<!--<!--<!-- <!--

يرى كثيرون من الرجال في مجتمعاتنا الشرقية أن الرجل في الغالب مثل شهريار يري المرأة .. قاصرة غير مكتملة الشخصية .. وهي أضعف منه بل يري أن التميز والدقة والكفاءة صفات ملاصقة لأداء الرجال في مهنهم والاسئلة التي نطرحها .. هل بالفعل الرجل أقدر دائما علي أداء مهامه بكفاءة أكثر من المرأة وبمعنى آخر هل التميز صفة ملازمة لجنس الرجال؟ والأهم كيف يري المجتمع أداء الرجل والمرأة في عملهما اسئلة كثيرة نحاول الإجابة عليها من خلال تحقيقنا.

لأن مجتمعاتنا العربية مجتمعات ذكورية من قديم الأزل كان الرجل يركب الفرس ويحمل السيف ويدافع عن القبيلة ظلت مكانته والثقة فى أدائه باقية عبر العصور والآن الكثير من الرجال وبعض النساء من قلبهم لا يثقون فى أداء وكفاءة النساء المهنية مثلا على مستوى بعض المهن مازال الكثيرون يفضلون أداء الرجل ولا يتقبلون أبدا المرأة كبديلة.

وحتى على مستوى المشاركة السياسسية مازال الكثيرون لا يثقون فى أداء المرأة سياسيا ولاينتخبونها سواء كانوا رجالا أم نساء .

وإذا بدأنا القصة منذ الطفولة فى دراسة للباحث «حازم النعيمى» بعنوان مجلات الأطفال وتكوين المفاهيم سنجد أن الدراسة توضح أن تربيتنا للأطفال بمختلف صورها هى التى تضخم دور الرجل وتقلل شأن المرأة وأن هذا القصور الذى تقيمه التربية ينعكس على الفتاة نفسها فتقتنع بأن هذه هى طبيعتها الحقيقية .

فالأمر إذن لا يتعلق بالوراثة أو الطبيعة الفطرية بل هى تصور يكتسبه أفراد المجتمع من خلال التربية فى مرحلة الطفولة .

فى تحقيقنا سنحاول عمل مقارنة بين آراء بعض الرجال والنساء فى أداء المرأة المهنى.

البداية مع حسام أحمد مخرج بالتليفزيون يرى أن التميز رجل وأن هذا أمر مفروغ منه واكمل حديثه قائلا:

«إذا أردت أن تتعاملى مع شيف متميز فهو رجل أو مصمم أزياء مصرى أو عالمى .. هو رجل أو حتى صحفى ديسك كفء هو أيضا رجل وحتى الطبيب أو الجراح المتميز هو رجل .

الرجال لديهم قدرة دائما أعلى من النساء فى الكثير من المهن وحتى فى ممارسة الحياة العادية والتعاملات إذا أردت أن تتعاملى مع فريق عمل يساعدك ويساهم فى نجاحك عليك بالرجل لأنه الأكفأ والأقدر والأفضل !

الكفاءة والنوع

مها أحمد طبيبة جراحة ترد على كلام أحمد فى هدوء تام «الكفاءة فى الأداء المهنى والعملى ليست لها علاقة بالجنس المهم أمور أخرى كثيرة تتعلق بالقدرات الذهنية والتمرين والدأب والمثابرة القضية أبعد من كونها تتعلق بالنوع وقضية أن الشيف دائما رجل فهذا يرتبط بطبيعة العمل الخاصة فى الفنادق والمطاعم التى تتطلب التواجد لساعات متأخرة من الليل .. وفى نفس الوقت فإن هذا لا يمنع من وجود فريق من النساء يعملن بجانب الرجل الشيف أو حتى نساء آخريات يدرن مشاريع لعمل الطعام ناجحة ومتميزة وحتى مصممى الأزياء العالميين يعملون مع فريق عمل من النساء .. وتوجد الآن على الساحة أسماء لامعة لسيدات ناجحات فى مجال تصميم الأزياء وحتى فكرة الطبيب الجراح المتميز فإنه بعيدا عن مجتمعاتنا العربية هناك طبيبات جراحة عالميا على أعلى مستوى وحتى فى مصر لدينا أيضا أكثر من جراحة متميزة .

