أماني ربيع

تمثيل برلمانى تجاوز الـ 25% من مقاعد البرلمان، وعدد من الحقائب الوزارية، والمناصب الإدارية ومراكز اتخاذ القرار بالمحافظات والمحليات هى حصيلة ما حققته المرأة من مكتسبات على الصعيد السياسى، ومازالت عظيمات مصر تتطلع إلى حصد المزيد حسب ما أكدته النائبة البرلمانية هالة أبو السعد، وكيل لجنة المشروعات الصغيرة والمتوسطة بمجلس النواب التى تتحدث إلى "حواء" عن حصاد مكتسبات المرأة السياسية في عهد الرئيس السيسي، وتطلعاتها للمرحلة المقبلة..

ما تقييمك لمكتسبات المرأة السياسية في عهد الرئيس عبد الفتاح السيسي؟

كنت شاهدة على عصور سابقة رأيت فيها معاناة المرأة من أجل الحصول على أبسط حقوقها، والتراجع الكبير الذي شهدته أوضاعها في فترة حكم الإخوان، لذا أستطيع القول إن عصر الرئيس السيسي عهدا ذهبيا حقيقيا لحقوق المرأة خاصة في المجال السياسي الذي لم يكن يتم الالتفات له كثيرا في العصور السابقة، وأصبح حصول المرأة على حقوقها مساواة بالرجل حقا دستوريا، حيث أرسى دستور 2014 مبدأ المساواة في الحقوق بينهما في كل المجالات، وتمثيل المرأة بشكل مناسب في المجالس النيابية، ومنحها الفرصة دون أي تمييز في تولي المناصب القيادية في الدولة والتعيين في الهيئات القضائية.

ما رأيك في الحضور النسائي في المناصب القيادية؟

طفرة غير مسبوقة لا يمكن لأحد إنكارها، أصبح وجود المرأة في المناصب القيادية أمرا اعتياديا، ورأينا المرأة لأول مرة في منصب نائب محافظ البنك المركزي، ومساعد أول لرئيس الوزراء، ورئيسة لمحكمة اقتصادية، وكذلك رئيسة للمجلس القومي لحقوق الإنسان، وفي منصب شيخ البلد، وكلها مناصب تولتها المرأة في عهد الرئيس السيسي ولأول مرة، وبتنا نرى وزيرات في حقائب وزارية مهمة وصعبة مثل التخطيط والاستثمار والتنمية المحلية، وأيضا مستشارة للأمن القومي، وكلها مناصب في جهات ذات ثقل وليس مجرد تواجد شرفي، إنما حضور بفضل الكفاءة والاستحقاق.

شهدت تمثيل المرأة في المجالس النيابية تطورا كبيرا خلال السنوات الماضية، كيف ترين ذلك؟

لا يمكن إنكار حجم ارتفاع التمثيل النسائي في البرلمان الذي وصل إلى 165 مقعدا عام 2024 مقارنة بـ 9 مقاعد عام 2012، وهذا التقدم كان نتيجة لدعم القيادة السياسية، بالإضافة إلى الأداء المشرف للنائبات تحت القبة الذي مكنهن من نيل ثقة الناخبين في الشارع المصري، وفي مجلس الشيوخ أيضا ارتفعت نسبة تمثيل المرأة لتصل في عام 2022 إلى 41 مقعدا، مقارنة بـ 12 مقعداً عام 2012، وأصبحت النائبة فيبي فوزي جرجس أول سيدة تتولى منصب وكيل مجلس الشيوخ، وقد حضرت الدورة البرلمانية الأولى والثانية في عهد الرئيس السيسي، وفي برلمان 2015 كان الوضع مختلف وكانت نظرة الزملاء من النواب الرجال للوجود النسائي يشوبها الاندهاش، لكن نجاح البرلمانيات في هذه الدورة بإثبات جدارتهن وقدراتهن جعل الوضع يختلف في الدورة الثانية، فالبرلمانيات يشاركن في تقديم القوانين، وعندما نتبنى قضية نستطيع أن نحقق نجاحا ملموسا، شخصيا قدمت 3 قوانين تم اعتمادها، ومن الظواهر الإيجابية فيما يتعلق بالوجود البرلماني للمرأة أيضا، هو وجود أكثر من نائبة نجحن في الحصول على مقاعد فردية في البرلمان، ما كان يحدث عادة هو أن المرأة تصل للبرلمان عن طريق القوائم أو بالتعيين، هذا يعني أن الرئيس السيسي خلال 10 سنوات نجح في تغيير ثقافة المجتمع بصورة كبيرة.

