<!--<!-- <!--
كثيرا ما قرأت وسمعت عن الصين وبراعة ومهارة شعبها، التى أغرقت العالم ببضاعتها من الكترونيات وملابس ولعب أطفال ومفروشات، وأخيرا الموبيليا. وكنت أحلم بزيارتها، وجاءت الفرصة عندما أعد د. كمال اسكندر رئيس جمعية الصداقة المصرية الكندية رحلة للصين، فسارعت واشتركت فى الرحلة خاصة وأن الاشتراك كان زهيدا للغاية.
ومنذ الوهلة الأولى لوصولنا لبكين العاصمة، ويطلق عليها بجين وليس بكين، أحسست ببراعة الشعب الصينى حيث رأيت المطار وقد أعد على أحدث الطرز العالمى ، ومساحته الكبيرة، بحيث أننا بعد نزولنا من الطائرة سرنا ما لا يقل عن كيلو متر، وكان لابد أن نأخذ قطارا لمدة ربع الساعة للوصول إلى صالة أخرى حيث نستلم الحقائب التى أتت على السير بسرعة دون انتظار، وخرجنا مع باقى ركاب الطائرة الأخرى بعد إنهاء إجراءات الجوازات بسهولة ويسر، لنجد المرشد والأتوبيس فى انتظارنا الذى أقلنا للفندق.
وكان لابد أن نزور القرية الأوليمبية التى أعدت خصيصا للأولمبيات وقد أطلقوا عليها «عش العصفور» وفنجان الماء، حيث أن مبنى الملاعب أخذ شكل عش العصفور وبه نوافير تشبه كأس الماء، وقد أعدت القرية الأوليمبية بطريقة جميلة تشد انتباه أى زائر للصين، ثم زرنا هتونج تور وهو جولة فى حى صينى قديم حيث المنازل القديمة وهو مثل الدوار فى الريف المصرى وركبنا مقبرة منج حيث يوجد عدد كبير من مقابر الامبراطورية الصينية، وهى شبيهة بمقابر الفراعنة بالأقصر، فالحضارة الصينية شبيهة بالحضارة المصرية فى المقابر والمعابد والقصور. وخلال جولاتنا كان المرشد ويدعى ريتشارد يقص علينا بعض النواحى الاجتماعية فى الصين، فقال إن هناك كثيرا من الأحياء العشوائية فى الصين، والآن الدولة تستولى على هذه الأحياء لإقامة الأبراج التى لا تقل عن 30 طابقا وسكان العشوائيات سعداء الحظ حيث يعطى لهم شقة ونقود وطعام لترك العشش التى يسكنوها، والصينيون يفضلون المدارس الحكومية عن الخاصة لأن التعليم فيها أفضل. والغريب أن فى الصين ظاهرة الدروس الخصوصية منتشرة حيث تكلف الساعة 200 يوان أى ما يساوى 180 جنيها مصريا، ويكون الدرس خاصا بطالب واحد.
الإكراميات والبقاشيش ممنوعة فى أى مكان، ولا توجد خدمة سواء فى المحلات التجارية أو الكافتيريات أو المطاعم، والبوليس فى الصين له احترامه وهيبته لأنهم يقومون بخدمة الشعب على أكمل وجه، المرشد نصحنا بأننا إذا فقدنا الطريق للفندق أو فى أى مكان فعلينا أن نلجأ للبوليس، ولكن للأسف البوليس لا يعرف اللغات لمساعدة السياح.
أما المرأة فى الصين فتعمل فى جميع المهن حتى الفاعل، فقد شاهدنا المرأة تحفر الطريق وتمهده مع الرجل، وضابطة بالمطار وبائعات فى المحلات والمولات، والتجارة في الصين شطارة فعندما تسأل الفتاة عن ثمن شىء تعطيه سعرا مرتفعا ولابد أن تفاصل فينزل السعر الذى أعطته إلى العشر أو أكثر أحيانا.
