علامة هي فارقة في تاريخ فننا العربي .. أيقونة من أيقونات التاج الجميل الذي نحمله فوق جبيننا في المنطقة العربية .. مهما استحدثت الوسائل .. وخرجت من الأجربة العربية مواهب سنظل بكل ما نشكل نعني الفن العربي ونجومنا علي مدي التاريخ هي الرسخ الأكبر والوتد الذي يشكل كل معالم الفن علي الساحة .. وشويكار بكل ما تعني لنا أجملهم وأبرزهم تجلس أمامي كياناً راقياً تفوح منه شذي التجربة الرائعة أشعر فـي كـل لحظـة أننـي أريــد أن أرفــع يــدي لـهـا بالتحيــة وهـــي تذكر سواعد زملائها الكبار الذين شدتها إلي قمة هذه الفترة لا تذكر أحدهم الا ويسبقه كلمة أستاذ .. الدمعات تلوح في عيونها شجن لذكراهم .. أسرتني هذه الجميلة بكل ما تحمل فـهــي ســـبب رائــع لأن نحن جميعا لزمنها زمن الفن الرائع تحكي عن نفسها في البداية قائلة:
اسمى قد يكون غريبا قليلا لكن أنا انحدر من أصول تركية صرفة .. كانت تعيش فى نهاية القرن التاسع عشر فى شمال البحيرة حيث استوطنت أكثر من عائلة تركية هناك .. اسم والدى «إبراهيم طوب صقال» ولعل هذا أول ما أدهش القدير الراحل سيد بدير عندما عملت معه فى البدايات فى مسرح التليفزيون وقال لى مندهشا - هنكتب كده «شويكار طوب صقال» فقلت ضاحكة .. اسمى يا أستاذ ففكر قليلا .. ثم ابتسم وقال - حلو .. جديد .. نحن ثلاث بنات ولى أخ اسمه أحمد شكرى وقد عمل معنا فى أكثر من عمل لعل أشهرها دور الشاب الذى يجرى وراء البنات فى سيدتى الجميلة .
وكنتم تعيشون فى البحيرة ؟
- لا طبعا .. كنا فى القاهرة وتحديدا منطقة العجوزة ثم فى الإسكندرية أقمنا فترة وفى هذه الأثناء وقبل أن أكمل السابعة عشر تزوجت زوجى الأول «حسن نافع» وكان شابا جميلا ومحترماً وأيضا اخترت ملكة جمال نادى سبورتنج فى الإسكندرية كانت فترة رائعة .. وفجأة مات زوجى الشاب بعد أن أنجبت ابنتى «منه الله» بشهور وقبل أن أكمل التاسعة عشرة وأنهارت حياتى إلى أن حدث شىء أشبه بالمستحيل فأنا لا صلة لى بالفن لكن كمال الشيخ اختارنى من النادى لألعب دوراً أمام الأساتذة عمر الشريف ونادية لطفى وكمال الشناوى فى فيلم (حبى الوحيد) ونجح الدور ووجدت نفسى طبيعية للغاية فلم أخف من الكاميرا وكان لدى استعداد يبدو ثم قدمت «أدهم الشرقاوى» مع لبنى عبدالعزيز ثم كان الإنقلاب غير المرتب الذى حدث فى حياتى .
وكيف ؟
- عندما أنشأ الأستاذ بدير مسرح التليفزيون فى بداية الستينات كانت هناك فكره لأعادة أعمال الريحانى وأيضا تقديم كتاب جدد للمسرح وتم اختيارى لألعب أدوار القديرة ميمى شكيب فى مسرحيات الريحانى وقابلت فؤاد المهندس وكان ملء السمع والبصر فى هذه الفترة وكنت سعيدة به لكن كان متجهما وقابلنى بفتور وقررت ألا أعمل مع هذا الرجل وعدت لبيتى وأبلغت بدير بهذا فضحك قائلا إنها طبيعته حين يعمل .. وصالحنى وأعادنى وعندما رأنى فؤاد ضحك وانحنى مقبلا يدى فبهرنى ذوقة وبدأت بروفات (أنا وهو وهى) وعرضنا ونجحنا جدا وفى ليلة ونحن على المسرح نؤدى مشهدا فوجئت به يطلب يدى للزواج وأقول لك الحق أنا أيضا كنت أحببته وعندما قلت لأمى طلبه - قالت - يا بختك حتضحكى طول النهار وارتبطنا بحياة رائعة مثمرة جميلة فنيا وحياتياً .
