تهتم بالمرأة وقضاياها، ويشغل بالها الكثير، ليس فقط لكونها عضوا بالمجلس القومي للمرأة ولكن لاهتمامها الشديد النابع من شعورها بأهمية دور المرأة وأن المرأة المصرية قادرة علي التغير إن رغبت في ذلك وأتيحت لها الظروف، وعندما أتيحت الفرصة للدكتورة هالة يسري أستاذ علم الاجتماع بمركز بحوث الصحراء لم تتوان في مساعدة سيدات أهالي قرية برج البرلس ونفذت مشروع تنموي يبني ويقوي قدرات المرأة في المنطقة التي تعبرا التي تعتبر قرية صيادين فقط وفي هذا الموضوع نقترب أكثر من تفاصيل المشروع الناجح لنعرف عنه أكثر وعن إمكانية استمراريته .

بداية حدثينا عن المشروع، كيف بدأت فكرته، وكيف عرض عليك؟

- البداية جاءت من الأكاديمية الدولية للتنمية، التى استعانت بى ود. أميرة إبراهيم الحنفى المتخصصة فى الصناعات الغذائية القائمة على الأسماك، ووضعت مقترح مشروع بحثى تنموى عن أثر التغيرات المناخية على البحيرات الشمالية فى مصر، وقدم لشبكة المرأة الإفريقية فى العلوم والتكنولوجيا وهى منظمة غير حكومية أفريقية، ووجدتها فرصة جيدة لبناء شراكات مدنية بين علمائنا المصريين وعلماء أفريقيا فى مجال تنمية المرأة. وأود أن أضيف أن كونى عضو لجنة المرأة بأمانة السياسات بالحزب الوطنى حيث تقترح السياسات على الحزب ثم على الحكومة من منطلق لا مركزى يعتمد على الدراسة والبحث العلمى لذا فإننا ندرس الموضوعات على أرض الواقع ونصعدها إلى المستوى المركزي. أما على المستوى الشخصى فأود أن أنوه إلى أننى أدعم أى شراكة أفريقية للمرأة على المستوى الحكومى أو المستوى المدنى مثل الشراكة مع شبكة المرأة الأفريقية للعلوم والتكنولوجيا.

ولماذا وقع اختياركم على قرية برج البرلس بالذات لتنفيذ هذا المشروع؟

- من خلال متخصصين فى مجال الأسماك فى مصر وعلى رأسهم أ.د. عبدالرحمن الجمال، تم اختيار بحيرة البرلس كإحدى أهم البحيرات الشمالية المتأثرة بالتغيرات المناخية، ثم أجرينا دراسة استكشافية وزرنا الموقع ووجدنا أن معظم السيدات لا تعملن برغم مستوى التعليم الجيد إلى حد كبير، فجاءت فكرتى عن تقديم مشروع تنموى يبنى ويقوى قدرات المرأة فى المنطقة التى تعتبر قرية صيادين فقط. وتوجد جمعيات صيادين منتشرة فى أرجاء البحيرة يقدمون خدمات للصيادين على هيئة قروض، وأدوات الصيد من أجل إنتاج أفضل وحياة كريمة، وفكرت فى أهمية التنوع فى الأنشطة الاقتصادية لأسر الصيادين كأحد أهم استراتيجيات مواجهة التغيرات المناخية وتقليل أثرها على الصيادين وأسرهم.

ومضمون المشروع د. هالة هل اقتصر على رفع الوعى وبناء القدرات فقط فى مجال الصناعات الغذائية المرتبطة بصناعات الأسماك؟

- حرص البرنامج على أن يكون متنوعاً فبدأنا ببعض الإرشادات الخاصة بالأسلوب الأمثل للتعامل مع الأسماك، والتعرف على الطازجة من غيرها، والطرق الصحيحة للتصليح، والطرق السليمة لخلى الأسماك، وعملية التغليف، والاستعانة بأدوات كاملة للعمل بداية من البالطوا والجوانتى وأدوات خلى الأسماك والسكاكين المتخصصة فى ذلك. وأكياس لتعبئة السمك واعطائهم معلومات عامة عن الطرق الصحية والصحيحة ومدة حفظ الأسماك. بالاضافة إلى محاور أخرى اهتمت بأن تدرج ضمن المشروع مثل بعض المحاضرات عن تقدير الذات، والمهارات الاتصالية التى يجب أن تتوافر فى القيادات المحلية النسائية والمتدربات بصفة خاصة، بجانب مهارات القيادة المطلوبة التى تمكنهم من القيام بأدوارهن المجتمعية سواء فى محيط صناعة الأسماك أو غيرها، ونقل التكنولوجيا وكيفية توصيلها لغيرها بطرق مستدامة وسهلة والاستفادة من كافة المعلومات والمهارات على أرض الواقع، وكذلك معنى التشبيك وأهميته فى تنمية قدراتهن، وعمل مشاريع صغيرة والذى يمكن أن تعمل فيه أكثر من سيدة وهذا يشرح التشبيك فى المستوى الأفقي، أما على المستوى الخاص فقد دعينا مسئول التسويق فى الصندوق الاجتماعى للتنمية بمحافظة كفر الشيخ.

