البلاستيك.

أما عزة سلامة، وسهام أحمد فقد جمع بينهما مشروعهما الخاص كما جمعت بينهما الصداقة، حيث دفعهما الفضول لصناعة الشموع، فاشتركا في أحد الدورات التدريبة لتعليم صناعة الشموع فى إحدى الجمعيات، وكانت البداية التي من خلالها انطلقا في مشروعهما الخاص لتصنيع وبيع الشموع تحت اسم "Women Lights".

وتقول هاجر محمد، 30 سنة: أحببت مجال منتجات الجلد الطبيعى، وأصبحت أبحث على الإنترنت على الدورات التى يمكن أن أتعلم من خلالها حياكة الشنط وغيرها من المنتجات الجلدية، لذا يمكننى القول إننى علمت نفسى بنفسى، والآن لدى مشروعى الصغير الخاص بى والمتخصص فى صناعة الشنط والمحافظ اليدوية للسيدات والرجال، ويساعدنى فى عملى زوجى، وأستطيع أن أقول لكل سيدة مصرية أنت قادرة على تحسين أوضاعك الاقتصادية والاستفادة من أى هواية أو مهاراة لبدء مشروعك الصغير الذى سيطور حياتك بإيجابية.

شروط النجاح الاقتصادى

بعد استعراض بعض قصص سيدات تمكن من بدء مشروعاتهن الخاصة سألنا د. السيد خضر، الخبير الاقتصادى ومدرس الاقتصاد عن المؤهلات التى تمكن المرأة من النجاح اقتصاديا لتكون داعمة لوطنها؟

يقول د. السيد: يمكن للمرأة أن تكون إيجابية اقتصاديا وتساعد نفسها وأسرتها من خلال تعلم حرفة بسيطة أو اختيار الحرفة المناسبة التى تناسب مهاراتها مثل الخياطة والطهي أو الحرف اليدوية أو تقديم خدمات مثل التنظيف او التسويق باستخدام وسائل التواصل الاجتماعي للترويج للمنتجات أو الخدمات، ويمكنها الاستعانة بالدورات التدريبة والتعليمية لتعلم المهارات الأساسية، وعلى كل سيدة لديها خطتها الاقتصادية أن تهتم بالتخطيط المالى وإعداد الميزانية التى تحدد النفقات والإيرادات لضمان إدارة الأموال بشكل فعال وتخصيص جزء من الدخل لمواجهة الطوارئ، كذلك الاهتمام بالتواصل وبناء علاقات مع نساء أخريات في نفس المجال للحصول على الدعم والمشورة، وتطوير الذات بالقراءة والتعلم والدورات المستمرة التي تعزز المهارات الشخصية والعملية.

ويتابع: لا شك أن صاحبات هذه المشروعات يساهمن بشكل كبير في الاقتصاد المحلي، فضلا عن دفع عجلة التنمية والإنتاج وخلق فرص عمل للكثيرات من السيدات وكذا الرجال ما يسهم فى تحسين جودة الحياة وتلبية الاحتياجات الأساسية، بالإضافة إلى تمكين المرأة اقتصاديا يعزز من دورها في المجتمع ويزيد من قدرتها على اتخاذ القرارات.

مشروع اقتصادى بسيط

تقول د. نعمة مصطفى رقبان، أستاذ ورئيس قسم إدارة المنزل والمؤسسات ووكيل كلية الاقتصاد المنزلى لشئون البيئة وتنمية المجتمع الأسبق بجامعة المنوفية: إذا كان لدى السيدة أى مبلغ من المال الفائض عن حاجتها فى الوقت الحالى فيمكن استثماره مثلا فى شراء بعض الأسهم ذات العائد المرتفع أو إيداعه فى حساب توفير فى البنك لتجنى الفائدة فيما بعد، لكن هناك أفكار كثيرة تناسب أى سيدة لتكون إيجابية اقتصاديا وذلك من خلال تنمية مهاراتها أو تعلم أخرى جديدة عبر الدورات التدريبة المجانية الناجحة التى تسهم فى تحسين أى مهارة أو حرفة تعلمها لتحسين أوضاعها الاقتصادية وزيادة الدخل لأسرتها، ومن هذه الأفكار إعداد مفارش الكورشية لكن عليها أولا أن تتعرف على الجديد بها وكيفية تسويقها عبر منصات الإنترنت المختلفة.

وتضيف: من الأفكار التى ابتكرتها المرأة المصرية أيضا للارتقاء بمستواها الاقتصادى تجهيز الأطعمة والخضراوات وبيعها مجمدة أو طازجة، فضلا عن إعداد الديكور الخاص بأى مناسبة، وأنصح أى سيدة تنوى الدخول فى أى مجال أن تكسب ثقة الآخرين والمستهلكين وذلك من خلال إتقان المنتج الذى تقدمه.