لتكن دعوة من المرأة المصرية فى عيدها .. دعوة من الحب والأمل والتصميم والإرادة .. على أن نتعاون كأبناء وبنات حواء وآدم .. معا نصبح قوة نعبر بأحلامنا وطموحاتنا فوق كل الصعاب والعقبات .. معا لنخلق لأنفسنا ولأبنائنا واقعاً أجمل لغد أفضل مشرق بالأمل .. وليكن كشف حساب لكل منا لما أفنى العمر به .. فهل مازال الوقت يسمح لمزيد من ضياع الجهود .. فى قضية امكانيات المرأة وقدراتها الحقيقية .. أم مزاعم البعض فى التشكيك بها وقدراتها أو العودة بها من جديد إلى الحراملك .. وبعد كل هذه السنوات من الكفاح والنضال ممن سبقونا من الرواد المستنيرين من النساء والرجال، خاصة ونهضة الشعوب والمجتمعات العربية والمصرية لن تكون إلا بنهضة العقول .. وتحررها من أفكارها العقيمة التى تتنافس مع مبادىء الأديان السماوية ودعوة الخالق الصريحة بأيات القرآن الكريم أنه لا فرق بين رجل وأنثى الا بالتقوى .. ، «والمؤمنين والمؤمنات بعضهم أولياء بعض يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر».
وكيف كرم المرأة وأعلى شأنها بعد أن أهدرت حقوقها فى الجاهلية وأولها الحق فى الحياة .. يئدونها حية بعدميلادها .. والتعامل معها على أنها عار لأهلها . أنصفها الله سبحانه وتعالى وأوصى باكرامها وحسن رعايتها وأقر صراحة بحقوقها فى التعلم والزواج والعمل وذمتها المالية الخالصة .. وميراثها وحقها حتى فى الطلاق أبغض الحلال إلى الله فتسريح بإحسان .. مع حقها فى النفقة .. وأعلى من شأنها دائما حين أوصى بالأم وجعلها أحق الناس بحسن رعاية الأبناء وأكد على ذلك ثلاث مرات فى حديث الرسول الكريم محمد عليه الصلاة والسلام .. الذى أكد على مبدأ المساواة دائما فى حياته وأوصى بالنساء خيرا قبل مماته فى حجة الوداع .. فعودة لصحيح تعاليم الدين .. حتى لايضلنا أحد باسم الدين وينتقص من حقوقها وقدرها ليحرم المجتمع من قدراتها .. فلنعود من جديد لدعوة المستنيرين من أهل الفكر والدين .. «إن صلاح المجتمع فى تحرر العقول وتحرير المرأة من الأفكار الموصدة والعادات والموروثات والثقافات الاجتماعية العقيمة التى جلبها معه الاستعمار فى عهود الظلام ليضعف المجتمعات العربية وليبقى على احتلاله لها .. ليصادر قيمة شعب ذو حضارة من أعظم حضارات العالم .. حضارة أعلنت شأن المرأة وأعطتها قداستها وقيمتها .. فجعلتها ملكة متوجه على عرش بلادها كما الملكة حتشبسوت وكليوباترا .. أو مشاركة فى الحكم للملك تجلس بجانبه كتفاً بكتف .. كما جسدتها الرسوم والتماثيل الفرعونية فكانت قاضية وكاهنة وجراحة وعالمة وفيلسوفة حين كانت مصر رمزا للعلم والتقدم والحضارة على مستوى العالم .. فأصلت التوقيت الزمنى وحروف الكتابة وسر التحنيط بل أنهم مازالوا يكتشفون أسراراً جديدة تدل على مدى تقدم الأجداد والتى يعلن عنها العالم فى مؤتمراته العالمية وآخرها نانو الدهب بألوانه التى أبقت الرسوم الفرعونية معجزة على مر التاريخ .. فهل يجوز بعد كل هذه السنوات وفى عصر انطلقت فيه المرأة على مستوى العالم ككل والعالم الاسلامى والعربى لتصبح رئيس جمهورية مثل فنلندة والهند والارجنتين وكوستاريكا وملكة على كثير من الدول ورئيسة وزراء وكلنا نذكر المرأة الحديدية تاتشر بانجلترا، وسويسرا ورئيس برلمان بالهند وألبانيا وغيرها .. ووزير خارجية أقوى بلاد العالم أمريكا . بل ورئيس الأمن القومى بها وبغيرها من البلدان وحصول المرأة على العديد من جوائز نوبل فى الأدب والعلوم بل والاقتصاد وفى عام 2009 حصلت أربع سيدات بارزات بما حققته من تميز وتفوق وأبحاث لخدمة البشرية .. وهو ما يؤكد على ما أثبته العلماء أن عقل المرأة لا فرق بينه وبين الرجل.
