<!--<!-- <!--
خلق الله سبحانه الناس ليعرفوه ويعبدوه، قياما بحق ربوبيته، وألوهيته، كما قال تعالى: (وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون) لهذا جعل الإسلام التعبد لله تعالى، هو أول ما يطالب به المسلم، وكانت أركان الإسلام، ومبانيه العظام، تتمثل في عبادات لله تعالى، هي - بعد الشهادتين - إقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، وصوم رمضان، وحج البيت الحرام.
ما هو فضل صيام الست من شوال .. وبالنسبة للأيام التى أفطرتها فى رمضان لعذر شرعي ... بأيهما أبدأ القضاء أم الست من شوال ؟ ...وهل يجوز أن أجمع بين صيام الأثنين بمعنى أصوم ست أيام بنية الست من شوال وفي نفس الوقت قضاء ما على؟.
صفاء حسان منصور
مهندسة ديكور
- في البداية يوضح لنا فضيلة الشيخ محمود عاشور - وكيل الأزهر سابقا - فضل صيام الست من شوال قائلاً: يعد صيام الست من شوال بعد أداء فريضة رمضان سنّة مستحبّة وليست بواجبة ، ويشرع للمسلم صيام ستة أيام من شوال ، و في ذلك فضل عظيم ، وأجر كبير ذلك أن من صامها يكتب له أجر صيام سنة كاملة كما صح ذلك عن المصطفى صلى الله عليه وسلم كما في حديث أبي أيوب رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " من صام رمضان وأتبعه بست من شوال كان كصيام الدهر . " رواه مسلم.
وقد فسّر ذلك النبي صلى الله عليه وسلم بقوله : " من صام ستة أيام بعد الفطر كان تمام السنة : (من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها ) . " وفي رواية : " جعل الله الحسنة بعشر أمثالها فشهر بعشرة أشهر وصيام ستة أيام تمام السنة ".
ثم إنّ من الفوائد المهمّة لصيام ستّ من شوال تعويض النّقص الذي حصل في صيام الفريضة في رمضان إذ لا يخلو الصائم من حصول تقصير أو ذنب مؤثّر سلبا في صيامه ويوم القيامة يُؤخذ من النوافل لجبران نقص الفرائض كما قال صلى الله عليه وسلم : " إن أول ما يحاسب الناس به يوم القيامة من أعمالهم الصلاة قال يقول ربنا جل وعز لملائكته وهو أعلم انظروا في صلاة عبدي أتمها أم نقصها فإن كانت تامة كتبت تامة وإن انتقص منها شيئا قال انظروا هل لعبدي من تطوع فإن كان له تطوع قال: أتموا لعبدي فريضته من تطوعه ثم تؤخذ الأعمال على ذاكم ".
وفيما يتعلق بأيهما تبدأ المرأة صيام القضاء أم الست من شوال فعليها أن تتمّ صيام رمضان أولا ثم تتبعه بست من شوال لينطبق عليها الحديث وتنال الأجر المذكور فيه . أمّا من جهة الجواز فإنه يجوز لها أن تؤخرّ القضاء بحيث تتمكن منه قبل دخول رمضان التالي .. لكن يجب على الإنسان أن ينتبه انه لكي ينال ثواب هذه الفضيلة أن ينتهى من رمضان كله، ولهذا إذا كان على الإنسان قضاء من رمضان صامه أولاً ثم صام ستاً من شوال ، وذلك لأن النبي _صلى الله عليه وسلم- قال:"من صام رمضان ثم أتبعه..." والذي عليه قضاء من رمضان يقال صام بعض رمضان ولا يقال صام رمضان.
وعن حكم صيام أيام الست من شوال بنية التطوع من جهة وبنية القضاء من جهة أخرى فقد اختلف العلماء فى ذلك بين رافض ومؤيد ، أما الرافضون فقد استشهدوا بموقف الرجل الذي أراد أن يحج عن غيره ، وجاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم يسأله عن ذلك، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم :"حج عن نفسك أولا " ، وكذلك قول النبي صلى الله عليه وسلم " إن الله لا يقبل النافلة حتى تؤدى الفريضة".
