ها هو عيد جديد يأتي في حياة المرأة المصرية حاملاً معه مزيداً من الآمال والطموحات.. ولأن تحقيق تلك الأمنيات يعتمد علي معرفة المشاكل التي تؤرق المرأة والبحث عن وسائل حلها تساءلنا.. ما هي القضايا التي تشغل بال النساء؟! وماذا عن أحلامهن في عيد المرأة المصرية؟!

رغم حصول المرأة المصرية على العديد من الحقوق وتقلدها للمناصب المختلفة بدءاً من عضوية مجلسى الشعب والشورى وانتهاء بالمأذونة ورئيسة الجامعة فلم يعد ينقصها سوى شغل منصب محافظ إلا أنها لا تزال تعانى من نظرة المجتمع لها وهو ما تؤكده الدكتورة/ نبيلة الإبراشى عضو مجلس الشورى وعضو المجلس القومى للمرأة وتضيف أننا بحاجة لإعادة تصحيح نظرة المجتمع للمرأة حتى تنعم بما حققته من انجازات والتى أصبحت تنتقص وهو ما ظهر بوضوح من موقف مجلس الدولة تجاه عمل المرأة بالقضاء..

أما أهم المشاكل التى تؤرقها فهى التعليم بما يحمله من متناقضات مختلفة وتغير فى المناهج مما يؤثر على مستقبل الأبناء ولا يختلف الأمر بالنسبة للصحة فكيف تأمن المرأة على نفسها وأسرتها فى ظل تكاليف العلاج الباهظة وما يحدث من فوضى التأمين الصحى لذلك أتمنى أن يوفر مشروع التأمين الصحى الجديد الراحة للأسرة المصرية..

الهموم واحدة

- أما الدكتور/ جيهان رشتى عميدة كلية الإعلام جامعة القاهرة سابقاً وعضو المجلس القومى للمرأة فترى أن هموم المرأة لا تختلف عن الرجل.. فالأوضاع الاقتصادية أصبحت تثقل كاهلهما خاصة مع عدم توافق الدخل مع احتياجات الأسرة حتى ان كثيراً من النساء يعشن تحت خط الفقر.

كما يحزننى ارتفاع بعض الأصوات برفض المرأة للعمل فى بعض الجهات مثلما حدث من قبل، مجلس الدولة وموقفهم من عمل النساء بالقضاء..

كذلك تشغلنى قضية أطفال الشوارع والتى اعتبرها من أخطر المشاكل الاجتماعية ومن ثم أتمنى تضافر الجهات المختلفة لتوفير ملاجيء ايواء لهؤلاء الأطفال..

- وتتمنى الدكتورة/ عواطف والى رئيس لجنة المرأة بحزب الوفد أن تندمج المرأة المصرية فى الحياة السياسية بشكل صحيح حتى تصبح جزءاً لا يتجزأ منها.. فعلى مر العصور لعبت المرأة المصرية دوراً فعالاً فى الحركة الوطنية أمثال هدى شعراوى وأم المصريين صفية زغلول وغيرهن.. فقد بدأن المسيرة واستكملها جيلنا ليأتى دور شابات هذا الجيل ليثبتن أنفسهن ويناضلن من أجل احتفاظ المرأة بما حققته من انجازات خاصة فى ظل النظرة الرجعية للمرأة التى كشف عنها موقف أعضاء مجلس الدولة من عمل المرأة بالقضاء لهذا أناشد الشابات باستكمال مسيرة نضال الجدات..

عودة للخلف

وتعبر الكاتبة/ فريدة النقاش رئيسة تحرير جريدة الأهالى الفقر المشكلة الرئيسية التى تواجه النساء خاصة أن 40% من الأسر الفقيرة تعولهن نساء يليها مشكلة البطالة ثم تأتى النظرة الرجعية المخيفة من قبل القطاعات المختلفة للمرأة.. وقد بدت بوضوح من خلال رفض أعضاء مجلس الدولة لتعيين النساء والذى اعتبره بمثابة ردة للخلف.. وأخيراً نأتى لقوانين الأحوال الشخصية والتى تحتاج لإعادة صياغة حيث تنظر بعض نصوصها للمرأة باعتبارها مواطن درجة ثانية.. فحتى الآن لايزال قانون الطاعة مستمراً ومازلنا نستخدم لفظ النشوز.. فضلاً عن قيام القانون على مبدأ أن الرجل ينفق والمرأة تطيع رغم أن غالبية البيوت المصرية يعتمد دخلها على الرجل والمرأة معاً.. لهذا أطالب المشرع بضرورة تعديل قوانين الأحوال الشخصية على أساس قراءة متقدمة للنص الدينى وهو ما حدث فعلياً فى بعض الدول العربية والإسلامية فضلاً أن هذا التعديل يتفق مع المواثيق الدولية التى وقعت عليها مصر وتقضى بالغاء كافة أشكال التمييز..

التمييز ضد المرأة

- أما أكثر ما يشغل الأستاذة/ سعاد الديب رئيس برامج الصحة والسكان بالقناة الثانية ونائب رئيس الاتحاد العربى لحماية المستهلك فهو التمييز ضد المرأة فتقول: رغم السنوات الطويلة التى مضت على كفاح المرأة إلا أن المجتمع لايزال ينظر لها باعتبارها أقل درجة من الرجل.. الأمر الذى يشعرنى بالضيق خاصة أن تطور أى مجتمع يعتمد على التنمية البشرية.. ولأن المرأة نصف المجتمع فلا يمكن النهوض به ونصفه معطل.. لهذا أتمنى تعديل نظرة المجتمع للمرأة حتى يعرف جميع أفراده حقوقه وواجباته.

- وتتفق سهام عادل «خريجة كلية تجارة» مع الرأى السابق وتضيف أن هناك قراراً غير معلن من أصحاب العمل باختلاف الجهات سواء الشركات أو البنوك وغيرها من القطاعات على رفض تعيين المرأة حتى إذا كانت تتمتع بكفاءة تفوق الرجل.. مما ينتج عنه صعوبة إيجاد النساء لفرص عمل لذلك أناشد أصحاب العمل بتعديل أسلوب اختيار العاملين بحيث تكون الكفاءة هى المعيار وليس جنس المتقدم.

- وأخيراً، وتؤكد هناء سعيد «ربة منزل» أن ارتفاع الأسعار هو الهم الشاغل لكافة النساء.. فالدخل لا يزيد بل أحياناً يقل حيث انخفضت فوائد البنوك فضلاً عن تقليل الرواتب فى بعض قطاعات العمل بينما لاتزال الأسعار فى ارتفاع جنونى لذلك اعتبر حل هذه المشكلة هى أعظم هدية يمكن أن يقدمها المسئولون للمرأة فى عيدها.. فهل يجيب أحدهم رجائي؟!..

المصدر: مروة لطفي - مجلة حواء
  • Currently 77/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
24 تصويتات / 1268 مشاهدة

ساحة النقاش

hawaamagazine
مجلة حواء أعرق مجلة للمرأة والأسرة المصرية والعربية أسسها إيميل وشكرى زيدان عام 1955، وترأست تحريرها الكاتبة أمينة السعيد، ومن يوم تأسيسها تواكب المجلة قضايا وهموم المرأة والأسرة المصرية والعربية. »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

22,811,925

رئيس مجلس الإدارة:

عمر أحمد سامى 


رئيسة التحرير:

سمر الدسوقي



الإشراف على الموقع : نهى عبدالعزيز