البداية لكن نسبة كبيرة تقلدنا الآن لأننى مؤمن أن العزومة إذا أصبحت عبئا فإننا سنقلل منها حتى أننا لن نرى بعضنا البعض على طعام أبدا.
يدعم رأيه وبشدة الاستاذ عبدالعزيز محمد مدرس قائلا:
- ميزانيتى فى رمضان دائما مختلة بسبب العزائم لدرجة أننى أخذت قراراً أنى لن أذهب إلا عند والدى ووالدتى وأسرة زوجتى أما الأشقاء والأصدقاء فسأكتفى بلقائهن على القهوة حتى لا أتكلف مصاريف إفطار وهذا ليس بخلا والله أعلم لكن مصاريف رمضان لوحدها كثيرة ومصاريف كل عزومة تعادل أسبوعا بلا عزائم لذلك فإذا اقتنع الآخرين بالفكرة فسيكون الأمر جميلاً لانى سأجتمع مع أهلى أكثر من مرة والأكل فى اللمة أحلى وفى نفس الوقت لن أشعر أن هناك عبئاً إضافيا لكن المشكلة كيف أقترح الأمر!!
أما الأستاذ أسامة سعيد مهندس فيرفض الفكرة قائلا: أعتقد أن عزائم رمضان طقس علينا الحفاظ عليه خلال الشهر الكريم وفرصة لاظهار الكرم الرمضانى وبدلا من أن يحضر كل معزوم طبقا من بيته يمكن أن نتعامل مع الأمور بشكل أبسط بحيث لا نكثر من الأصناف والكميات فى العزائم وكل واحد يمد رجليه على قد لحفاه من يقدر يسعد الآخرين ويصنع لهم فى عزومته أشهى المأكولات ومن لا يقدر يصنع ما هو فى حدود امكانياته ومحافظ على صلة الرحم بعيدا عن التقاليع.
وهكذا اختلفت الآراء بين التأييد والرفض ولكن إتفق الجميع على أهمية التواصل وصلة الرحم فى هذا الشهر الكريم.
وحول هذه الفكرة تحدثنا مع د. زينب شاهين أستاذ علم الاجتماع فقالت:
- المجتمعات الانسانية فى كل مكان تبحث عن التواصل وتبذل الجهد فى سبيل تحقيقه لأنه من خلال كافة الدراسات الاجتماعية والنفسية الحديثة ظهر أن التواصل الاجتماعى وصلة الرحم ووجود الانسان وسط مجموعة تحبه أمر ضرورى لاستمرار مضى الحياة ولزيادة قدرتنا على مقاومة الأزمات ولكن غالبا وسواء أردنا أم لم نرد يتدخل البعد الاقتصادى فى رغبتنا فى التواصل فكلما كانت صلة الرحم واللقاءات الأسرية أمرا مكلفا اقتصاديا فانه مهما حقق لنا سعادة نفسية واجتماعية فاننا سنضطر إلى التخلى عنه تماما أو إقلاله قدر الإمكان ومن هنا كانت الأفكار الجديدة الساعية إلى الاقلال من النفقات وإذا كان شهر رمضان هو شهر الكرم والتواصل وصلة الرحم فإننا يجب أن نبدأ من هذا الشهر عقد لقاءات عائلية وأن نصل ما قطعته الأيام والظروف المختلفة وفكرة صنع كل بيت لأحد الأصناف والتجمع كل يوم لتناول الأفكار فكرة موجودة فى مجتمعنا المصرى لكنها ليست مقبولة من كل المستويات الفكرية والاجتماعية ولكن أرى أن الاعلام عليه دور كبير فى شرح أبعاد التكافل فى هذه الفكرة وأنها توفر الوقت والجهد وتدعم التواصل وإذا كان البعض لا يقتنع بها فى رمضان فلنبدأ بها فى الأيام العادية المهم أن نبدأ فى عودة صلة الرحم ورؤية الأهل وألا نفكر فيما سيتكلفه الأمر والمجتمع المصرى مجتمع خلاق فى أفكاره وإذا لم يقتنع البعض بهذا التوجه يمكن البحث عن أفكار أخرى كأن تكون الدعوة على أكلات شعبية غير مكلفة بحيث يكون الهدف هو اللمة بأقل تكلفة وإذا شعر كل شخص أنه عندما يعزم الآخرين لن يتكلف فإن نظام العزائم سيستمر ويتحقق الهدف الايجابى منه وهو صلة الرحم وتعريف أولادنا بأبناء العم والخال وأولادهم. بدلا من أن تكون العزائم فرصة للتباهى والفشخرة وأثارة المشاكل العائلية داخل الأسرة وختمت حديثها مؤكدة على أن الفهم الجيد لطبيعة شهر رمضان وكيف أنه شهر الروحانيات. وكل ما هو سام وراق فإننا سنسعى لتأكيد هذا المعنى من خلال لم شمل العائلة بأى أسلوب يتفق مع عائلاتنا بشرط أن يتفق مع ظـــروفنا الاقتصادية وبلا خجل.
<!--[endif]-->
ساحة النقاش