كتبت: إيمان العمري

دائما ما نبحث عن الحب حتى تكتمل سعادتنا، قدوتنا فى ذلك قصص الحب الشهيرة التى نقرأ عنها فى الكتب أو نشاهدها عبر شاشات التلفزيون، لكن للأسف نجد أن أشهر قصص الحب التي خلدتها الأعمال الأدبية نهايتها حزينة.

البداية مع المجنون قيس بن الملوح الذي ضاع عقله من حبه لليلى العامرية، فقد أحبها وهام في عشقها ونظم القصائد متحدثا عن مشاعره الفياضة لها، وعندما تقدم لخطبتها رفض والدها زواجهما لأنه ذكرها في أشعاره عكس عادات العرب في ذلك الوقت وزوجها والدها بشخص آخر ليهيم قيس على وجهه في الصحراء وينكسر قلب العاشقين فيكون الموت قهرا مصيرهما، وقد استمد كتاب كثيرون من أحداث تلك القصة أعمالا لهم لعل أبرزها مسرحية مجنون ليلى لأمير الشعراء أحمد شوقي.

وبعد المجنون يأتي شهيدا الغرام روميو وجوليت من بلدة فيرونا بإيطاليا وهي من أعظم أعمال الكاتب الإنجليزي ويلم شكسبير والتي يرى البعض أنه استلهمها من قصة حقيقية وتدور أحداثها حول قصة عشق بين اثنين من عائلتين بينهما صراعات عنيفة تقف كعائق أمام الحبيبين لتنتهي حكايتهما بانتحارهما.

ويقدم لنا أديب ألمانيا الشهير يوهان جوته قصة آلام فارتر التي تتناول حكاية حب مستحيلة لامرأة متزوجة تنتهي بانتحار العاشق الولهان.

وانتقلت حالات انتحار العشاق إلى الأدب العربي وكان أبرز من قدمها يوسف السباعي في رائعته "إني راحلة" حيث تقف الفوارق الاجتماعية وتسلط الأب وجبروته أمام قصة حب البطلين، فلا تجد البطلة حلا سوى الانتحار بعد وفاة حبيبها.

وقد توالت بعد ذلك الأعمال الأدبية والفنية التي استخدمت إصابة أحد العاشقين بمرض مميت لتنتهي قصة الحب بالفراق الأبدي، وكانت أشهر هذه الأعمال قصة غادة الكاميليا التي راحت ضحية مرض السل لتموت بين يدي حبيبها وقد استلهمت العديد من الأعمال الفنية تلك الرواية وقدمت في جميع أنحاء العالم كذلك قصة فيلم "قصة حب" الشهيرة لكن في هذه الحالة كان مرض السرطان هو العدو الذي فرق بين الحبيبين، وبجانب المرض نجد أن هناك قصصا ركزت على تعرض أحد الحبيبين لحادث يقضي عليه تاركا الآخر يزرف الدموع باقي حياته حزنا وألما على فراقه.

لماذا ننجذب لدموع العشق وعذابه؟

يجيبنا عن ذلك الكاتب الكبير حاتم رضوان ويقول: الحب كلمة لا ترتبط بشيء مادي لا يدركه عقل ولا يفسره منطق، مجموعة من المشاعر الحميمة والشغف، تترك أثرًا جميلًا في نفس المحب، وتشعره أن حياته تغيرت للأفضل، لذلك يصبح الحب مصدرا للسعادة عندما يكون حالة تفاعلية بين شخصين يتبادلان فيما بينهما المشاعر والعاطفة المشتركة، ويدركان معه معاني الشعور باللذة والراحة والاستقرار النفسي والسعادة المرجوة.

ويتابع: للأسف الشديد يمكن أن تتبدل السعادة إلى شقاء وتعاسة في حالات الفقد بالفراق أو الموت أو أي سبب آخر، وكذلك عندما يكون الحب من طرف واحد يتعذب به المحب، ويغرق فيه بالحزن والأسى وخيبة الأمل، ودائمًا قصص الحب المستحيل، ذات النهايات المأساوية والتضحيات الكبيرة، التي تنتهي بعدم التحقق والفراق أو الموت والانتحار، هي القصص  الخالدة، المرتبطة بالبكاء والدموع، عندما نستمع إلى حكايات المكلومين في الغرام، نلمس آلامهم ونتذوق ملح دموعهم، نشعر بمشاعرهم العميقة لمن فقدوه، نتأكد أن الحزن والحب مرتبطان لدرجة التلازم.

المصدر: إيمان العمرى
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 168 مشاهدة
نشرت فى 17 فبراير 2025 بواسطة hawaamagazine

ساحة النقاش

hawaamagazine
مجلة حواء أعرق مجلة للمرأة والأسرة المصرية والعربية أسسها إيميل وشكرى زيدان عام 1955، وترأست تحريرها الكاتبة أمينة السعيد، ومن يوم تأسيسها تواكب المجلة قضايا وهموم المرأة والأسرة المصرية والعربية. »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

24,057,174

رئيس مجلس الإدارة:

عمر أحمد سامى 


رئيسة التحرير:

سمر الدسوقي



الإشراف على الموقع : نهى عبدالعزيز