فالشراء فى الصين مرهق للغاية لأنك تحاول أن تناهد مع الفتيات اللاتى يمسكن بك ولا يتركونك إلا واشتريت منهن. وعندما سألت أحد المصريين الذىن يسجلون الدكتوراه هناك واسمه سامر عن سبب ذلك، قال: إن هؤلاء الفتيات يحصلن على المرتب كل عام لأنهن أتينا من المحافظات الأخرى وتعيش كل الفتيات فى حجرة بحمام خارجى ويأكلون من مطاعم ببونات أرز وأشياء بسيطة فهن فقيرات فلابد أن يبعن حتى يستمرن فى العمل وإلا قام صاحب البضاعة باستبدالهن ولكن هذا شىء مفزع للسياح فلابد من تحديد الأسعار للبضائع.
والبضائع التى تعرض من ملابس مخالفة تماما لما يصدرونه لأوروبا أو البلاد العربية أو أمريكا، وذلك لأن كل بلد تطلب مواصفات معينة حسب الموضة، وهذه الموديلات لا تباع فى الصين وإنما لها طابعها الخاص.
والصينيون يعملون 12 ساعة يوميا، لذلك معظمهم لا يأكلون فى المنزل بل يأكلون من المطاعم، حيث أن المطاعم هناك كثيرة وأسعارها رخيصة قريبة من أسعار الخضراوات واللحوم التى تطهى بالمنزل، وقد قمت بزيارة أحد أسواق الخضار الذى كان قريبا من الفندق ووجدت فيه الأسعار معقولة وهو سوق نظيف ومرتب. فالأسواق هناك نظيفة وكذلك الشوارع تجد فى كل مكان صناديق للقمامة، صندوقان بجوار بعض صندوق للأشياء التى تعاد تصنيعها مرة أخرى كالزجاجات البلاستيك وعلب المشروبات الغازية وصندوق آخر للمهملات، ويقوم بعض كبار السن من الفقراء بجمع الأشياء التى يعاد صناعتها لبيعها للمصانع.
والمرور فى الصين فيه انسياب فقط فى أوقات الذروة عند عودة الموظفين، وأتوبيسات السياحة عند وقوفها لا تشغل المحرك حتى لا يحدث تلوث فى المكان، أما التاكسى فهو متوفر ويعمل بعداد، والعداد يعطيك فاتورة بالقيمة المطلوبة وليس هناك تلاعب وعندما تنظر للسيارات فلا تجد أى سيارة بها خدش أو كسر لأنهم جميعا يتبعون قوانين المرور ويحترمون الإشارة دون وجود رجل للمرور. وكثير من الشباب وكبار السن يستخدمون الدراجات فى الاحتفالات وقد خصصت حارة لهم.
والزائر للصين لابد أن يدخل محلات المساج حيث برع الصينيون فى تدليك الأجساد، والطريف أن الذين يقومون بهذا العمل معظمهم من المكفوفين، ويركزون على أعصاب الأماكن التى يشكو منها «الزبون» وهناك أسعار مختلفة للمساج تبدأ من 80 يوان إلى 200 يوان حيث هناك تدليك بالزيت وهو المكلف وآخر بدون. وأيضا محلات الحلاقة والكوافير فتقفىن عنده ما لا يقل عن ساعة حيث قبل الحلاقة. أو عمل فورمة للسيدات تقوم الحلاقة بعمل مساج لكل جزء فى فروة الرأس والرقبة، بحيث يخرج الزبون وهو سعيد.
اثنى عشر يوما قضيتها في الصين تمتعت برؤية مدينة جميلة لا يوجد بها قمامة، والأماكن السياحية نظيفة مع شدة الازدحام، المرأة تعمل فى كل الأعمال التى يعمل بها الرجل ولكن أجر المرأة أقل من أجر والرجل فى الصين «سى سيد» فهو له الكلمة الأولى والأخيرة على المرأة. الحياة فى الصين سهلة والمرأة ترتدى أحدث الموديلات ولكن مازال هناك فقراء.
ساحة النقاش