<!--<!--
«الدريسينج» بلغة رقيقات العصر والأوان، في مجتمعاتنا التي تحرص فيه البنت أحيانا علي أن تخرج كلامها بشيء من لغة أجنبية تعني الاضافات الغذائية المميزة التي نضيفها إلي طبق السلاطة الخضراء، لتعطيها المذاق والنكهة المحببة، والتي تجذبنا إلي أن نستزيد من الاقبال علي هذا الطبق المفيد جـدا صحيا، وغذائيا.
أما ما يهمنا جدا اليوم، هو أن نذكر أن هذا «الدريسينج» أو «الاضافات الغذائية» التى نضيفها فى اللحظات الأخيرة من تجهيز واعداد طبق السلاطة، وقبل تقديمه للأكل مباشرة، ليس فقط لاضافة المزيد من العناصر الغذائية لمكونات السلاطة، ولكن لأنها تزيد جدا من إمكانياته لإزالة الاحساس بالاجهاد، والشعور بالانهاك الناتجين عن اشتداد حرارة الجو، وعن المعاناة من قيظ الصيف الساخن.
ومن ضمن هذه العناصر الغذائية التى نضيفها لطبق السلاطة :
أولا : ملعقة من الزيت النباتي وذلك لضمان الاستفادة من الفيتامينات الموجودة فى الخضراوات المكونة للسلاطة، والتى تذوب فى الدهون فقط، مثل : فيتامين «أ» الموجود فى الجزر الأصفر، وكذلك فى الفلفل الأخضر، وفى الطماطم، وفى معظم مكونات السلاطة.
وبالمناسبة، فإن أفضل طريقة لاعداد طبقة السلاطة، هو أن نحرص على أن تكون من أكبر عدد من «الألوان» المختلفة للخضراوات الطازجة أيضا، علينا أن نحرص جدا، على أن يكون طبق السلاطة هو آخر طبق نتم اعداده لوضعه على مائدة الطعام، وذلك حتى لايتعرض فيتامين «ج» لعامل الأكسدة السريعة، وللتلف كذلك، يجب أن نقوم بتقطيع مكونات السلاطة من الخضار، إلى قطع كبيرة، بغرض الحفاظ على أكبر قدر من قيمتها الغذائية .
ويعد زيت الزيتون من أفضل أنواع زيوت الطعام للصحة، ففى دراسة طبية وغذائية قام بها الدكتور «سكوت جراندى» من جامعة تكساس، أثبت أن استخدام زيت الزيتون بديلا عن الزبدة هو الأفضل، لأنه لايحتوى على كمية كبيرة من الدهن - والمعروف إن الدهن يولد ويزيد من الحرارة- وفى نفس الوقت فهو يضبط نسبة الكوليسترول فى الدم، بدون أن يسبب أضرارا أخرى .
ثانيا : الخل الذى يزيد من إفادة خضار الخس فى مقاومة وعلاج الإصابة بالصداع، وفى تسكين الآلام، وذلك عندما يضاف إليه وهو طازج .
ومنذ قديم الزمان قام الإنسان بتصنيع الخل من أنواع كثيرة من العصير، مثل عصير العنب، وقصب السكر، والتفاح، وعسل النحل، وكذلك تم تصنيعه من القمح، والشعير، والذرة، ولكن من المعروف أن خل التفاح هو أفضل أنواع الخل .
أيضا ، منذ قديم الزمان، شرح الأطباء فوائد الخل فى الطعام، فقالوا عنه أن يتغلب على الصفراء، ويزيح من أضرار الأدوية، ويحلل اللبن، والدم إذا تكثفا فى البطن، كما أنه ينفع الطحال «ويدبغ» المعدة، ويهدىء البطن، ويمنع العطش، ويساعد على الهضم .. كما أنه يلطف من الاغذية الدسمة .. وبالطبع فإن كل هذه التأثيرات المفيدة الايجابية تساعد كثيراً فى التخفيف من الشعور بالحر ، والحرارة .. لكن على أن نكون حذرين ، فلا نزيد أو نبالغ فى الاستعانة به فى الطعام ، بل نستخدمه بكميات بسيطة .
بل انه وبالإضافة إلى ذلك، واستناداً إلى الخبرات العملية لاجدادنا الحكماء ، فإن وضع قطعة من القماش المبلل بالخل على الرأس فإنها تنفع فى علاج «صداع حر الشمس».
أما على المدى البعيد، فإن الانتظام على اضافة ملعقة صغيرة إلى السلاطة يومياً ، يساعد جداً على حرق الدهون الزائدة فى الجسم ، وكذلك على التخلص من الكرش ، وهو مما يخفف جداً من الشعور بالحر .
ثالثاً: ملح الطعام حيث ثبت بالدليل العلمى القاطع ، أن جسم الانسان فى حالة احتياج مستمر إلى الملح .. بما يتراوح بين أربعة إلى عشرة جرامات ملح فى اليوم .. أى من نصف إلى واحد وثلث ملعقة شاى منه .. مع ملاحظة أن من بين هذه الكمية ، جرامين على الأكثر ، يحصل عليهما الشخص من المواد الغذائية التى تحتوى على الاملاح فى عناصرها.
ومن الثابت علميا أن جسم الانسان لا يستطيع أن يؤدى وظائفه بدون هذا المعدن الضرورى ، والنفيس ، إذ يعطيه قوة ، ومناعة .
لكن لابد من ملاحظة أن الذين يعانون من أمراض الكلى، والكبد ، والقلب ، ينبغى عليهم انقاص كميات الملح بحسب ارشادات الطبيب المعالج ، والمتابع لحالتهم المرضية ، والصحية.
رابعاً: الكمون والنعناع فبناء على تأكيد خبراء التغذية ، والمتخصصين فى دنيا الاعشاب ، فإن السلاطة الخضراء يصبح لها مفعول اكبر فى مساعدة الشخص منا فى التخلص من أعراض الخمول والارهاق التى تسيطر عليه بسبب الحر ، أو بسبب اختلاف الطقس بوجه عام ، إذا ما أضيفت إليها بعض التوابل ، مثل الكمون ، والنعناع.
أما الكمون : فقد عرف الانسان فوائده منذ قديم الزمان ، واستفاد منه كمدر للبول ، وطارد لغازات البطن ، ومفيد للكبد ، وقاتل للديدان، كما أنه يثير الشهية ، ويساعد على الهضم ، ويحتوى على الكثير من مزايا اليانسون وخواصه .. ويتميز بأنه علاج للتشنج ، ومهدئ لعضلات الجسم المشدودة بسبب الاجهاد من الحرارة.
أما النعناع .. فهو نبات معروف منذ الزمان القديم وزاد الاطباء منذ القديم فى ذكر فوائده ، واستخدامه باضافته إلى الطعام ، أو كمنقوع شراب ساخن.
حيث يحتوى على زيت طيار من المنثول ، وقليل من المنثون ، وكذلك على مواد مسكنة للتشنجات .
ويوصى المتخصصون بأن النعناع صديق للقلب ، وللأعصاب ، وللجهاز الهضمى، أما الأهم فهو أنه يبعث القوة فى الجسم ،. كما أنه يهدئ الاعصاب ، ويسهل التنفس ، ويريح الامعاء من الغازات .. وكلها فوائد تساعد على التغلب على الاجهاد من الحر.
ساحة النقاش