سماح موسى

تواجه الأسرة المصرية تحديا صعبا فى تنظيم إنفاقها وترتيب أولوياتها لمواجهة المصروفات الزائدة خلال الشهر الكريم وإذا لم تضع ربة المنزل ميزانية محددة للإنفاق والعزومات وترشيد الاستهلاك فلا شك أن المتطلبات الرمضانية ستلتهم دخل الأسرة ما يجعلها عاجزة عن الاستمتاع بالشهر الكريم. 

حواء تقدم لك بعض الأسس لميزانية الأسرة يمكن الاستفادة منها بما يتفق مع ظروف وإمكانيات كل أسرة ويضمن لك موائد رمضانية عامرة بشتى ألوان الطعام دون إرهاق فى الميزانية.

في البداية تقول سهير جاد، ربة منزل: أستعد لشهر رمضان قبل قدومه بثلاثة أشهر بدلا من إهدار ميزانية الشهر العادي لشراء الخضراوات والبقوليات واللحوم المستهلكة في شهر رمضان أخصص مبلغا بسيطا جدا من ميزانية الشهر لشراء نوع من الخضراوات وتقطيعها ووضعها داخل الفريزر، أو نوع من الفاكهة لتفريزها وعمل عصير منها في الشهر الفضيل أو شراء كيلو من اللحم أو الفراخ وتجميدها في الفريزر.

وتقول حورية راضي، مدرسة: أخصص جمعية لشهر رمضان والأعياد تكفي لشراء احتياجات الشهر وملابس العيد، ولا أفضل التخزين لأن الأطعمة تفقد طعمها ولونها بعد التفريز.

تختلف لطيفة محمود، موظفة مع الرأى السابق وترى أن انخفاض أسعار الخضراوات فرصة جيدة لتخزينها، وتقول: ترتفع أسعار كل السلع خلال رمضان لذا أستغل أوقات انخفاض أسعارها وأقوم بتقطيع الطماطم وتخزينها كما هي أو صنع صلصة منها، كما أقوم بفرم البصل وتفريزه أو بجانب صلصة البيتزا والمحاشي، وكذا الخضراوات مثل البازلاء والفاصوليا الخضراء والملوخية.

تحديد الأولويات

تعلق د. سناء  النجار، أستاذ بقسم إدارة مؤسسات الأسرة والطفولة بكلية الاقتصاد المنزلى بجامعة حلوان على كيفية التوفير فى ميزانية رمضان قائلة: الشراء مهارة تنمو مرة بعد أخرى حيث تقل الأخطاء كلما اكتسب الفرد معرفة وخبرة أكثر في السوق، وأنصح بتحديد احتياجاتها وترتيبها حسب الأولوية بحيث تقرر الشراء عندما تجد السلعة الأجود بالسعر الأفضل،وبذلك تحقق التخطيط الجيد للشراء واستغلال فرص المواسم التى تنخفض خلالها الأسعار.

وتضيف: يوجد مراحل عدة لابد أن نضعها في الاعتبار عند الشراء أولها تحديد احتياجات الأسرة من الأغذية المختلفة، والبدائل التي يمكن الاستعانة بها في حالة عدم توفر السلع الأصلية، والوجبات المفضلة لأفراد الأسرة لتقليل الفاقد، مع مراعاة أن تكون احتياجات الأسرة مناسبة لدخلها، وعند الشراء لابد من شراء الأطعمة بكميات تكفي لمدة أسبوع أو أسبوعين حسب نوعها وإمكانية حفظها.

تقول د. روضة حمزة أبو الفضل، مدرس الاقتصاد المنزلي بجامعة حلوان: على ربة المنزل عمل جرد لخزينة المطبخ والثلاجة قبل الشراء، والبحث في الفريزر عما هو مجمد من خضراوات أو فواكه أو لحوم لاستخدامها أولا قبل الجديد، لأن النظام والتخطيط بداية التوفير.

وتتابع: يمكن الاستعاضة بالبدائل كحل مثالى للتوفير، فمثلا يمكن تقليل شراء السكر من خلال عمل التمر باللبن، وتناول الفواكه الطازجة كبديل للحلويات الشرقية والعصائر، أو عمل سلاطة فواكه أو عمل كيكة الفاكهة بالبسكويت والجبن، أما فيما يخص العزومات فعلينا في الاقتصاد فيها بالاقتصار على صنفين أو ثلاثة على مائدة الإفطار وطهى كميات تتناسب مع عدد المعازيم مع البعد عن التبذير وإهدار الأطعمة، وبالنسبة للسحور فيمكن للمرأة تدميس الفول في المنزل بدلا من شرائه وكذلك الزبدى وتجهيز  المشروبات منزليا كالعرقسوس والتمر.

أما د. رشاد عبده، خبير الاقتصاد فيقول: المرأة المصرية وزيرة اقتصاد ومالية أسرتها تستطيع أن تدير منزلها بأقل دخل وتواجه أية أزمة اقتصادية طارئة وتضع أولوياتها وتتجنب شراء  الكماليات خاصة في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة، وتعي جيدا أن هناك  فرقا كبيرا بين الدخل الحقيقي "الدخل الناتج عن زيادة الإنتاج وليس زيادة الأسعار" والدخل النقدي "زيادة في الأسعار وليس زيادة الإنتاج"، وعن شهر رمضان لابد أن تستعد له قبل قدومه بعدة أسابيع من خلال تحديد الأولويات وتدوين ما يلزم شراؤه، مع ضرورة عدم المغالاة في أصناف الأطعمة المعدة للعزومات فمن الممكن وضع ثلاثة أصناف على مائدة الإفطار ليس أكثر واستخدام ما يفيض في العزومات ليوم إفطار آخر.