<!--<!-- <!--
رحـلتـها لـم تكن سهلة ، استغرقت 22 ساعة لجأت فيها إلي 6 مستشفيات في العـاصمــة لتـحاول إيجاد حضانة لمولودتها، سلطانة أحمد (21 سنة) ، حالتها المادية بسيطة والتي ظهرت من الشارع البسيط في الحارة التي تسكن فيها، وزوجها السائق علي عربة نقـل وعـنـدما جاء موعد ولادتها المبكرة لم تجد حضانة ولم تستطع الذهاب لمستشفي خاص ، ولم تجد سـوي مـديـريـة أمن القاهرة لنجدتها ، وربمـا القصـة بهـا الكثير من السلبيات وبها أيضاً الكثير لنقف عليه ولكن في تحقيقات قادمة ، ولكن لأن الضوء أحياناً كثيراً ما يأتي في آخر النفق فقد جاء هذه المرة آت من مديرية أمن القاهرة ، وبين أيديكم قصة سلطانة التي روتها لحواء وتفاصيل الـ 22 ساعة التي عاشتها حتي تضع مولودتها الأولي بمساعدة مديرية أمن القاهرة..
البداية عندما أحست سلطانة بأول أعراض الوضع فتوجهت بصحبة والدتها إلى مستشفى ناصر العام وأخبروها بعد الفحص بأنها فى حالة وضع ولكن لكونها فى الشهر السابع فالمولود يحتاج إلى حضانة والمستشفى لايوجد بها إستعدادات فنصحوها بالتوجه إلى مستشفى الجلاء لأنها متخصصة فى الولادة وتحكى سلطانة كانت الساعة تقارب حوالى الرابعة عصراً وبعد إنتظار دورى فى الكشف والفحص أخبرونى بأن أتوجه لمستشفى الجلاء وبالفعل فعلت وكانت معى أمى وزوجة أخى وكلمنا البيت لنخبرهم فلحقنا أخى وخالى على مستشفى الجلاء، وهناك أيضاً قابلتنا نفس المشكلة، لايوجد حضانة هل عندك إستعداد لأن نولدك ولكن على زوجك كتابة إقرار بأن المستشفى ليست مسئولة عن المولود ؟
تضيف عندما سمعت هذا الكلام هالنى الرعب ، إنه أول مولود لى ، ولم يمر على زواجى سوى سبعة أشهر فقط ويقولون لى «إقرار بأننا مسئولين عن المولود» قررت ألا أضع فى هذه المستشفى ، وآلام الولادة كانت شديدة ولكننى تحاملت وتوجهنا إلى مستشفى أخرى .
وهنا تلتقط والدة سلطانة الحديث وهى دامعة : تفاصيل ذلك اليوم لايمكن أن أنساها أبداً، ابنتى تتألم ولا نجد لها حضانة ، وحالتنا المادية لا تساعد على التوجه إلى مستشفى خاص لأن ثمن الولادة ومصاريف الحضانة غالية جداً علينا ، كل مستشفى ندخلها نسمع نفس الكلام ، لايوجد مكان للحضانة ، إكتبوا إقرارا ، كان يوما مرعبا لنا .
ثم تكمل سلطانة حديثها فتوجهنا إلى مستشفى القصر العينى وتكرر نفس الكلام ، وأيضاً مستشفى الدمرداش ، ثم مستشفى الحسين الجامعى وأخيراً مستشفى أحمد ماهر ولكن الطرق كانت مسدودة أمامنا، ونفس السيناريو يتكرر ، ونفس الكلام نسمعه وكانت الساعة حوالى العاشرة مساء وكل ذلك وأنا أشعر بآلام الوضع.
ولم يكن أمامنا سوى مديرية الأمن نلجأ لها لتساعدنا .
فسألتها وهل كان عندك أمل فى أن تجدى مساعدة من مديرية أمن القاهرة ؟
نعم كل عندى أمل ، ولم يكن أمامنا سوى التوجه إليها ، كانت الآلام رهيبة وكنت أتحامل على زوجى وأمى كانت تبكى وتصرخ تقول «إلحقوا ابنتى بتموت فى إيديا» والحمد لله كان كابوسا إنتهى ، كان أصعب موقف مر على فى حياتى ، كنت بين الحياة والموت .
المديرية قامت بمجهود كبير ، الضباط هناك حتى الساعة الثانية صباحاً ظلوا يتصلون بالمستشفيات ليجدوا لنا مكانا فى حضانة ، وذهب ضابط بنفسه إلى مستشفى أحمد ماهر ليسأل ولكن أجابوه لايوجد مكان ، وبعد اتصالات ذهبنا إلى مستشفى الجلاء مرة أخرى بعد أن تأكد الضابط من إمكانية ولادتى ولكن سلمت أمرى إلى الله فى آخر الأمر ووضعوا المولودة على جهاز انتظار حضانة حتى يخرج طفل ويبقى لها مكان وتستطرد سلطانة :
ابنتى لاتزال فى الحضانة ولو كتب لها الله سلامة سأسميها چنى بإذن الله .
