حوار: شيماء أبو النصر
البكالوريا بديل للثانوية العامة، خبر انتشر فى جميع وسائل الإعلام وهو الآن مطروح للحوار المجتمعى للوقوف على أهم مميزاته وكيف يمكن أن يقضى على ما يعرف بأزمة الثانوية العامة، وكما تقول د. جيهان البيومى، عضو لجنة التعليم بمجلس النواب والأستاذ بكلية الآداب جامعة حلوان إن البكالوريا نظام تعليمى واعد يقدم مناهج ومسارات تعليمية تواكب العصر، كما يقدم للطالب أكثر من فرصة للامتحان ما يقضى على حالة القلق والتوتر التى كانت تعيش فيها الأسر المصرية طيلة السنوات الماضية كما يقدم للطالب شهادة معترف بها دوليا.
فى البداية ما معنى كلمة البكالوريا؟
البكالوريا لفظ علمى ويعنى الشهادة الدولية لإنهاء مرحلة الدراسة الثانوية، وهى مصطلح عالمى وليس مصرى كما يروج بعض رواد مواقع التواصل الاجتماعى فى محاولة لخلق رأى عام غير حقيقى لرفض الجديد وإلغاء نظام الثانوية العامة التى ثبت أنها تحولت إلى أزمة، كما أنها تفتقد الاعتراف الدولى بها كشهادة فى نهاية الأمر.
وما أهم ملامح نظام البكالوريا؟
نظام شهادة البكالوريا المصرية "بديل الثانوية العامة"، والمقرر تطبيقه على الطلاب الذين يدخلون الصف الأول الثانوى العام المقبل، وتعتمد على تنمية المهارات الفكرية والنقدية بديلا عن الحفظ والتلقين، والتعلم متعدد التخصصات بدمج المواد العلمية والأدبية والفنية، والتقييم المستمر وتقسيم المواد على عامين على الأقل، بالإضافة إلى الاعتراف الدولي والفرص المتعددة من خلال فرصتين امتحان سنويا.
وما أهم المزايا التى يقدمها نظام البكالوريا؟
يقدم نظام البكالوريا الجديد بالشكل والتصور الذى أعلن عنه نموذجا تعليميا متقدما يضاهى أنظمة تعليمية دولية متاحة فى مصر بالفعل، وتعتمد على تعدد الفرص ويدفع فيها عدد من الأسر المصرية مبالغ ضخمة، فالبكالوريا تتيح لأبنائنا جميعا الفرص التعليمية المتميزة التى يقدمها التعليم الدولى، كما ينهى أزمة الثانوية العامة المتمثلة فى الفرصة الواحدة للامتحان حيث يقدم أكثر من فرصة لدخول الامتحان بمقابل مادى بسيط، فكثيرا ما كنا نجد قصصا لحالات تعرضت لظروف طارئة وقت امتحانها وتسبب الأمر فى ضياع فرصتها فى الحصول على مجموع يناسب تفوقها، وهو ما ستعالجه البكالوريا، كما أنها شهادة معترف بها دوليا نظرا لتطبيقها جميع أسس الشهادات الدولية وليست محلية فقط كما فى نظام الثانوية العامة.
هل تقضى البكالوريا على"بعبع" الثانوية العامة؟
بالتأكيد لكن بشكل تدريجى، فالأسر المصرية تعيش أزمة حقيقية مع الثانوية العامة من قلق وتوتر وإنفاق غالبية ميزانيتها على الدروس الخصوصية، فمن المتوقع أن تقل الدروس الخصوصية والتى لن يكون الطالب في حاجة إليها، وسيكون أمامه فرصة لتحسين مجموعه وهو ما سيخفف عليه الضغوط النفسية، كما أن دخول الامتحان للمرة الأولى يكون مجاناً وبعد ذلك بمقابل لكل امتحان قدره 500 جنيه، وفيما يتعلق بحساب المجموع فإنه تحتسب درجة كل مادة من مواد الثانوية السبع من 100 درجة ويكون المجموع النهائي للطالب بجمع الدرجات الحاصل عليها لكل مادة.
وما رأيك فى فكرة تعدد محاولات دخول الامتحان؟
أمر إيجابى جدا، فبالنسبة للمحاولات المتعددة فإنه تحتسب للطالب كل المحاولات التي تقدم لها وترصد كافة درجات محاولاته ويحدد العام الدراسي الذي تقدم فيه الطالب لكل محاولة وترسل قاعدة البيانات بشكل كامل لمكتب التنسيق لإعمال شأنه بها، كما أنه يجب دخول الامتحان للمرة الأولى في العام الدراسي المحدد دون تقديم أو تأخير فيما يسمح بإعادة الامتحان بعد ذلك في أي عام دراسي.
وما أهمية الحوار المجتمعى التى تنظمه الوزارة حول شهادة البكالوريا؟
الحوار المجتمعى مطلوب لكن يجب أن يقتصر على المتخصصين فى شئون التعليم والمناهج وأصحاب الخبرة فهم المنوط بهم المشاركة بفاعلية بعيدا عن أصحاب المصالح ورافضى التجديد ومروجى الشائعات على مواقع التواصل.
إلى أى مدى يعالج نظام البكالوريا مشاكل التعليم من حفظ وتلقين وحشو مناهج؟
عملية تطوير التعليم عملية مستمرة فالعلوم والعالم نفسه يتغير ويتطور باستمرار وهو ما يتطلب مناهج مرنة مواكبة للعصر تلائم احتياجات سوق العمل، وهو ما يحدث الآن من تطوير للمناهج وإضافة مواد تعليمية جديدة.
وما رأيك فيما يثار حول إضافة مادة الدين للمجموع؟
أرى أنه من الأفضل عدم إضافتها للمجموع لكن يمكن إجراء تعديل آخر بجعل درجة النجاح فيها من 75 % وهذا يضمن اهتمام أكبر من الطلاب بها حيث القيم الدينية فى التربية وهو ما يجب التركيز عليها وليست مادة الهدف منها حصد أكبر الدرجات.
وما رأيك فى إضافة مسارات ومناهج تعليمية جديدة مثل البرمجة والذكاء الاصطناعى؟
اتجاه جيد جدا من وزارتى التربية والتعليم والتعليم العالى فلدينا أجيال تتعامل مع الكمبيوتر فى سن الخامسة والسادسة، فالتكنولوجيا فرضت نفسها على الجميع، وتعلمها فى الصغر يسهم فى خلق أجيال قادرة على التعامل بوعى مع تحديات العصر التكنولوجية.
وما رأيك فى جهود الدولة لتطوير منظومة التعليم على مستوى الجمهورية؟
تقوم الدولة بجهود كبيرة جدا فى السنوات الأخيرة ومازالت عمليات التطوير مستمرة والتى تتمثل فى إنشاء المزيد من المدارس فى جميع أنحاء الجمهورية والاهتمام بإنشاء وتطوير المدارس بقرى حياة كريمة والتى كانت تعانى من نقص عددى فى المدارس، بالإضافة إلى تدريب المعلمين، وتطوير المناهج وإضافة مناهج جديدة، والتوسع فى إنشاء الجامعات الأهلية والتكنولوجية والكليات المتخصصة القائمة على المزايا النسبية فى كل محافظة مثل كليات التعدين والثروة السمكية وغيرها.
ساحة النقاش