والذى عرض بدوره كيفية تمويل الصندوق للمشروعات الصغيرة والمتناهية الصغر للمرأة والمرتبطة بالصناعات الغذائية والأسماك، ود. أميرة علمت المتدربات كيفية استخدام مخلفات الصناعات الغذائية من الأسماك والاستفادة منها بتصنيع «السيلاج» الذى يستخدم كسماد عضوى وعلف بجانب هدف آخر فى منتهى الأهمية وهو زيادة الانتماء والولاء لبلدنا الحبيبة من خلال عمل جاد وأفكار جديدة يمكن أن تستفيد منها المجتمعات المحلية ماديا وتخلق ثقافة جديدة لدعم دور المرأة.

وهل توجد النية لتطبيق المشروع فى مناطق أخرى بعد النجاح الذى حققه؟

- هدفى الأول هو استمرارية المشروع، ونحن فى مرحلة البحث عن تمويل كصندوق لتمويله، وأتمنى تطبيق المشروع فى أماكن أخري، فالمناطق البعيدة مثل برج البرلس تحتاج إلى زيارات متكررة من أهل العاصمة والمدن الكبرى لجعلهم يشعرون أنهم على الخريطة، وأن هناك من يهتم بهم وأنهم غير مهمشين.

ولذلك أدعو مؤسسات القطاع الخاص والجمعيات الأهلية أن يكرروا التجربة لتشغيل مزيد من الأيدى العاملة وزيادة دخل الصيادين. ففى مصر بحيرات كثيرة تحتاج لمزيد من المجهودات وفرص عظيمة لتنفيذ برامج أخرى قائمة على إدماج المرأة لتحقيق تنوع اقتصادى وزيادة فى دخول الصيادين.

ارجع لنقطة مهمة وهى تقدير الذات هل أحدثت محاضرات تقدير الذات فرقاً جوهرياً للمتدربات؟

- السيدات لم تكن تقدرن ذاتهن بالقدر الكافي، فالرجل هو المصدر الأساسى لدخل الأسرة، وعدم تقدير الذات لم يكن نابعاً من عدم تقدير الرجل للمرأة، بالعكس فالرجل يقدر المرأة ولكن سبب ذلك عدم احساس المرأة بأنها تساهم اقتصادياً، واجتماعيا وسياسياً أو بأى شكل من الأشكال، ومحاضرات تقدير الذات ساعدت فى خلق ثقافة جديدة ومحاولة جعل المرأة عضواً ناشطاً فى المجتمع أتى بنتائج طيبة.

وبعيداً عن هذا المشروع ما هى اهتماماتك الأخرى الخاصة بقضايا المرأة؟

- اهتماماتى متعددة، فكونى عضواً بالمجلس القومى للمرأة اهتم بقضايا أخرى كتمكين المرأة اقتصاديا واجتماعيا والكشف عن القيادات النسائية الطبيعية فى المجتمع فأشجع السيدات والفتيات التى أرى فيهن إفراز طبيعى للمجتمع واللاتى يتمتعن بقدرات يمكن صقلها بتوجيهات تنموية فى مجالات مختلفة، فتحدث فارقاً كبيراً فى تنمية المجتمعات المحلية لأن معظم قياداتها ذكورية التوجه بسبب قلة أعداد السيدات اللاتى يدرن مشروعات أو أنشطة تنموية وخاصة مشاركتهن على مستوى صناعة القرار على المستوى القاعدي.

وعلى المستوى الأسرى هل حرصت على تربية أبنائك على المشاركة المجتمعية؟

- بالطبع فلى ابنتان وزوجى لواء شرطة بوزارة الداخلية، وقد حرصت مع تربيتهما فى جو أسرى ليكونا شخصيات سوية معتمدة على نفسها بصورة رشيدة وترعيا الله فى كل أفعالهما، ويكونان مفيدان بالفعل لكل من حولهما .. نانسى معيدة فى الجامعة البريطانية، ونيللى وصلت منذ أيام قليلة إلى أرض مصر من رحلة إلى هولندا، وكانت مشرفة على مجموعة شباب سن 13 - 14 سنة ضمن برنامج تبادل ثقافى بين مصر والدول الأخري، وأحرص على مشاركة إبنتاى فى العمل الاجتماعى وممارسة الأنشطة وتشجيعهما ليكونا سفراء لمصر فى دول العالم ومناقشة موضوعات السلام والقضايا العالمية.

وما هى نصيحتك للمرأة المصرية؟

- أدعوها للمشاركة فى السياسة، وأحثها على مزاولة دورها السياسى سواء كانت مرشحة أو منتخبة وأقول لها لابد أن تبدئى بنفسك تعليماً وتثقيفاً وتقديراً للذات ومشاركة بفاعلية حتى تحقيقى ما تأملين فيه لنفسك ولأسرتك ولمجتمعك ولمصرنا الحبيبة.

 

المصدر: إيمان عبدالرحمن - مجلة حواء

ساحة النقاش

hawaamagazine
مجلة حواء أعرق مجلة للمرأة والأسرة المصرية والعربية أسسها إيميل وشكرى زيدان عام 1955، وترأست تحريرها الكاتبة أمينة السعيد، ومن يوم تأسيسها تواكب المجلة قضايا وهموم المرأة والأسرة المصرية والعربية. »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

22,864,018

رئيس مجلس الإدارة:

عمر أحمد سامى 


رئيسة التحرير:

سمر الدسوقي



الإشراف على الموقع : نهى عبدالعزيز