ثناء فترة الحمل تعمل التغيرات الهرمونية فى جسم الحامل على إضعاف قدات الجهاز المناعي مما يصعب من مهمته إذا مقاومة أنواع من المرض والعدوي ولاشك أن الوقاية من الأمراض المنقولة بالأطعمة والحماية من المخاطر المرتبطة بها يمثل أمراً في غاية الأهميةخلال فترة الحمل.
تحذر د. عفاف على أمين أستاذ صحة الطعام بالمعهد القومى للتغذية من الكائنات الحية الدقيقة الضارة أو الملوثات الكيميائية التى يمكن أن تصيب الحامل من تناول طعام أو شراب ملوث بها فتشعر بأعراض مثل تقلصات المعدة والقئ والإسهال، والأمراض التى تنتقل عن طريق الغذاء للحامل تكون شديدة الخطورة عليها أو على جنينها وأيضاً التى تنتقل عن طريق الأغذية.
جنين الأم التى تعرضت لتسمم غذائى أو عدوى ميكروبية عن طريق الغذاء الملوث يكون فى خطر لأن البكتريا تنتقل عن طريق المشيمة له فيصاب بعدوى ولا يمكن محاربة البكتريا الضارة فيتعرض لعدد من المشاكل الصحية الخطيرة مثل تأخر النمو أولاقدر الله الموت.
وللوقاية ولمنع هذه الأخطار يجب على الأم اتباع 4 خطوات بسيطة .
الأولى هى: أغسلى يديك دائماً بالماء الدافئ والصابون واغسلى الأسطح والأوانى بالماء الساخن والصابون . واغسلى الفواكه والخضراوات جيداً تحت الماء الجارى باليد أو يستحسن بفرشاة مخصوصة .
الخطوة الثانية: افصلى دائماً وفى أى مكان فى الثلاجة أو على لوح التقطيع أو عند الشراء بين الأطعمة الجاهزة للأكل وبين الخضروات واللحوم مع عدم استخدام الأوانى نفسها مع كلا النوعين لاسيما ألواح التقطيع والسكاكين.
الخطوة الثالثة: الطهى الجيد للحوم والدواجن والمأكولات البحرية فى درجات حرارة مناسبة ويستحسن استخدام مقياس حرارة الأغذية للتأكد من أن حرارة الطعام وقطعة اللحم مثلاً من داخلها مثل خارجها أى وصلت لدرجة الطهى المطلوبة.
الخطوة الرابعة: التبريد لبقايا الطعام الذى لم يؤكل فى الحال بوضعه فى الثلاجة على الفور ولا تتركى ابداً الطعام فى درجة حرارة الغرفة لأكثر من ساعتين ولا أكثر من ساعة فى جونا الحار فى الصيف.
وهناك ثلاثة من أشد المخاطر التى تنتقل عن طريق الغذاء على المرأة الحامل وهى ميكروب اللستيريا ومثيل الزئبق والتوكسوبلازما وعن الليستيريا تقول د. عفاف إنه عبارة عن نوع من البكتريا التى تلوث بعض الأطعمة وتتسبب فى إصابة خطيرة ويستغرق ظهور أعراض الإصابة لهذه البكتريا ما يصل إلى ستة أسابيع وإذا انتقلت العدوى إلى الجنين فقد يؤدى هذا إلى الإجهاض أو ولادة الجنين ميتاً ويمكن أن تصاب الأجنة بالتخلف العلقى والعمى أو الشلل وتتعرض المرأة الحامل للإصابة بهذا الميكروب أكثر 20 مرة من المرأة غير الحامل.
وعن كيفية منع البكتريا اللستيرية حتى لاتصاب بها الحامل فهى اختيار الأطعمة التى تتناولها الحامل بعناية ودقة وخاصة الألبان ومنتجاتها (الجبن القريش بالذات) المبسترة المعلوم مصدرها وطريقة تصنيعها وتعقيمها وتنظيف الثلاجة باستمرار بصفة دورية على ألا تزيد درجة حرارتها فى الداخل عن 5 درجات مئوية أو أقل.
وعن الخطر الثانى تقول د. عفاف أن ميثيل الزئبق هو المعدن الموجورد فى بعض الأسماك والمشويات العالية من هذا المركب تؤثر على الجهاز العصبى للجنين.
ولتجنبه تنصح الحامل بعدم تناول الأسماك الكبيرة المعمرة مثل الماكريل ورغم ذلك يمكن للحامل أن تتمتع بأكلات السمك المفيدة جداً لها فالأسماك غنية بالبروتين والمعادن وتقل فيها نسبة الدهون المشبعة كما تحتوى على أحماض دهنية تعرف باسم أوميجا 2 ولهذه الأحماض أهمية بالغة فى نمو الجهاز العصبى المركزى فى الأجنة قبل الولادة وبعدها وهناك أنواع من الأسماك هى أقل فى محتواها من الزئبق مثل الجمبرى وسمك السلمون يمكن أن تتناول منها حوالى 12 أوقية أسبوعياً.
أما الخطر الثالث وهو التوكسوبلازما فهذا الطفيل يوجد فى الطعام غير المطبوخ جيداً مثل اللحوم والمياه الملوثة والفواكه والخضراوات غير المغسولة جيداً وبراز القطط.
أخطار التوكسوبلازما يقتل كل عام فى الولايات المتحدة مايقرب من 80 رضيعا أما الأطفال المصابون به فيعانون من فقد السمع والتخلف العقلى وتسبب فى اجهاض الحامل وللوقاية من هذا ينصح بعدم اقتناء القطط أثناء الحمل والنظافة العامة وغسل الفواكه والخضراوات جيداً والفصل بين المواد الخام والجاهزة للأكل وطبخ اللحوم جيداً.
ساحة النقاش