وكيف تقيمين التمثيل النسائي في مجال القضاء؟

في عهد الرئيس السيسي شهدنا القاضيات يعتلين منصات العدالة في مناصب غير مسبوقة، ففي عام 2018 تم تعيين أول رئيس محكمة في تاريخ مصر، ولأول مرة أيضا تولت سيدة منصب نائب رئيس المحكمة الدستورية، وبدعم القيادة السياسية وصلت إلى المناصب القيادية بهيئة قضايا الدولة، ولا ننسى القرار التاريخي عام 2021 بتعيين المرأة في النيابة العامة ومجلس الدولة، وهو ما يعد انتصارا كبيرا لها في هذا المجال، وبشكل عام ارتفعت نسبة تمثيلها القضائي خلال السنوات الماضية حيث وصل عدد العضوات بالقضاء العادي 130 سيدة، وبالنيابة العامة 17 سيدة، فيما بلغ عدد القاضيات بمجلس الدولة 137 سيدة، وعدد العضوات بهيئة النيابة الإدارية 2363 سيدة، وعدد العضوات بهيئة قضايا الدولة 1290 سيدة.

من وجهة نظرك، ما أبرز المكتسبات التي حصلت عليها المرأة خلال السنوات العشر الماضية؟

المكتسب الأهم من وجهة نظري هو تغيير ثقافة المجتمع، فإيمان القيادة السياسية بالمرأة وإعطائها حقوقا لم تكن تحلم بها في وقت قياسي وتواجدها في مناصب قيادية أثبتت فيها كفاءتها جعل المجتمع نفسه يتقبل وجودها بصورة إيجابية، وبدأت ثقافة المجتمع الذكورية في التراجع، فالتغيير ليس مجرد وجود المرأة في المناصب والقيادات، لكن التغيير الأهم هو الذي حدث لثقافة المجتمع الذي أصبح على وعي بكفاءة المرأة وأهمية دورها وأنها ليست مجرد تابع.

هل كانت المرأة على قدر المسئولية التي وضعت على كاهلها؟

بالطبع فإيمان الرئيس بحقوق المرأة ساهم في أن تكون على قدر المسئولية بجدارة، واستطاعت أن تكسب التحدي مع ثقافة المجتمع وتكافح لإثبات وجودها، وكل السيدات اللائي وصلن إلى مقاعد البرلمان ومجلس الشيوخ وتولين مناصب قيادية مهمة سواء في القضاء أو النيابة العامة وغيرها أثبتن الجدارة والأحقية بهذه الفرص التي أتيحت لهن.

رسالتك للمرأة المصرية من أجل الاستمرار في النجاح واستغلال المكتسبات التي حصلت عليها.

يجب أن نكمل السعي حتى نهاية الطريق، لكي نصل إلى مستوى المجتمعات المتقدمة التي لا تفرق بين الرجل والمرأة إلا بمقياس الكفاءة، وأنا كبرلمانية أحلم بأن يكون نصف رؤساء اللجان في البرلمان القادم من النساء من أجل تمثيل نسائي أكثر قوة.

المصدر: امانى ربيع
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 98 مشاهدة
نشرت فى 29 ديسمبر 2024 بواسطة hawaamagazine

ساحة النقاش

hawaamagazine
مجلة حواء أعرق مجلة للمرأة والأسرة المصرية والعربية أسسها إيميل وشكرى زيدان عام 1955، وترأست تحريرها الكاتبة أمينة السعيد، ومن يوم تأسيسها تواكب المجلة قضايا وهموم المرأة والأسرة المصرية والعربية. »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

23,425,524

رئيس مجلس الإدارة:

عمر أحمد سامى 


رئيسة التحرير:

سمر الدسوقي



الإشراف على الموقع : نهى عبدالعزيز