الحاجة أم سلطانة تكمل الحديث قائلة : إحساسى بأن ابنتى تموت بين يدى وكل الطرق مغلقة أمامى ، دفعنى أن ألجأ إلى مديرية أمن القاهرة لينجدونى وبالفعل ساعدونا ، والحمد الله أن الغمة انكشفت وابنتى قامت بالسلامة .
مديرية أمن القاهرة :
أما تفاصيل ما حدث داخل مديرية أمن القاهرة الساعة الثانية عشر رواه لحواء مصدر أمنى مسئول بمكتب اللواء إسماعيل الشاعر مساعد أول وزير الداخلية ومدير أمن القاهرة فقال : توجهت سيدة فى حالة وضع إلى مديرية الأمن بعد رفض مستشفى أحمد ماهر توليدها لعدم وجود حضانة ، حالتها المادية لاتسمح لها بالذهاب إلى مستشفى خاص ، فكلف اللواء إسماعيل الشاعر النجدة ، وتم الإستعلام عن مكان خال لحضانة وبالفعل بعد مرور ساعتين استطعنا توفير مكان فى مستشفى الجلاء التى توجهت إليها سلطانة ووضعت مولودها وتم التوصية عليها وتأكدوا من سير الأمور بسلام .
وأضاف المصدر الأمنى أن الحرص على مساعدة سلطانة يأتى من توجيهات السيد حبيب العادلى وزير الداخلية بالإهتمام بالجانب الإنسانى للمواطنين ، وطبقاً لتعليماته يهتم السيد مدير الأمن بالجوانب الإنسانية ومساعدة المواطنين والحرص على سلامتهم .
أزمة حضانات :
وتوجهت بسؤالى إلى أ . د . عبدالعزيز الشوبرى مدير مستشفى الجلاء التى تمت ولادة سلطانة فيها ، عن مشكلة الحضانات فأجاب :
أن المستشفى بها 40 حضانة فى القسم المجانى تتكلف يومياً 400 جنيه لايدفع أهل الطفل أى تكاليف وهذا القسم دائماً مايكون مليئا بالأطفال أما القسم الاقتصادى فأحياناً كثيرة ما يكون به أماكن خالية حيث يتكلف 500 جنيه كل ثلاثة أيام مصاريف الحضانة لكل طفل .
ويضيف د . عبدالعزيز أن مشكلة مستشفى الجلاء أنه يأتيها من كافة أنحاء الجمهورية ولا يوجد لها تغطية جغرافية محددة لذلك دائماً مايكون هناك أطفال على قائمة انتظار الحضانات .
وعن حالة سلطانة يقول : العلم يؤكد عندما لايوجد حضانة يمكن التحويل داخل بطن الأم لو يوجد وقت أمامها حتى تلد ويتم تحويلها إلى مكان آخر وهو ماحدث فى حالة سلطانة ولكن لو لايوجد وقت ويحتم علينا إجراء الولادة مثل ضغطها العالى ولا استطيع أن أحولها أقوم بالولادة ثم أحول الطفل بعد ذلك .
وعن الحضانات يقول : المشكلة ليست فى الأجهزة ، فأخر شىء يمكن أن نفكر فيه هو الجهاز ولكن ينقصنا فريقاً من الأطباء مدرباً على الحضانات وأيضاً طاقم تمريض وهذه هى المشكلة .
ضوء آخر النفق :
رحلة سلطانة الميئة بالإحباطات حتى تجد مكاناً مناسباً لتلد فيه مولودها الأول ، كان به شعاع أمل ، وتصرفات المصرى ابن البلد الشهم ، ابن الأصول ، تروى سلطانة أنها فى رحلتها للبحث عن مستشفى سائق التاكسى كان يبحث معنا ولم يأخذ أجراً عند خروجنا من مستشفى الدمرداش كان يساعدنا أشخاص لايعرفوننا ويأخذون أرقام تليفوناتنا ليقوموا بإتصالاتهم بالمستشفىات ليبحثوا لنا عن حضانة وتضيف أن 5 أشخاص كانوا معنا بعد خروجنا من مستشفى أحمد ماهر ولا نعرفهم وظلوا معنا وانتظرونا خارج مديرية الأمن ليطمئنوا أننا سنتوصل إلى حل وبالفعل لم ينصرفوا إلا بعد توجهنا إلى مستشفى الجلاء .
وواضح أن مشكلة الحضانات فى مصر كبيرة وخاصة الحضانات فى الأقسام المجانية لذلك سألت المصدر الأمنى المقرب من قلب اللواء إسماعيل الشاعر أن مصر بها أزمة حضانات وموقفكم مع سلطانة سيجعل كل الذين يواجهون مشكلة مع الحضانات يتوجهون إليكم لحلها، فرد المصدر بثقة ونحن سنقدم المساعدة وسنبذل مما فى استطاعتنا لمساعدة المواطنين وكل من يلجأ إلينا.
ساحة النقاش