<!--<!--<!--[if gte mso 10]> <style> /* Style Definitions */ table.MsoNormalTable {mso-style-name:"Table Normal"; mso-tstyle-rowband-size:0; mso-tstyle-colband-size:0; mso-style-noshow:yes; mso-style-priority:99; mso-style-qformat:yes; mso-style-parent:""; mso-padding-alt:0cm 5.4pt 0cm 5.4pt; mso-para-margin:0cm; mso-para-margin-bottom:.0001pt; mso-pagination:widow-orphan; font-size:11.0pt; font-family:"Calibri","sans-serif"; mso-ascii-font-family:Calibri; mso-ascii-theme-font:minor-latin; mso-fareast-font-family:"Times New Roman"; mso-fareast-theme-font:minor-fareast; mso-hansi-font-family:Calibri; mso-hansi-theme-font:minor-latin; mso-bidi-font-family:Arial; mso-bidi-theme-font:minor-bidi;} </style> <![endif]-->
يقولون إن سعادة البيت في تألف عميديه، وارتباط قلبيهما بذلك الرباط العاطفي الخالد، الذي يصمد للشدائد، ويغلب المتاعب، ويشعر الزوجين بالاتحاد الخالص في الألم والأمل والهدف.
ويقولون أيضا: أن سعادة البيت في توازن موارده مع مطالب أفراده، لأنه إذا اختل هذا التوازن وعجزت الميزانية عن الوفاء بضرورات الحياة، تبخرالحب وذهب الاستقرار، ودب الخلاف بأنواعه المتعددة.
ولسنا ننكر قوة الحب، أو نستهين بنفوذ المال، ولكننا نرى أن هناك عاملا خطيرا آخر في صنع سعادة البيت. وهذا العامل الخطير الثالث هو البيت في حد ذاته، أي المكان الذي يعيش فيه أفراد الأسرة، والذي تتحكم أحواله في حياتهم إلى حد بعيد.
فالبيت الصالح هو الذي يصنع السعادة، والبيت الصالح لا يشترط فيه أن يكون عامرا بالحب، أو غنيا بالمال، إنما المهم أن يكون عشا هادئا تتوافر فيه أسباب الراحة والهدوء والنظافة.. حتى يشعر ساكنوه بشدة احتياجهم إليه، وعظيم ارتياحهم إلى الوجود فيه، فهذا الشعور السحري كفيل بتقريب أفراد الأسرة بعضهم إلى بعض،وجمع قلوبهم حول محور واحد.
والبيت لا يكون مريحا ولا هادئا ولا نظيفا إلا بالأدوات المنزلية الحديثة، التي شاع استعمالها في البلاد المتحضرة. ولا شك أن استعمال الأدوات المنزلية الحديثة وشيوعها في مختلف الطبقات، كان سببا هاما في تحضر الأمم الغربية، إذ أنه عود الفرد النظافة، واقتصد له كثيرا من الوقت الذي كان يضيع في الأعمال المنزلية، وارتقى بمستواه الاجتماعي ارتقاء تأثر به خلقه وتفكيره واحساسه.
لكن هذه الأدوات الضرورية في ترقية المستوى الاجتماعي، معتبرة في بلادنا من الكماليات، ولذلك تفرض الحكومة عليها ضرائب باهظة، ترتفع بأثمانها إلى ما فوق متناول أهل الدخل المحدود، الذين هم أكثر حاجة إليها من القادرين والأثرياء، لأنهم يمثلون عصب الأمة، وعامودها الفقري.
ومن ذلك مثلا 15% ضريبة استيراد، 50% ضريبة إضافية، 8% ضريبة قيمية، 10% ضريبة رصيف، 1.5% عوايد بلدية... إلى آخر هذه السلسلة التي تنتهي بالثلاجة أو الكناسة أو آلة الغسيل إلى ضعف ثمنها عند التسليم، فينصرف عامة الناس عن شرائها.
ونحب هنا ان نلفت النظر إلى حقيقة ثابتة، هي أن الأدوات المنزلية الحديثة، ليست رفاهيات، بل ضرورات يحتاج إليها أصحاب الدخل المحدود، أكثر مما يحتاج إليها الأثرياء، إذ أنها تسهل على ربة البيت أداء واجباتها بنفسها في أقصر وقت وبأقل جهد، وكذلك تمكنها من الاقتصاد بحفظ بقايا الأطعمة والفواكه لأيام تالية.
أننا نهيب بالمسئولين أن يرفعوا الضرائب عن هذه الأدوات، حتى تنخفض أثمانها إلى متناول الشعب، ويصبح الموظف الصغير قادرا على اقتنائها. ولن تنجم عن ذلك خسارة مالية، لأن دخل الحكومة منها أقل من أن يحسب له حساب، فضلا عن أن التوسع في استهلاك الكهرباء كفيل بتغطية الفرق مهما بلغ.
رئيسة التحرير
العدد الثامن أول أغسطس 1955
ساحة النقاش