<!-- <!-- <!--

«خلي بالك من مذاكرتك .. أوعي تقطع أو تضيع كتبك وأقلامك.. ركز في شرح المدرس» كلها إرشادات معتادة يوجهها الأهل لأبنائهم منذ اليوم الأول للدراسة ودائما مصحوبة بعبارة لحسن يحصل زي السنة اللي فاتت.

فنبدأ السنة بالتأنيب والتوبيخ وتذكيرهم بما لا يحبون.. ولكن لا نتذكر وسط هذا إيجابيتهم في العام الماضي.. والأفضل أن نبدأ صفحة جديدة لنعطي أبناءنا الفرصة لتصحيح الخطأ.

وحول أهمية فتح صفحة جديدة وما يمارسه الأهل من استعداد فعلي للدراسة كان هذا التحقيق .

السيدة نشوى عادل محاسبة تقول : أبدأ بتذكير أولادى بأخطائهم وضرورة أن يتخلصوا منها مع بداية السنة الجديدة منذ أن نبدأ شراء ملابس واحتياجات المدرسة وذلك لأنهم ينسون أخطاءهم ويحتاجون دائما من يذكرهم وأحيانا أشعر بضيقهم مما أقوله لدرجة أننى سمعت ابنى يقول لأخيه كبر كبر دى تعليمات كل سنة وبكرة تنسى وفعلا أنا أزهق من تذكيرهم بأخطائهم ولكن لا أعرف وسيلة أخرى لجذب انتباههم للمذاكرة وأن الأجازة انتهت والدراسة بدأت ولا وقت للعب.

تتفق معها السيدة علا عبد الله موظفة قائلة: الأولاد الآن لا يحبون الدراسة أساسا وإذا حاولت أن أفتح صفحة جديدة معهم وافترضت أن حالهم هذا العام سيكون أفضل وأن أبنى لن يضيع أدواته أو يقطع الكوتش خلال لعب الكرة وسيحاول التركيز فى المواد التى يعانى ضعفا شديدا بها فإننى أفاجأ برسوبه ففتح الصفحات الجديدة يبدأ فى أى شىء إلا الدراسة فيجب التوبيخ والتذكير بكل سلبيات العام الماضى مرة واثنان وثلاث حتى ينتبهوا.

«افتح صفحة جديدة فى كل عام ودائما أندم» هكذا بدأت السيدة مروى عبد الفتاح ربة بيت حديثها وقالت مع كل سنة دراسية جديدة أتمالك نفسى وأخبر أولادى أننا سنفتح صفحة جديدة وسننسى أخطاء العام الماضى على وعد ألا يكرر أحد أخطاءه لأننا كبرنا فى هذا العام وسنكون أحرص على مستقبلنا وبعد مرور أيام أفاجىء أن الصفحة الجديدة امتلأت بنفس الأخطاء فلا أحد يقوم بعمل الواجب بمفرده لكن يجب أن أذكرهم مرة واثنين وعشر وأن الأدوات تضيع وأن اللعب على الكمبيوتر لا يتوقف إلا بعد انفعالى وتهديدى لهم بقطع وصلة النت الشىء الوحيد المتجدد من سنة لأخرى هو زيادة سلبية الأبناء والضغوط الملقاه على الأسر.

يتفق معها الأستاذ عبد الستار طه موظف قائلا: دائما أتهم زوجتى بزيادة انفعالها على الأولاد وأنها تضغط عليهم وهذا سبب تأخرهم الدراسى وأنها يجب أن تفتح صفحة جديدة وتتبع أسلوباً جديداً يحمّل كلاً منهم مسئولية أشيائه ومذكراته لكن للأسف أثبتت التجربة فشل طريقتى لدرجة أن أحدهم حصل على ملحق العام الماضى وبالتأكيد سأذكره به كل يوم وما عانيناه معه خلال الصيف حتى ينتبه لمذاكرته ولا يكرر الخطأ، فمشكلتنا كأهل أن الأولاد أصبحوا غير مقتنعين بجدوى التعليم ولا يفرق معهم غضبنا أو توبيخنا لهم.