الفكرة .. هى قدرة الشخص الذهنية والعملية والتمرين العملى المستمر الدائم وحبه لعمله ومهنته.

«يوسف على» مهندس بترول كان له رأى آخر فى قضيتنا فهو لن يتحيز لجنس الرجال وإنما دائما الرجال هم الأكفأ والأقدر والأحسن فى أداء مهمتهم خصوصا على مستوى العمل القضائى والنيابى وحتى على مستوى البرلمان فالمرأة مازالت تحبو فى محراب هذه المهن .

عمل المرأة

«ريهام محمد» صحفية باحدى الصحف المستقلة ترد على يوسف مؤكدة . «أننا مرة أخرى نرجع لنناقش القضايا الأساسية التى ناضلت من أجلها النساء الأول .. عمل المرأة هذا أمر مفروغ منه فلن تكون هناك نهضة حقيقية لمجتمع ما بدون وجود رجل وامرأة يعملان معا .. ثم الفلاحة تعمل مع زوجها منذ آلاف السنين فى فلاحة الأرض والصياد يساعد زوجته فى صيد السمك ثم أنه بالاحصائيات والدراسة ثبت أن نسبة الأولاد الذين لديهم مشاكل نفسية واجتماعية وتربوية وتعليمية أكثر بمراحل لأمهات ربات بيوت ولا يعملن القضية ليست قضية عمل المرأة بقدر قضية «وعى المرأة» فقد تكون ربة منزل ولكن لديها وعيا يجعلها تستطيع الحفاظ على أولادها وقد تعمل طبيبة أو صحفية أو مهندسة ولكنها تدير منزلها ولديها وعى يجعلها تستطيع الحفاظ على أولادها من مشاكل المجتمع والحياة من حولها .

أما تبوأ المرأة لمهنة القضاء وأنها غير كفء لذلك غير صحيح . فهناك قاضيات منذ فترة اثبتن جدارتهن فى دول عربية شقيقة مثل السودان ولدينا فى مصر قاضيات متميزات فى مجال عملهن مثل القاضية تهانى الجبالى وكونها بدأت مؤخرا فى هذا المجال هذا لا ينتقص منها شيئا .

والقصة أنها عندما أعطي لها الفرصة أثبتت كفاءتها على أعلى مستوى وحتى فى كل التقارير والدراسات تعلن نزاهة المرأة فى العمل مقارنة بالرجل فقضايا الرشوة والتجاوزات أقل بكثير فى المرأة عن الرجل.

مسابقات ودورات

«المرأة أخذت أكثر من حقها، وبالفعل فى الكثير من المجالات يتميز الرجال على النساء هذا كلام محمد عبدالتواب صحفى بأحد مواقع النت ولكن اتعجب من اصرار المرأة على اثبات ذاتها فلو كنا فى مؤتمر تحاول أن تسعى لتقديم ورقة عمل أفضل من الرجل ولو كنا مثلا فى مسابقة أو دورة تعليمية تحاول أن تتميز وتكون الأفضل ولكنك لو عملت حصرا لكل المجالات التى يعمل بها الرجل والمرأة ستجدين بالفعل اعداد الرجال المتميزين أكثر بكثير من النساء المتميزات .

شيرين على طالبة اقتصاد وعلوم سياسية ترى أن محمد يناقض ذاته فكيف أن الرجال أكثر تميزا فى العمل وفى ذات الوقت يؤكد على محاولة النساء ترقى المناصب واثبات ذواتهن ومحاولتهن التميز فى كل مناحى الحياة سواء فى الدراسة أو المؤتمرات أو المسابقات وقضية أن أعداد الرجال المتميزين أكثر من النساء فهذا وارد لأن هناك مجالات ارتادتها النساء مؤخرا وعددهن أقل وبالتالى نسبة المتميزات منهن أقل .

الرجل والمرأة شريكان وليسا متنافسين ولتنمية أى مجتمع يجب أن يعملا معا يدا بيد وتظل فكرة التميز والكفاءة ليست لها علاقة بالجنس أو النوع ولكنها تبقى لها علاقة بالقدرات الذهنية والعقلية والأكاديمية والدأب وحب العمل والاخلاص فيه.