<!--<!--  <!--[endif]-->

البعض يعتقد أنه من الصعب أن تتحقق طموحات المرأة دون أن تأتى على طموحات أبناء آدم .. وإن كنا جميعا ندرك أن حواء وآدم خلقا ليكملا بعضهما وليسعدا حياتهما .. وحياة ابنائهما من البشرية لذا خلق الله حواء من ضلع آدم القريب من القلب أى جعلها من كيانه وما كان أقدره سبحانه وتعالى أن يخلقها بعيدا عنه ولكن لتكون فى قلبه ونفسه .. وليكملا نفسا واحدة معا.

لذا يخطئ من يخيل له أن النساء يعلننها حربا لأخذ حقوقهن من الرجال .. بل أن الرجل نفسه يسعى جاهدا لتنال ابنته وأخته وزوجته حقوقها كاملة فى كل مجالات الحياة يبذل كل غال ليوفر لهن الأمان والسعادة ولينال رضا الأم التى بدعائها تتفتح له أبواب السماء والرزق والنعيم ليطمئن بدعواتها فى كل خطوة سلامة له ولأبنائه وأسرته .

ونرى الأب المحب المتفانى يبذل كل غال من ماله ويفتدى بروحه ابنته ليحقق لها الأمان لتنال أعلى درجات العلم والعمل يدعمها ويكون أول الفخورين بإبنة أبيها .. وعندما يجور زوجها على حق من حقوقها .. يهب فزعا لحماية حقوقها وهذا حال الرجل من أخته فالإنسان السوى يسعى لحماية أفراد أسرته لا فرق بين ابن وابنة .. يساند الضعيف حتى يقوى ويصبح قادرا على الوقوف والسعى فى الحياة .

من أجل ذلك نرى الدنيا حولنا تفتح ذراعيها تستوعب طموحات المرأة لتلتقى طموحات حواء مع طموحات آدم .. لتستوعب الحلم بواقع أجل للأسرة والمجتمع .. حلم حواء لترقى بنفسها وتمد يدها بالحب لزوجها وأبنائها ، وتعلن بإيمانها الشديد من قلبها وعقلها يا نساء ورجال العالم اتحدوا معا .. من أجل الخروج من أزماتنا الاقتصادية والغلاء مثلما يحدث فى بلاد العالم من حولنا .. اتحدوا فى مواجهة البطالة واليأس والاحباط لنجد المخرج للجميع اتحدوا شبابا وشابات .. لنخلق بأيدينا وعقول علمائنا ومهندسينا وسيدات ورجال الأعمال وسواعد الشباب آفاقا جديدة وأبوابا جديدة للرزق لا تنتهى .. تستوعب كل الطاقات «لتحيل التراب ذهبا» حقيقة وليس خيالا عندما تتحد القدرات والإمكانيات مع الاكتشافات العلمية لعلمائنا وعالماتنا.

ومع انتخابات مجلس الشعب والاستعداد لها علينا جميعا أن نرشح الكفاءات الإنسانية لا فرق بين رجل وسيدة .. ولكن الاختيار لمن هو أفضل فى القدرة على العطاء وخدمة المجتمع .. والشعب المصرى أصبح واعيا من تجاربه لأن يعطى لنفسه فرصة اختيار الأفضل من مرشحيه ليمثلوه فى مجلسه مجلس الشعب..

نجاحات حواء

وفى مصر وبعد أن دخلت المرأة المصرية مجلس الأمة كأول عربية تمثل بلادها سياسيا فى البرلمان .. بالفوز الساحق الذى حققته بالانتخاب النائبتان راوية عطية عن الجيزة وأمينة شكرى عن الإسكندرية عام 1957 ولتتوالى النجاحات بما تقدمه لمجتمعها من خلال العديد من البرلمانيات ولتدخل بعدها المرأة فى البلدان العربية للتمثيل فى البرلمان ..

ولأن المرأة المصرية استطاعت بعد كفاح طويل أن تحقق نجاحاتها وكيانها ومشاركتها فى المجتمع حتى وصلت إلى العديد من المناصب المهمة لمجتمعها من رئيسة جامعة إلى أمين عام مجلس أمناء الجامعات المصرية وإلى نائب رئيس المحكمة الدستورية العليا إلى رئيس هيئة المفوضين بالمحكمة الدستورية العليا .. وإلى العديد من القاضيات .. وقاضية بأول محكمة اقتصادية .. وأيضا قاضية بمحكمة الجنايات .. كما وصلت إلى منصب رئيس النيابة الإدارية .. كما تحتل العديد من الوظائف القيادية فى الإذاعة والتليفزيون وعلى رأسهم رئيسة الإذاعة والتليفزيون .. وأصبح لدينا أكثر من 32% من سفراء مصر الذين يمثلونها بالخارج من بنات حواء اللاتى أثبتن نجاحاتهن باعتراف العالم .. وبعد كل هذه الجهود التى قدمتها وتقدمها بحب كل بنت مصرية كل أم مصرية على كل المستويات عاملة وفلاحة .. موظفة ومدرسة ومهندسة وطبيبة داعية وداعى لصحيح الأديان .. تتفانى فى القيام بكل مسئولياتها داخل بيتها مع أبنائها وزوجها وحتي عملها مع كل مصرى من أبنائنا معا من أجل مجتمع أفضل للجميع .. من أجل ذلك جاء تأييد السيد الرئيس حسنى مبارك للمرأة المصرية لتنال مكانتها اللائقة بها بتخصيص 64 مقعدا إضافيا من مجلس الشعب تتنافس به مع بنات جنسها وبنسبة لا تتعدى 11% حتى تتحقق لها ما وقفت الموروثات الاجتماعية عائقا أمام حقوقها طويلا.

