<!--<!-- <!--

فرضت الزكاة ليعتاد المسلم على البذل والعطاء الذي يترك أثرا طيبا في خُلق الغني وخُلق الفقير فيطهر نفس الغني من الشح والبخل، ويطهر نفس الفقير من الحقد والحسد، يعلم الغني أن المال مال الله وهو مستخلف فيه، ينفق حيث أمر الله ويمسك حيث نهى الله، ويعلم الفقير أن الله لم يتركه مهملا ولن يضيع وسط مجتمع مسلم يعرف حق الله في ماله.

 

- ابني عمره 25 سنة متزوج ويقوم بالنصب على الناس، وبعد علمي بذلك طردته من بيتي وتبرأت منه ومن أعماله وحذرت كل من أعرفه من أعماله حتى لا يقعون ضحايا لأعماله، فهل أنا ملزم بتعويض الشخص الذي يقع ضحية النصب عليه من قبل ابني بالرغم من تحذيري له؟                                                                                                             أ . م . ع _ أم حائرة

- يشير فضيلة د. على جمعة _ مفتى الجمهورية _ الى أنه لا يجب عليك تعويض سرقة ابنك ونصبه واحتياله على الناس، لتعلق ذلك بذمته، ولا تزر وازرة وزر أخرى، لكن كان الأولى أن تنصحيه ـ أولا ـ فيما بينك وبينه لعله يكف عن تلك الأعمال المحرمة ويعيد إلى الناس حقوقهم، فإن لم يفد ذلك هددته بالطرد والهجر، فإن لم يفد هجرته إن كان في هجرك له مصلحة ترده عن أعماله، وحذرت الناس من التعامل معه، وينبغي لك تدارك ذلك بتقريبه ليسمع النصح منك ويطيعك فيما تأمرينه به.ولا تلجئى إلى الطرد إلا إذا أيقنت أنه السبيل الأمثل إلى تغيير المنكر وغلب على ظنك أنه يجدي معه، لأنه يخشى من طرده أن يزداد فسادا، والأصل في تغيير المنكر ومراتبه حديث أبي سعيد الخدري ـ رضي الله عنه ـ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من رأى منكم منكراً فليغيره بيده، فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه، وذلك أضعف الإيمان. وفي رواية: وليس وراء ذلك من الأيمان حبة خردل. رواه مسلم.

وقد أجمع علماء المسلمين على أن تغيير المنكر له مراتب أربع:

أن يكون تغييره يؤدي إلى زواله ويخلفه معروف خير منه، فهذا واجب التغيير والإنكار.

والمرتبة الثانية: أن يكون تغييره إلى زواله، ولكن يخلفه منكر دونه، فهذا واجب التغيير ـ أيضاً.

والمرتبة الثالثة: أن يؤدي تغييره إلى زواله، ولكن يخلفه منكر مثله، فهذه مرتبة اجتهاد يوازن فيها الداعية بين المصالح والمفاسد فما ترجح لديه عمل به.

والمرتبة الرابعة: أن يؤدي تغييره إلى زواله، ولكن يخلفه منكر أعظم منه، فهذا يحرم تغييره.

فحاولى اعادة ابنك الى المنزل مرة أخرى واحتضنيه وابذلى أقصى جهدك لانتزاع ما به من شرور مع كثرة الدعاء له بالصلاح والهداية.

 

الجهاد فى الصلاة

-منذ ثلاثة أشهر وأنا أداوم على الصلاة ـ والحمد لله ـ وأصلي الفجر والمغرب يوميا في جماعة، أبلغ من العمر 36 سنة ولم أتعود الصلاة منذ صغري، ورغم محاولاتي في الحفاظ عليها، فإنني أحس بكسل وتباطؤ وإحساس بأنني أجاهد لكي أقوم لها، فهل سأجاهد دائما بصعوبة؟ أم بعد فترة أطول ستترسخ وتكون بداخلي كما أحس هذا من الذين تعودوا الصلاة من الصغر؟ وهل هناك طريقة للثبات عليها؟.

سوسن صالح - محاسبة

- ترد على السائلة د.عبلة الكحلاوى _ أستاذة الفقه بجامعة الأزهر الشريف _ بأنه يجب أولا أن نقول الحمد لله الذي هداك ووفقك للتوبة، ونسأله تعالى أن يمن عليك بالثبات، ثم اعلمى ـ أيتها السائلة الكريمة ـ أن ما كان منك من ترك للصلاة تفريط عظيم وتقصير جسيم، فإن ترك الصلاة أعظم إثما وأكبر جرمة من الزنا والسرقة وشرب الخمر وقتل النفس بإجماع المسلمين ، والواجب عليك أن تتوبى إلى الله توبة نصوحا وأن تندمى على ما مضى منك من تقصير وتفريط، وعليك أن تجاهدى نفسك على أداء جميع الصلوات في أوقاتها، وكلما مضيت في مجاهدة نفسك ولم تستسلمى للشيطان الذي يريد أن يثبطك ويعيدك إلى ما كنت عليه، فإن الله سيعينك ويأخذ بناصيتك إليه، فإنه تعالى وعد من جاهد نفسه فيه بالهداية والمعونة، فقال تعالى{وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ

فمع الاستمرار في المجاهدة ستصير الصلاة قرة عين لك وستصير لذة روحك وبهجة نفسك وستؤدينها بخفة ونشاط حريصة عليها فرحة بها مستشعرة فيها راحتك ونعيم روحك، كما كانت للنبي صلى الله عليه وسلم الذي قال: وجعلت قرة عيني في الصلاة.

ومما يعينك على ذلك أن تصاحبى أهل الخير الذين يعينونك على طاعة الله تعالى ويذكرونك إذا نسيت وينبهونك إذا غفلت، وأن تستحضرى خطورة ترك الصلاة فتخشين غضب الله تعالى وسخطه.

 

المصدر: أمل مبروك - مجلة حواء
  • Currently 75/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
25 تصويتات / 833 مشاهدة

ساحة النقاش

hawaamagazine
مجلة حواء أعرق مجلة للمرأة والأسرة المصرية والعربية أسسها إيميل وشكرى زيدان عام 1955، وترأست تحريرها الكاتبة أمينة السعيد، ومن يوم تأسيسها تواكب المجلة قضايا وهموم المرأة والأسرة المصرية والعربية. »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

19,745,662

رئيس مجلس الإدارة:

عمر أحمد سامى 


رئيسة التحرير:

سمر الدسوقي



الإشراف على الموقع : نهى عبدالعزيز