شاشة التليفزيون اصبحت فى المعظم الأعم، هي الملاذ لكل افراد الاسرة، لقضاء أوقات التسلية، والفراغ، وخصوصاً الصغار والشباب الذي يأمل في اجازة صيفية سعيدة فإلامكانيات المادية المحدودة وساعات ايام الاجازة الممتدة، تدفع الكل دفعاً أو تجذب الجميع جذباً الي الوعد الملون بالترفية، وبالابتعاد عن التفكير في المشاكل الحياتية المتلاحقة، وبتجديد النشاط الذهني علي الأقل.
وهذا لا يحدث فى بلادنا فقط، بل أنه يحدث عملياً فى بلاد كثيرة، حتى أن علماءهم قد تنبهوا لهذه الحالة التى اصبحت ظاهرة فى مختلف المجتمعات، حتى المتحضرة منها، واخضعوا الأمر للدراسات العلمية الجادة، وللابحاث العديدة منها الطبية، ومنها الصحية، ومنها النفسية، والاجتماعية ...الخ.
- ففى دراسة علمية اشرف عليها المعهد القومى للصحة العقلية بالولايات المتحدة الامريكية - قبل نهايات القرن المنصرم (القرن 20) أكد الباحثون على أن مشاهدة التليفزيون لفترات طويلة تؤدى الى التوتر، وإلى ذلك الشعور بالملل ، والاحساس بالضيق.
ولعلمك الشخصى، فإن هذه الدراسة قد استغرقت 13عاماً (ثلاثة عشر عاماً) كاملة، وانها قد شملت 1200 شخص تتراوح أعمارهم ما بين 10 أعوام و82 عاماً وذكرت أن الناس كعموم ، يقبلون على مشاهدة التليفزيون طلباً للاسترخاء.. ولكنهم يكتشفون أن حالتهم النفسية قد ساءت بعد مشاهدته.. وذلك على النقيض تماماً من الوسائل الأخرى لتمضية وقت الفراغ، ومن بينها، أو بالأصح، على رأسها القراءة.
فلم تغفل تلك الدراسة أن تتعمق فى أمر البدائل المفيدة، بل وركزت على القراءة، فاثبتت فى الوقت نفسه، أن القراءة تؤدى إلى قدر كبير من الاسترخاء.. هذا فضلاً عن تغيير الحالة النفسية إلى الأفضل، وعلى الأخص قراءة الكتب الرومانسية، وكذلك الكتب الدينية المعتدلة البعيدة عن التعصب أو التطرف.. كما اثبتت أن القراءة فى المجال الذى يفضله الشخص، تجعل الانسان أكثر قدرة على التركيز والاستيعاب فيما بعد .
يا تليفزيون .. يا
- اننى لا أقصد إخافتك على نفسك، وعلى أبنائك، بل هذه هى الحقيقة المبنية على أسس علمية، اذ أن دراسة حديثة تمت فى الجامعات الامريكية والاوروبية مع مشارف القرن الحالى أفادت بأن احتمال ارتفاع معدلات «الكوليسترول» فى الدم، يكون أعلى لدى الأطفال الذين يمضون اكثر من ساعتين، يومياً، أمام شاشات التليفزيون، منه لدى الأطفال الذين يمضون وقتاً أقل .
وبحسب تلك الدراسات وبراهينها فلقد كانت الأوقات التى يمضيها الاطفال أمام التليفزيون، مؤشراً لارتفاع معدلات «الكوليسترول» أصدق من مؤشرات اخطار السنمة، واصابة أحد فى العائلة بارتفاع فى معدل «الكوليسترول» أو بمشاكل فى القلب.
ففى دراسة شملت 1066 طفلاً ومراهقاً، اكتشف العالم الدكتور «كيرث جولد»، ومساعدوه فى جامعة كاليفورنيا الامريكية، أن 53% من الأحداث الذين سجلوا معدلات عالية من نسبة «الكوليسترول» (أى 200 ملليجرام) قد افادوا وسجلوا انهم يشاهدون برامج التليفزيون لمدة ساعتين، أو اكثر، يومياً.
وفى رأى الدكتور «كيرث جولد» أن مشاهدة عروض التليفزيون لأوقات طويلة ، ترفع من معدلات «الكوليسترول» فى الدم لانها تثبط، وتحبط الرغبة فى ممارسة التمارين الرياضية، وكذلك لانها تروج لأنواع من الطعام غير صحية، وذلك عن طريق وعبر اعلانات مغرية لتشجيع الأولاد على تناول مأكولات سريعة أثناء مشاهدة العروض التليفزيونية، ليعودوا ويستهلكوا أطعمة عالية الدهنية.
واهتماماً من الباحثين بهذا الامر الذى يؤثر سلباً على الكبار، والصغار فلقد تم نشره، فى نشرة طبية أصدرتها جمعية «القلب الامريكية» وكذلك تم التنويه عنها فى مجلة «ريدرز دايچست» فى العقد الأخير من القرن الفائت العشرين.
فماذا عن ألعاب الفيديو ؟
- ولأن ألعاب الفيديو أصبحت مكملة للتليفزيون والمشاهدة فلقد قدمت مجموعة من الباحثين فى اليابان، استطلاعاً لمعرفة تأثيرها على أبصار الاطفال فقاموا بفحص مجموعة من الاطفال فى اثناء، ممارستهم لألعاب الفيديو، وكذلك بعد توقفهم عن ممارسة تلك الالعاب نفسها.. فثبت للباحثين أن أبصارهم قد تناقصت فى الفترة الأخيرة لديهم.. ثم أجرى الباحثون اختبار قوة الابصار الثانى، بعد ثلاثة اسابيع من توقف الأطفال عن ممارسة العاب الفيديو.. فتبين لهم أن أحد عشر طفلاً من بين التسعة عشر طفلاً الذين شملهم البحث قد تحسنت أبصارهم.
ساحة النقاش