وزيرة ناجحة
وفى مصر حققت المرأة المصرية الكثير من نجاحاتها بفضل جهودها ودعم الرجال الشرفاء المستنيرين فأصبحت الوزيرة المتميزة بنشاطها وعملها الدءوب لخدمة كل المصريين وقضاياهم وحل مشاكلهم ولم يثبت يوما أنها جاءت من أجل خدمات المرأة فقط.. ولم نجدها وبشهادة الجميع أقل قدرا فى آدائها وكفاءتها من الوزراء الرجال.. والساحة تؤكد على ذلك .. فلدينا الوزيرة «فايزة ابوالنجا» وزيرة التعاون الدولى والتى تقدم الكثير بجهودها من البروتوكلات الدولية وكسب الدعم والمساندة العالمية لحل قضايا المجتمع ومنها القروض الميسرة من أجل مشروعات الاقتصادية ومشروعات توليد الطاقة النظيفة لتخفيف الآثار السلبية على التغيير المناخى .. والمساعدة فى خلق المشروعات صغيرة ومتناهية الصغر للمرأة والرجل معا .. ومشاريع محو الأمية وربطها بفرص العمل وغيرها مما جعلها الشخصية المصرية التى كرمها معرض الكتاب هذا العام .. ولدينا الوزيرة عائشة عبدالهادى وزيرة العمل والهجرة والتى أيضا نالت العديد من التكريم داخل وخارج مصر لجهودها من أجل المصريين العاملين الداخل والخارج وهى أيضا من أعضاء مجلس الشورى كبرلمانيات مؤثرات مع بقية العضوات المشاركات فى صنع القرار وأيضا الوزيرة مشيرة خطاب وزيرة الأسرة والسكان والتى كانت بمنصبها هدية الرئيس مبارك فى عيد المرأة المصرية لعام 2009 نتيجة لجهودها الدائمة بالمجلس القومى للطفولة والأمومة .. وايمانه بقيمة الأسرة لصلاح المجتمع وأوكل اليها مكافحة ادمان الشباب وهو الخطر الذى يهدد الحاضر والمستقبل مع القضية الأهم والأم الانفجار السكانى .. والوزيرات الثلاث لوزارات مهمة وأساسية .. وأيضا المرأة المصرية أكدت على نجاحاتها كدبلوماسية ناجحة لبلادها ومشرفة على مستوى العالم فأصبح هناك العديد من السفيرات بعد أن فتحت المجال الدكتورة عائشة راتب كأول سفيرة لمصر بالنمسا وألمانيا وأصبح لدينا الكثيرات فى أمريكا وآسيا وافريقيا بل أصبحت السفيرة نائلة جبر رئيس لجنة السيداو بالأمم المتحدة والتى تم انتخابها باجماع عالمى ..، وهو نجاح مشرف لكل مصرية وأيضا انتخبت وعينت المحامية منى ذو الفقار عضوا دائما بالمنظة العالمية لحقوق الإنسان وهو نصر آخر تفوز به المصرية كما وصلت المرأة الى رئيس لإحدى الجامعات المصرية العريقة ورئيسة مجلس أمناء الجامعات المصرية .. وأيضا كرمت بالمشاركة بـ 64 مقعدا بمجلس الشعب بنسبة 11% تنافس عليها مع بنات جنسها .. فى حين تتنافس على بقية المقاعد مع باقى المرشحين من الرجال .. فى تمييز ايجابى لمدة دورتين متتاليتين وبما لا يتعارض مع الدستور كما يدعى البعض . وذلك من أجل الوقوف بجانبها فى مواجهة الموروثات الثقافية الاجتماعية التى تحول بينها وبين دورها فى المجتمع واحقيتها بتكافؤ الفرص والعدالة الاجتماعية مثل كل مواطن مصرى كما دعا الدستور .. بعد أن أثبتت نجاحاتها كعضوات برلمان شعب وشورى وهو ما أكد عليه ما طرحته ونادت به من قضايا تشمل المجتمع ككل فى التنمية والتعليم والبطالة وتشريعات ، والطاقة النووية ومحاربة الفساد .. وغيرها من قوانين وأيضا من أجل محاربة العنف ضد الأطفال وتعديل القوانين مثل قانون الطفل لرعاية حقوقه وتوفير حياة أفضل .. وأيضا وأخيرا محاربة الفتيات وزواج القاصرات ومن قبل العنف وعادة ختان الاناث التى ليس لها أصل من الدين. كما يدعى البعض وإلا كان رسولنا الكريم أول من طبقها على بناته ومارستها السعودية على بناتها من بعد وليس لها أيضا أصل فى الدين المسيحى .. بل هى عادة افريقية ضررها بالغ على كل بنات حواء لذا سنت القوانين التى تحرم العنف .