ماذا أعدت المرأة والأحزاب ؟

لهذا بقى أن نسأل هل استفادت المرأة من التجارب السابقة لتكسب جولتها الانتخابية المقبلة .. وماذا ستقدم هل مهدت بالأفعال وليس فقط بالأقوال ليزداد تواجدها واقترابها ليشارك فى صنع مستقبل مجتمعها وحاضره .. هل تعلمت كيف تخوص التجربة لكسب تأييد الناخبين ؟ هل أعدت العدة بشكل صحيح بما قدمته وما الذى ستقدمه لما يطرأ من مستجدات فى مجتمعها ؟ .. وهل استفادت من تجارب من سبقتها فى المحليات أو مجلس الشورى ومجلس الشعب وحققن نجاحات باهرة بما سجلنه من خدمات للمجتمع بكل فئاته وتقديم الحلول لما يمس حياتهم ليكون الطريق لكسب تأييد وحب الناخبين من الرجال والسيدات ؟ هل استفادت من الدورات السياسية التى قدمها المجلس القومى للمرأة لتكون قادرة كسياسية وتعرف كيف تخوض معركة الانتخابات بكل القوة والمهارات .

وهنا والأهم أن تكون المرشحات واجهة مشرفة وقوية وقادرة على خدمة المجتمع وليس مجرد الترشيح فقط للمرأة حتى لا تأتى الأمور بعكس ما نريد ..

وهنا أيضا ندعو الأحزاب المصرية أن تقدم التأييد الحقيقى للمرأة وترشيحها بالشكل اللائق بها وبكيانها وما حققته من نجاحات لمجتمعها فى عملها وعلى كل المستويات فليقدمن أكفأ العناصر النسائية المشرفة .

دور الإعلام وما قدمته البرلمانيات

أيضا لا نغفل الدور المهم لأجهزة الإعلام والصحافة لمزيد من توعية الناخبين بأهمية أصواتهم ومن اختيار الأصلح والأكفأ .. دون تمييز .. أملنا أن نصحح هذه الصور الخاطئة عن المرأة التى تقلل من شأنها .. وأن نظهر هذه النماذج الجادة الناجحة الذى يمتلئ بها مجتمعنا فى كل مكان بالقرى بريف الصعيد والدلتا فى سيناء ومطروح .. والوادى الجديد فى المدن والحضر التى تقدم الكثير دون أن يدرى بها أحد إلا فى محيط تواجدها ..

أن نلقى الضوء أكثر على ما قدمته البرلمانيات المصريات طوال هذا التاريخ الطويل من فايدة كامل التى استطاعت أن تحتفظ بوجودها البرلمانى أطول مدة فى تاريخ برلمانيات العالم بما كانت تقدمه لمجتمعها من خدمات أكسبتها تأييد الجميع لا فرق بين صوت الرجل والمرأة ، وغيرها وغيرها من عضوات مجلس الشعب الجادات يجب على الإعلام أن يظهر ما قدمته البرلمانيات فى الدورات الماضية من دعم قرارات أو طرح طلب إحاطة لقضايا هامة سواء عن حل الأزمة الاقتصادية والبطالة والإسكان ومشاكل المياه وأيضا قضايا الطاقة النووية وموارد الدولة وقضايا الأحوال الشخصية وقوانين الطفل وتعديلها لصالحه والتنمية وغيرها من العديد من القضايا الجادة التى أعلن رئيسي مجلسي الشعب والشورى السيد الدكتور فتحى سرور والسيد صفوت الشريف بنجاحها فى موقعها السياسى .. فلنترك لها الفرصة وندعمها ثم نحكم على تجربتها الجديدة .. بعيدا عن أحكام مسبقة قد لا تفيد ليس فقط المرأة بل تضر بمجتمعنا ومبدأ العدالة الاجتماعية والمساواة فى الحقوق للجميع.

 

المصدر: رئيسة التحرير ايمان حمزة - مجلة حواء

ساحة النقاش

hawaamagazine
مجلة حواء أعرق مجلة للمرأة والأسرة المصرية والعربية أسسها إيميل وشكرى زيدان عام 1955، وترأست تحريرها الكاتبة أمينة السعيد، ومن يوم تأسيسها تواكب المجلة قضايا وهموم المرأة والأسرة المصرية والعربية. »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

19,663,793

رئيس مجلس الإدارة:

عمر أحمد سامى 


رئيسة التحرير:

سمر الدسوقي



الإشراف على الموقع : نهى عبدالعزيز