إلي كل نفس مهمومة ومتعبة تبحث عن ملجأ آمن لتلقي فيه بأدق أسرارها .. إلي من يبحث عن مكان للراحة والهدوء النفسي، يتوقف فيه ليتأمل ذاته ويراجع خطواته ويواجه أخطاءه .. نقدم استراحة نفسية لننفض عن النفس همومها ومتاعبها .. فإذا كانت لديك مشكلة نفسية تحيرك .. أرسليها لنا .. نحن في إنتظارك.
ما أقسى طعم الفشل.. مر.. علقم وخاصة لدى هؤلاء الذين تعودوا طعم النجاح والتفوق الدائم فى الحياة، هى امرأة على مشارف الأربعين عندما وصلت لعمرها هذا وجدت حياتها الزوجية تنهار بعد رحلة كفاح وكد وتعب جاوزت خمسة عشر عاماً.. وكان ثمرة هذا الكفاح.. ثلاث بنات تبارك الخالق فيهن.. أدب وأخلاق وجمال وتفوق دراسى.
قصتها من البداية كما تقول:
ــ حكايتى تبدأ عندما كنت فتاة صغيرة تتمتع بجمال لافت للأنظار خاصة الشباب الذين من عمرى وعلى الرغم من جمالى هذا إلا أننى كنت أرى فى علاقة الفتاة بأى شاب نوعاً من السطحية والهيافة وقلة الأدب.. هكذا تربيت فى بيتنا على الأخلاق والمبادىء.. ومرت فترة المراهقة فى حياتى دون أن أعرف معنى وطعم الحب الذى يتحدثون عنه.. فكان كل اهتمامى منصباً على دراستى الثانوية ثم الجامعية حيث التحقت بكلية الطب وأنهيت دراستى فيها بتفوق ومما جعلنى محل احترام وإعجاب كل المحيطين بى من الأهل والأقارب.
وكان من الطبيعى أن يطرق بابى العديد من الخطاب ومعظمهم كانوا فى مستوى اجتماعى ومهنى يليق بى ولكن لا أدرى لماذا رفضت كل هؤلاء واخترته من بين الكثيرين الذين تقدموا لى.. لقد كان شاباً عادياً ولكن كان لدى هاجس بأن لديه قدرات تؤهله لأن يكون طبيباً نابغاً فى تخصصه ووجدت عقلى يختاره دون تردد على الرغم من ضعف إمكانياته المادية.. وتزوجته ومنذ اللحظة الأولى لحياتى معه كانت لدى قناعة كبيرة بأن حياتى معه ستكون فى تحد دائم على مر الأيام لذلك تنازلت عن العديد من الأحلام والطموحات معه لكى أبدأ حياتى معه بتلك الإمكانيات البسيطة على أمل أن أحقق به ومعه كل الأحلام الجميلة.. وعندما واتتنا فرصة سفر الخليج لم أتردد ودفعته إلى الموافقة وسافرنا معاً.. وعملنا معاً وكوناً مستقبلنا الذى نحلم ثم عدنا إلى مصر وبصحبتنا ثمرة كفاحنا الطويل من المال والبنات.. ولم نكن ندرى أن عودتنا سوف تكون فيها النهاية.. نهاية حياتنا الزوجية.. حيث دب الخلاف بيني وبين زوجى بسبب المال.. وأصبح إنسانا آخر غير الذى عايشته سنين عمرى الماضية.. وكان الفراق والطلاق.. ولأنه أخذ كل شىء منى.. قررت أن أترك له بناته لكى يتولى هو تربيتهن!!.
لقد اسودت الحياة أمامى.. وانعزلت عن الناس.. وأصبحت أتمنى الموت وأفكر فيه.. فماذا أفعل؟!.
- ولها أقول أن أى افتراق إنسانى مؤلم وأى نهاية لعلاقة إنسانية توجع القلب وخاصة العلاقة الزوجية.. إذا ما انتهت بموت شريك الحياة.. أو بالطلاق.. ومشكلتك أنت تكون أكثر إيلاماً لأن فيها أطرافاً أخرى يدفعون الثمن وهن بناتك الثلاث.. لقد اخترت زوجك برغبتك وإرادتك الكاملة وكان من الأجدر بك أن تتحملى الحياة معه بكل مافيها من صعاب من أجل مستقبل بناتك ولكن من الواضح أن الإصلاح بينكما الآن صعب.. والسؤال الآن كيف تواجهين الحياة الآن؟!
د. سيد صبحى أستاذ علم النفس يقول:
ــ المشكلة التى نتحدث عنها ليست فى وقوع الطلاق فى حد ذاته أو الفشل الذى لحق بهذه السيدة.. المشكلة فى مواجهة هذا الفشل بعد أن مضى قطار حياتها الزوجية بمحطات كثيرة وكانت هى زوجة جادة.. مخلصة.. متفانية.. مكافحة!!.
إن الفشل فى الزواج بعد الكفاح والإصرار يسبب ألماً نفسياً يشعر صاحبه بالاكتئاب والإحباط خاصة عندما يتذكر الدور الفعال الذى قام به طوال رحلة الحياة المشتركة مع الطرف الآخر!!.
إن الطلاق لايعنى نهاية الحياة.. لأن صاحبة هذه العلاقة الفاشلة أدت واجبها ولم تتسبب فى الوصول إلى هذه النهاية المؤلمة.. ولكن على هذه السيدة أن تستعيد بناتها وتقوم هى بتربيتهن مهما كانت الظروف وأن تحاول معهن أن تنسى الماضى وأن تخرج إلى الواقع والناس وتواجه المجتمع بكل شجاعة وثقة!!.
ساحة النقاش