<!--<!-- <!--
تسبح ليالي القاهرة طيلة شهر رمضان الكريم بالأنوار الساطعة وحركة الناس التي لاتنتهي، حيث تضيء المصابيح أعالي مآذن المساجد والفوانيس والزينات واجهات المقاهي والمحلات ، حتي نوافذ البيوت والشوارع تضيء بالمصابيح والفوانيس والزينات اشلفضية المتلألئة ، ويسهر الشباب والشيوخ والأطفال حتي مطلع الفجر، حتي لا تكاد تمـر بشارع من شوارعها سواء في أحيائها القديمة أو الجديدة إلا وتجده مليئا بالحركة والحضور الإنساني الجميل.
الجميع يعترف سواء مصريون أو عربا زائرين أو سائحين أجانب ، أن رمضان القاهرة لايماثله أو يضاهيه رمضان فى أى عاصمة عربية أو إسلامية أخرى ، فدور العبادة تمتلىء بالمصلين ، والليالى الفنية الشعبية لاتنقطع فى المراكز الثقافية والفنية سواء فى وكالة الغورى أو حديقة الدراسة وغيرها، هذا فضلا عن المقاهى والمتنزهات والنوادى .
وتعتبر المناطق التى تضم مزارات دينية كمنطقة سيدنا الحسين والسيدة زينب والسيدة نفيسة وسيدنا على زين العابدين، أشهر وأكثر مناطق القاهرة استقبالا للساهرين فى ليالى رمضان ، حيث تزدحم بالمطاعم والمقاهى التى تقدم أطعمة ومشروبات شعبية ، وتهيىء لزبائنها جوا مصريا أصيلا .
تنطلق سهرات أهالى القاهرة بعد صلاة التراويح ، وتتوزع ما بين الزيارات العائلية حيث تتصافى القلوب وتتراحم ، والحدائق والمتنزهات المفتوحة وما بين المقاهى الشهيرة بوسط القاهرة ، وعادة ما تكون سهرات رمضان خارج المنزل صحبة ، فيخرج الجيران مع بضعهم البعض وكذلك الأهل والأقارب ، الأمر الذى يؤكد روابط المحبة ويوثقها .
يقول د . محمود سميح (طبيب أطفال) : أجمل ليال ممكن أن تقضيها طوال العام هى ليالى رمضان ، القاهرة تسهر حتى الصباح ، المحلات مفتوحة والشوارع مضاءة بالفوانيس والمواصلات مستمرة والناس لا تتوقف عن الحركة ، شىء جميل ، يضاف إليه روحانية الشهر الكريم التى تجعل الناس فى حالة صفاء ونقاء ومودة .
ويضيف : التقى أصدقائى أكثر من مرة خلال الشهر الكريم، هؤلاء الأصدقاء الذين ربما لا ألقاهم طوال العام أسهر معهم فى رمضان حتى ساعات متأخرة من الليل ، كما أزور أهلى وأقاربى سواء فى الإفطار أو السحور ، شىء جميل فعلا أن يستوعب الشهر الكريم كل هذه الحركة والحيوية..
وتخرج الحاجة سهير راضى مع زوجها وأبنائها للسحور فى أحد المطاعم بمنطقة سيدنا الحسين ، تقول : ننزل من البيت فى منتصف الليل ، ونذهب لمنطقة سيدنا الحسين حيث نجلس نحتسى الشاى الأخضر ويدخن زوجى الشيشة ، وعندما يحين موعد السحور نطلب الفول والطعمية والزبادى ، وتؤكد الحاجة سهير أن القاهرة أجمل مكان فى الدنيا خلال الشهر الكريم ، وتقول : قضيت سنوات بصحبة زوجى حيث كان يعمل فى الخليج ، هناك لا نحس برمضان نهائيا ، الناس بعيدة عن بعض ، وليس هناك مكان للخروج تشعر فيه أنك فى ليلة رمضانية، أما هنا فى مصرنا الحبيبة فكل قطعة من أرض القاهرة تحس فيها برمضان وجماله .
ويرى مصطفى عادل «مدرس» أن أم الدنيا مصر تتجلى فى رمضان ، كل شىء فيها يحلو ويتجمل ، ويقول : أذهب لأى منطقة فى القاهرة فقيرة أو غنية أو حتى عشوائية ، تجدها زينت بأحلى ما عندها لاستقبال ليالى رمضان ، الأطفال يزينون الشوارع بأوراق كراريسهم وكتبهم القديمة ، بل كثيرون منهم يصنعون فوانيس ورقية ويعلقونها فوق أبوابهم الفقيرة.
ويضيف : إذا أردت أن ترى حلاوة مصر عليك أن تخرج للتجول فى أحيائها بعد صلاة المغرب أو العشاء ، شىء بديع ، الكل فى حالة تكافل ، الغنى يحنو على الفقير ، والموائد منصوبة هنا وهناك تستقبل الصائمين سواء على الإفطار أو السحور ، هناك عطاء لايخفى على أحد بين المصريين خاصة فى الشهر الكريم ، ونرجو لو يمتد طوال العام .
المعلم عبده عبدالرحيم صاحب أحد المقاهى فى الجيزة يرى أن الخير كله فى ليالى رمضان ، ويقول : تزدحم المقاهى من بعد الإفطار حتى السحور ، الزبائن تذهب وتجىء ، زبائن ، لأول مرة ، حيث يبدو أن الكثير من الشباب خاصة يحبون أن يلتقوا خلال ليالى رمضان على المقهى ، لذلك لا أخفى عليك شهر رمضان شهر «مفترج» ، المقهى الذى لايجلس عليه أحد تراه فيه مزدحما.
ساحة النقاش