ثم كانت روائعكما المسرحية ؟
- آه طبعا .. قدمنا روائع فعلا مع سمير خفاجى وبهجت قمر ومدبولى كلهم أساتذة رائعين شدونى معهم لأعلى بأدوار كانت وكأنها مرسومة لى .. فى حالة حب وأنا فين وأنتى فين وحواء الساعة 12 وطبعا السكرتير الفنى .. كانت فترة مزدحمة بالأعمال والانتقالات والنجاحات فقد كنا نجوب المحافظات بهذه المسرحيات .. الستينات كلها كانت الفترة الذهبية للمسرح ولا أنسى موقفا فى «أنا فين» عندما كان يعتلى فؤاد - وكان يؤدى دور «طبوزاده» - مكاناً مرتفعاً على المسرح بجوار صورة كبيرة وكانت أخر ليلة عرض تقريبا وفجأه اختل توازنه وسقط أمامى على المسرح وسط صراخى لكن شوفى كيف تصرف الأستاذ ؟ قام وأكمل وكأنه جزء من المشهد وبعدها وضع الضمادات على ذراعه .
السينما مدام شويكار ؟
- السينما حلم جميل كنا نعتبرها أنا وفؤاد نزهتنا السنوية من المسرح رغم ما بها هى الأخرى من ارهاق لكن لا تعرفى أنا أراها عملية وردية كده .. شىء خيالى جميل .. قدمت فى فترة الستينات أكثر من فيلم بعيداً عن فؤاد مع لبنى «غرام الأسياد» مثلا و«الرجال لايتزوجون الجميلات» و«الزوجة 13» .. ثم كنت سلسلة أفلامى مع فؤاد المهندس وأشهرها «أخطر رجل فى العالم» .. ورغم نجاحنا جدا أحببت أن أجرب الكوميديا فى السينما مع غيره فقدمت مع عوض (غرام فى الطريق الزراعى) ومع أمين الهنيدى (أشجع رجل فى العالم) وعدت لفؤاد مرة أخرى .
كان لكم أغانى رائعة فى أفلام ومسرحيات ؟
- آه .. حتى الأستاذ عبدالوهاب لحن لنا فى (أنا وهو وسموه) .. أغنية (حتعيش عمر وتموت عمر) وكان لنا أنا واد خطير .. وقلبى يا غاوى سبع قارات وشنبو فى المصيدة والراجل ده حيجننى .
بمناسبة شنبو ماذا تذكرين عن أعمالكما الإذاعية ؟
- كانت أعمال ناجحة للغاية وكانت الناس تنتظرها فى رمضان وبعضها حول للسينما مثل (أنت اللى قتلت بابايا) .
مدام شويكار كان لك لكنه أو طريقة خاصة فى الكلام تدلعى الحروف من أين اكتسبت هذا ؟
- والله هى طريقتى الخاصة ولم اتصنعها وعندما نطقتها أعجبت الأستاذ مدبولى جدا وقال لى لا تغيرها.
فى فترة السبعينات والثمانينات قدمت سينما مختلفه؟
- نعم أدوار درامية لا تستند على ضحك ولا على مجموعتنا وكانت أدواراً صعبة وحصلت من بعضها على جوائز.
ثم ابتعدت نهائياً عن السينما ؟
- لا هى التى ابتعدت عنا جميعا وعاشت حياتها مع الشباب فأنا أذكر أن أخر دور كان مع الأستاذ يوسف شاهين وكانت العودة فى (كلمنى شكرا).
سعيدة به ؟
- شوفى .. هو كأنه مصافحة للسينما بعد غياب.
كيف تعيشين حياتك الآن؟
- سعيدة والحمد لله .. ابنتى لا تفارقنى وحفيداتى الجميلات يزوروننى دائما ويطلبون منى أكلات معينة ومحمد وأحمد المهندس أولادى فقد ربيتهم مع فؤاد وهو ربى ابنتى معى حتى عندما تزوجت (محمود) ابن الإذاعية الكبيرة مديحة نجيب كان فؤاد أول من حدثته وهو الذى تكلم وأتفق فهو أبوها الذى زوجها وحقيقى كان لهذا البيت ولنا نعم الأب والزوج .
وصديقاتك ؟
- أراهم دائما ميرفت ونجلاء ومدام مديحة يسرى ونسأل على بعض وأيضا سمير صبرى .
رغم الطلاق ظللت أروع ما فى حياة المهندس ؟
- وحتى آخر يوم لى سيظل حبيبى وأستاذى .
ساحة النقاش