العيد العاشر
وكان المجلس القومى للمرأة الذى نحتفل بعيده العاشر والذى أنشىء بقرار جمهورى من سيادة الرئيس حسنى مبارك وليهتم بكل قضايا المرأة من أجلها ومن أجل صالح الأسرة والمجتمع وانتخبت السيدة الفاضلة سوزان مبارك لتصبح رئيسة المجلس وهى التى دعت لتأسيس أول منظمة عربية للمرأة والتى كرمت لجهودها العديدة على كل المستويات العالمية والعربية والمصرية . وأيضا ليضم المجلس القومى للمرأة العناصر القوية الناجحة الممثلة للمرأة المصرية والرجال المستنيرين من كل محافظات وأيضا ليمتد بفروعه ليقدم خدماته فى كل المحافظات ويعرف المرأة كل حقوقها وحقوق أبنائها الاجتماعية والاقتصادية والسياسية فى التعليم والصحة والخدمات بل ويكون لجنة لتلقى الشكاوى حلولها من خلال هيئة من المستشارين ذو الكفاءة والخبرة العالية لحل هذه المشاكل .
ومؤخرا طرح الخط الساخن لسهولة الوصول له والبريد الالكترونى للتواصل مع الشباب فى كل مكان بمصر .. وكان التواصل مع المجتمع المدنى والجمعيات الأهلية ودور المرأة الناشط بها من أجل خدمات المجتمع والمرأة والأسرة ليكتسب تأييد الشباب من الأولاد والبنات من الجيل الجديد وهو المستقبل المشرف لمصر .. ونظرة سريعة على ما تحققه الشابات المصريات من تقدم بشركات الاتصالات وعالم البيزنس والشركات الدوائية وغيرها والتى تؤكد على نجاحها وحرص أصحاب هذه الشركات على استغلال قدراتها الفائقة مما جعلها تحصل أحيانا على أجور أفضل .. وبعد أن أصبحت العالمة والجراحة والعميدة والعمدة والمأذونة ورئيس المدينة ولم يبق لها الا منصب المحافظ فإن كان هناك بعض السلبيات التى مازلنا نكافح من أجلها إلا أن المستقبل سيصبح أفضل بجهود المرأة والرجل معا إن شاء الله .o
حمداً لله على سلامتك سيادة الرئيس
من قلب كل مصرية ندعو لك بتمام الصحة والعافية .. بكل الحب ندعو لمن وقف مساندا ومؤيدا للمرأة بجهوده وقراراته الحاسمة يرفع الظلم عنها بعد أن أثبتت كفاءتها وقدراتها كإنسان . فأكد على مبدأ المواطنة لا فرق بين أحد فى النوع والدين والعقيدة كما دعى المولى سبحانه وتعالى . والدستور أعطاها حقها فى التعيين بالقضاء بقراره الجمهورى عام 2003 وأصبح هناك العديدات أولهن المستشارة تهانى الجبالى نائب رئيس المحكمة الدستورية العليا وأصبحت قاضية بالمحاكم الجنائية والاقتصادية والأسرة .. وهو ما يحاول أعضاء الجمعية العمومية لمجلس الدولة من المستشارين أن يسلبوها هذا الحق ليصبح ردة لما حققته ونادت به كأول المناديات وبعد أن أثبت نجاحاتها مع غيرها ممن سبقتها من البلاد العربية والاسلامية .. سيادة الرئيس دعواتنا لك بالشفاء والعودة لأبنائك .. فقد كنت المساند والمؤيد بقرارك الدستورى للمرأة المصرية بمشاركتها السياسية فى صنع قرارات بلادها وبتخصيص 64 مقعداً على مستوى المحافظات خاصة بها بالانتخاب الحر بين بنات جنسها مع احقيتها فى الترشيح على باقى المقاعد مع الرجال لنقف فى وجه الرجعية وفى تمييز ايجابى لمدة دورتين متتاليتين .. ودائماً مع مساندة المرأة الفقيرة وليست فقط على مستوى القمة والقيادة فخصصت لها الرعاية وحقها فى الحياة الكريمة ومساندتها المشروعات المتناهية الصغر والتأمينات وحقها فى الحياة الصحية والتعليم وما سعيت لتقدميه لها دائما لتكمل المسيرة ولأبنائها .. فلك منا كل الحب والتقدير والدعاء بالعودة الى أبنائك بالصحة والعافية .
ساحة النقاش