وعلى الجانب الآخر يقول المؤيدون بجواز الجمع بين نية القضاء ونية صيام الست من شوال بأن الأعمال بالنيات.ولكن إذا جعل القضاء وحده والستة وحدها كان أفضل، ويشبه هذا ما قيل في تحية المسجد وهي صلاة ركعتين لمن دخله، قالوا: إنها تحصل بصلاة الفريضة أو بصلاة أي نفل وإن لم تنو مع ذلك، لأن المقصود وجود صلاة قبل الجلوس وقد وجدت بما ذكر، وبناء على ما تقدم يجوز لمن يجد تعبا في قضاء ما فاته من رمضان وحرص على جعل هذا القضاء في شوال، ويريد أن يحصل على ثواب الأيام الستة أيضا أن ينوي القضاء وصيام الستة، أو القضاء فقط دون نية الستة، وهنا تندرج السنة مع الفرض، وهذا تيسير وتخفيف لا يجوز التقيد فيه بمذهب معين ولا الحكم ببطلان المذاهب الأخرى".
وأخيرا فأنه لا يُشترط التتابع في صيام الست من شوال فلو صامها المسلم متفرقة أو متتابعة فلا بأس بذلك وكلما بادر كان أفضل، امتثالا لقوله تعالى : ( فاستبقوا الخيرات)، وقوله تعالى: ( وسارعوا إلى مغفرة من ربكم)، وقوله تعالى على لسان موسى عليه السلام: (وعجلت إليك رب لترضى ).
الطريق الى الخشوع
أنا أريد أن أتقرب إلى الله ولكني أشعر بثقل وكسل وعدم خشوع في الصلاة، ولا أشعر بثقل المعصية التي أفعلها.
سهيلة مرزوق
طالبة جامعية
- يؤكد فضيلة د. عبد الله النجار - عضو مجمع البحوث الاسلامية _ للسائلة إن رغبتك في التقرب إلى الله دليل على أن فيك الخير، وصدقك في تلك الرغبة مما يعينك على بلوغ الغايات فأصدقى الله يصدقك واستعينى بالله وابذلى الجهد ثم توكلى عليه فإنه نعم المولى ونعم النصير .. وأرجو أن تعلمى أن حرصك على المواظبة على الصلاة واجتهادك في استحضار الخشوع من أهم ما يعينك _ بعد توفيق الله _ على علاج مشكلة الكسل وقد جاء في كتاب ربنا _ { قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ وَالَّذِينَ هُمْ عَنِ اللَّغْوِ مُعْرِضُونَ وَالَّذِينَ هُمْ لِلزَّكَاةِ فَاعِلُونَ وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ إِلَّا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ فَمَنِ ابْتَغَى وَرَاءَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْعَادُونَ وَالَّذِينَ هُمْ لِأَمَانَاتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ رَاعُونَ وَالَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَوَاتِهِمْ يُحَافِظُونَ } فلا وصول للخشوع إلا بالمحافظة على الصلاة والمداومة عليها.
ولا شك أن هناك أمورا تعين الإنسان على أداء العبادات بنشاط وهمة عالية منها ما يلي:
1- اللجوء إلى الله _ خاصة بما ورد في وصية النبي صلى الله عليه وسلم لمعاذ بن جبل حيث أمره أن يقول دبر كل صلاة ( اللهم أعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك ).
2- اتخاذ رفقة صالحة تعينك إذا ذكرت وتذكرك إذا نسيت.
3- الحرص على طلب العلم الشرعي (فالفقيه الواحد أشد على الشيطان من ألف عابد)
4- إعطاء الجسم حظه من الراحة وحقه من الطعام.
5- البعد عن المعاصي فإن فيها الخذلان.
6- الحرص على الحلال فى كل الامور الحياتية.
7- الإكثار من الذكر والاستغفار.
8- التوبة من الذنوب.
ولا شك أن الشعور بالخلل هو أول وأهم خطوات العودة إلى الصواب.
ساحة النقاش