الأستاذ عصام معبد موظف يرى أن كل سنة دراسية لها ظروفها وهو كوالد لبنات لايجب أن يمارس عليهم أى ضغوط فى بداية العام لكن من خلال الإرشادات العامة والنصائح الإيجابية يحاول توجيههم لكيفية التعامل مع السنة الجديدة خاصة إذا كانت بداية مرحلة جديدة وإذا سارت الأمور على ما يرام لا يحاول توبيخهم أو تذكيرهم بأخطاء ارتكبوها العام الماضى لكن إذا حدث خلل فى نتائج أول تقييم يعقد جلسة طارئة مع الجميع ويفتح لكل واحد ملفها خلال كل الأعوام السابقة.

الأستاذ عبد العزيز محمد محاسب يرى أن بداية العام بالتذكير بالأخطاء لا يحدث أى نتيجة لأن أهمية الدراسة غير موجودة عند الأولاد والأفضل للأهل حتى لا تحرق أعصابهم أن يبدأوا العام وهم متفائلون وأن يبدأوا صفحة جديدة يكتب فيها ما يكتب على أمل أن يكون هذا العام أفضل من الذى سبقه وأعتقد أن كل سنة لها ظروفها وكلما كانت الظروف المحيطة بها مستقرة كلما كان الأولاد أكثر استقرارا.

وإذا كانت هذه آراء الوالدين فى الصفحة الجديدة فـإن د. عزيزة السيد أستاذ علم النفس بكلية تربية عين شمس ومدير وحدة الاستشارات النفسية بالجامعة ترى أن التربية السليمة تعتمد بشكل أساسى على التركيز على الإيجابيات والانطلاق من خلالها لتدعيم مواطن القوة فى شخصية الطفل. ومن هذا المنطلق علينا التأكيد أن التذكير بأخطاء الماضى أو السلبيات التى وقع فيها الطفل فى العام الماضى عملية خاطئة لأنه لن يدرك أن الهدف منها إرشاده وإبعاده عن تكرار الخطأ لكن ينظر للأمر على أنه معايرة وتوبيخ يقلل من قبوله للعملية التعليمية. وإذا نظرنا إلى الأسرة المصرية سنجد أن معظم الأسر لا تهتم بمسألة فتح صفحة جديدة مع الأبناء لأنه لا توجد لدينا برامج تربوية وبالتالى لايدركون مفهوم الوالدية بمعنى كيف تكون أباً جيداَ وأماً صالحة وكيف تتعامل مع المشاكل المختلفة التى قد تقابلك مع الأبناء ولقلة تجربة الأهل وعدم وعيهم بالأمور التربوية يقعون فى هذه الأخطاء فهم إما يربون أولادهم كما تربوا أو كما يرون الآخرين يربون أولادهم أو بلا أسلوب واضح لهم فكل موقف يتعاملون معه حسب الظروف من هنا تنشأ التقلبات السلوكية من الأهل تجاه تصرفات الأبناء فيصاب الطفل بحالة لخبطة لا يفهم لماذا يتصرفون بهذا الشكل فى هذا الموقف فى حين أنهم تصرفوا بمنهج مختلف تماما لمواقف مشابهة وهنا على الوالدين أن يدركوا أن بداية العام الدراسى بالتركيز على الجوانب الإيجابية فى الطفل والبحث عن مواطن القوة فى شخصيته يجعله يجتهد لتأكيد ثقتنا فيه لكن تأنيبه بمواطن الضعف والتشهير بهذه الأجزاء فى شخصيته أمام الناس يجعله سلبىا وغير إيجابى وغير مندمج وهكذا تخسر الأسرة فرصة التعلم من الخطأ وعلى الأهل أن يدركوا أن الطفل يعرف أخطاءه وليس فى حاجة لتذكيره بها لكن يحتاج أن نثق فيه ونعطيه الفرصة لاكتشاف نفسه والعام الدراسى الجديد فرصة لكافة الأطراف الابن والأسرة لبداية جديدة بشكل إيجابى فى كافة الأمور المرتبطة بالطرفين.

المصدر: نجلاء أبو زيد - مجلة حواء
  • Currently 127/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
41 تصويتات / 2262 مشاهدة

ساحة النقاش

hawaamagazine
مجلة حواء أعرق مجلة للمرأة والأسرة المصرية والعربية أسسها إيميل وشكرى زيدان عام 1955، وترأست تحريرها الكاتبة أمينة السعيد، ومن يوم تأسيسها تواكب المجلة قضايا وهموم المرأة والأسرة المصرية والعربية. »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

19,776,867

رئيس مجلس الإدارة:

عمر أحمد سامى 


رئيسة التحرير:

سمر الدسوقي



الإشراف على الموقع : نهى عبدالعزيز