عادة ما يشغل تفكيرها النهوض بهذا الوطن، ودفع مسيرة التقدم إلي الأمام وتجاوز المحن والنكبات التي تمر علي مصر، وكيف لا وهي صاحبة اقتراح قانون لتنفيذ الزواج من أجانب، فبعد جولات وجولات في مشروع هذا القانون تقترح ابتسام حبيب عضوة مجلس الشعب والمجلس القومي لحقوق الإنسان تشكيل مجلس أعلي للمواطنة، كي يربط أبناء هذا الوطن بعضهم ببعض ويربطهم بمصر الوطن الأم.
التقينا بالنائبة ابتسام حبيب وتحدثنا معها عن هذا المجلس.
قالت هناك ثوابت لا خلاف عليها فهذا الوطن العظيم الذى احتوى فى أحضانه أبناءه المسلمين والأقباط لقرون طويلة سيظل كذلك إلى نهاية الزمن، وبعد أن نجح المجلس القومى للمرأة منذ انشائه برئاسة السيدة الفاضلة سوزان مبارك حققت مصر قفزات كثيرة فى النهوض بالمرأة فى كل المجالات وحققت الكثير من المكتسبات، ومن هنا أتت فكرة مجلس وطنى للمواطنة تحت رئاسة السيد رئيس الجمهورية داعما له، إلى جانب التخصص فالمواطنة ليست فقط مسيحيا ومسلما إنما امرأة ورجال وفقير وغنى لذا فإن المجلس المقترح له خصوصية العلاقة بين فئات الأمة واقترح وجود لجان شعبية فى كل محافظة لتحقيق اللا مركزية فى الأداء والتلاحم بين أعضاء اللجنة وشعب كل محافظة لأن كل محافظة لها خصوصيتها سواء الوجه القبلى أو الوجه البحرى.
ولكن هناك لجنة للمواطنة بالمجلس القومى لحقوق الإنسان بالفعل فماذا تفعل ؟!
- نعم علمت بوجود هذه اللجنة بعد انضمامى للمجلس الأعلى لحقوق الإنسان وسوف يكون تفعيل هذه اللجنة على أولوية أجندتى وسأعمل أن يكون لها فروع فى كل محافظة من محافظات الجمهورية.
باعتبارك مواطنة مصرية قبطية كيف أثرت عليك أحداث نجع حمادى ؟!
- لقد كنت فى لجنة تقصى الحقائق فى نجع حمادى وهو حادث مؤسف بكل المعايير ولكن لابد من وجود وقفة مصرية حقيقية حتى نستفيد من هذه الأحداث بايجابيات فاعلة يكون مردودها على كل مواطن حتى لاتتكرر مثل هذه الأحداث المؤلمة التى لم تؤلم الأقباط وحدهم وإنما تألم لها الشعب المصرى كله وهذه مسئولية هذا الجيل حيث لابد أن تكون هناك وقفة حقيقية لعلاج مثل هذه المشاكل حتى لاتتكرر من خلال تفعيل حقيقى لمبدأ المواطنة الذى جاء فى صدارة الدستور بتأييد كبير من القيادة السياسية التى نثق تماما فى حكمتها وعدالتها والمتمثلة فى شخص الرئيس مبارك، ومصر عامرة بأبنائها العقلاء الحكماء وهذا هو الدور المنوط بهم الآن .
هل تفعيل المواطنة دور الحكومة فقط ؟
- لا هو فى الواقع دور الأسرة منذ البداية وهى الخلية الأولى التى ينشأ بها الطفل فلابد أن تكون الأم على وعى كامل بتربية أبنائها، فينبغى عليها أن تربيهم على المواطنة وأن تغرس فيهم روح المحبة والتسامح وقبول الآخر حتى تنشأ هذه الأجيال التى قد تكون مستهدفة مثلما نشأت أجيالنا فى زمن الحب الجميل.
ما الآليات الأخرى لتفعيل المواطنة والقضاء على هذه المشاكل التى تظهر بين الحين والآخر ؟!
- أولاً : دراسة تحليلية لأسباب الأحداث السابقة والحالية ودوافعها والآليات التى تمت معالجتها بها وطبيعة مرتكبيها للاستفادة منها وعمل العلاج الشافى .
ثانياً : إقرار العدل والمساواة وعدم التمييز وأن يكون المعيار الحقيقى فى الترقية أو التعيين هو الكفاءة ومن يعطى أكثر لمصر، ومعاقبة من يخالف الدستور الذى أقر هذا المبدأ، ولسنا فى حاجة إلى قانون لعدم التمييز وإنما يكفينا تفعيل الدستور لأن الإحساس بالظلم يولد العنف والكراهية..
ثالثاً : لاينبغى علينا أن نغفل مسئولية وزارة التربية والتعليم فى اعداد مادة المواطنة لتدريسها فى المراحل التعليمية بدءا من الأطفال من خلال دروس تتناسب وكل مرحلة عمرية، يدرس بها الأخلاقيات التى تحث عليها جميع الأديان مستشهدين بآيات من القرآن الكريم أو الإنجيل يتناوب فى تدريسها معلمون مسلمون ومسيحيون .
رابعا : عمل أنشطة ثقافية ورياضية مشتركة فى الأندية المختلفة ودورات تثقيفية من خلال أجندة أعمال الجمعيات الأهلية والتى لابد أن يكون لها دور خاص كما كان لها دور ملحوظ فى قضايا المرأة .
خامسا : الخطاب الدينى سواء فى الجامع أو الكنيسة مسئول عن المواطنة لأننا شعب متدين يقدس الأديان ويحترم رموزها واقترح اعداد برامج توعية للدعاة والتركيز على ما ينادى به الإسلام من تراحم وتعاون وقبول الآخر وأن تقوم الكنيسة بدورها التعليمى وخاصة للأطفال فيما يعرف بمدارس الأحد والتأكيد على المحبة والتسامح والمشاركة وهو عماد المسيحية.
سادساً : الإعلام المرئى والمقروء يجب أن يكون مسئولا عن المواطنة هو الآخر لما له من دور تثقيفى هام جدا وأن يقدم فى هذا الشأن ما يتناسب مع عقول كافة المشاهدين من إعلانات تليفزيونية وأغنيات تحيى المشاعر والمحبة بين أبناء الوطن ومسلسلات تؤكد روح المواطنة، كذلك لابد أن تكون الرسالة الإعلامية الموجهة إلى الخارج مسئولة حتى لاتهيج الرأى العام فى الخارج وأن تخلو من التهويل أو التهوين وإنما لابد أن تنقل الأحداث بمصداقية وموضوعية .
سابعاً : لابد أن يتسع قانون الإرهاب الجديد إلى عقوبات رادعة حتى نضمن عدم تكرار الأحداث المؤسفة التى حدثت وأن يضرب بيد من حديد على من يشعل الفتنة بين قطبى الأمة .
ثامناً : أن يتم التصدى لحمل السلاح بدون ترخيص وعمل حملات للقضاء على تهريب السلاح .
تاسعاً : تخصيص يوم كل عام لإقامة صلاة فى الجامع والكنيسة وليكن يوم جمعة من خلال خطاب دينى واحد يدعو إلى المحبة والإخاء ولنسمه يوم الصلاة المصرى للرد على كل يد أجنبية تريد أن تتدخل وتؤجج الفتنة .
ساحة النقاش