<!--<!--<!--[if gte mso 10]> <style> /* Style Definitions */ table.MsoNormalTable {mso-style-name:"Table Normal"; mso-tstyle-rowband-size:0; mso-tstyle-colband-size:0; mso-style-noshow:yes; mso-style-priority:99; mso-style-qformat:yes; mso-style-parent:""; mso-padding-alt:0cm 5.4pt 0cm 5.4pt; mso-para-margin:0cm; mso-para-margin-bottom:.0001pt; mso-pagination:widow-orphan; font-size:10.0pt; font-family:"Times New Roman","serif";} </style> <![endif]-->

في مصر طبيبات تخصصن في أمراض النساء، وهذا أمر طبيعي، فمن أولى من حواء بعلاج حواء؟...

لكن في مصر أيضا طبيبات تخصصن في فروع الطب الأخرى، بعد أن ظلت هذه الفروع زمنا طويلا قاصرة على الرجال، دون النساء...

وقد أختارت "حواء الجديدة" بعض الإخصائيات في نقل الدم، وفي طب العيون، وفي أمراض الأطفال، لتقدمهن إلى القراء والقارئات....

الدكتورة زينب السبكي

كانت تنتظر مولود، وأصيبت بنزيف حاد وقرر الأطباء إنها بحاجة إلى دم جديد ينتقل إليها، لكنهم لم يجدوا إلا كمية صغيرة.... وبعد جهود شديدة، نجت الدكتورة زينب السبكي، فأخذت على نفسها عهدا أن تتخصص في الدم، وأن تنشيء أول بنك للدم في مصر...

وفعلا تخصصت الدكتورة زينب السبكي في الدم، ثم أوفدت إلى إنجلترا وأمريكا في بعثة عملية، فلما عادت عينت رئيسة لمركز نقل الدم بالقصر العيني، ومديرة لأول بنك دم حكومي في مصر، كذلك أنشأت بنكا خاصا بها... وأصبحت تحتل مكانها في العمليات الجراحية الخطيرة، بجوار الطبيب الجراح، وطبيب البنج، إذ أصبح لنقل الدم نفس الأهمية التي للبنج...

ومن طريف ما تذكره الدكتورة زينب السبكي ذلك الرجل الذي جاءها بولده الوحيد المشرف على الموت، فأنقذت حياته بما نقلت إليه من دم... فأقبل الرجل عليها يقبل يديها، وأخرج من جيبه حفنة من النقود، وضعها على مكتبها، ثم خلع ساعة يده، وقال لها:- الفلوس شوية... ولكن ليس معي غيرها... فخذي هذه الساعة.... بل خذي روحي أيضا!

فردت إليه الساعة، والنقود، والدموع تطفر من عينيها فشعار زينب السبكي مكتوب في لوحة معلقة خلف مكتبها: "الله في عون العبد ما دام العبد في عون أخيه"

الدكتورة عائدة رفعت

وهذه طبيبة أخرى، تخصصت في فن دقيق من فنون الطب، هو طب العيون....

فبعد أن تخرجت الدكتورة عائدة رفعت من كلية الطب عام 1940، قضت أربع سنوات تتخصص في طب العيون، لتساهم في مقاومة الأرماد التي تهدد عيون أبنائنا، وخاصة في الربيع وفي الصيف.... وهي اليوم تبذل جهودا مشكورة في هذا السبيل بمستشفى الأطفال بأبي الريش....

ومما يذكر إن الدكتورة عائدة رفعت متزوجة من طبيب عيون أيضا، هو "الدكتور عثمان يوسف"...

وقد سألتها عن أغرب ما صادفها في حياتها المهنية فأجابت:

-         يصادفنا في المستشفى كثير من الغرائب، والعجائب، تكشف عن صفاء نفس المرأة المصرية، وعرفانها بالجميل.... فذات يوم، تقدمت مني سيدة في نحو الأربعين، ترتدي "الملاية" التقليدية، وقدمت لي قرطاسا من الفول السوداني وهي تقول:

"أيديك كلها خير وبركة... خدي الشوية الفول دول حلاوة شفاء ابني شحاته".....

الدكتورة زهيرة حافظ عابدين

لم تكن تتوقع أن تكون طبيبة، فقد كانت، وهي تطلب العلم بمدرسة الأميرة فوزية الثانوية متفوقة في اللغات وآدابها، مما جعل ناظرتها السيدة " أنصاف سري" تتوقع لها مستقبلا أدبيا باهرا.... وفعلا قيدت أسمها بالقسم الأدبي بالمدرسة، ثم خطر لها أن تدرس الطب فنقلت أسمها إلى كشف طالبات القسم العلمي ونجحت زهيرة في البكالوريا قسم علمي، وكانت أولى الناجحين والناجحات جميعا.....وقد تخرجت في كلية الطب عام 1942، وتخصصت في أمراض الأطفال، ثم سافرت إلى لندن لتستكمل تخصصها... وهي أول مصرية تشغل وظيفة "مدرسة" في كلية الطب، ولم تكن ترقيتها من وظيفة معيدة إلى وظيفة مدرسة من الأمور الهينة، فقد أعترض الكثيرون على هذه السابقة، ولولا مناصرة الدكتور ابراهيم شوقي، والدكتور خليل عبد الخالق لزهيرة ليست من الحصول على حقها في الرقية...

ولا تنسى الدكتورة زهيرة ذلك اليوم الذي جاءها فيه عمدة قرية من القرى المتاخمة للقاهرة، بطفل مريض بالالتهاب السحائي، موشك الموت، ومعهما عدد من النساء المحجبات يبكين، ويندبن.... لكن الطفل شفي، واعتاد العمدة أن يزورها ومعه الطفل من حين إلى حين، وكأنما يزور ولية من وليات الله...

الدكتورة أنيسة الحفني

قرينة الدكتور نور الدين طراف، وزير الصحة... وقد تحصصت في طب الأطفال، هي أيضا، وتعمل اليوم طبيبة بمستشفى الأطفال بأبي الريش....

وقد تزوجت من الدكتور نور الدين طراف وهي بعد طبيبة أمتياز، ولها الآن ولدان هما " يحيى"، وقد بلغ الثانية من عمره،" وهشام" ولم يتجاوز الشهر السادس بعد وهي أم مثالية، ورياضية تمارس التنس مع قرينها الذي يعتبر في مقدمة لاعبي التنس بمصر...

وتقول الدكتورة أنيسة الحفني أنها اختارت مهنة الطب لميلها الشخصي إلى هذا الفن الإنساني الرفيع، ولاعتقادها أن الطب من أقرب المهن إلى طبيعة المرأة.

وحين قابلناها بمستشفى أبي الريش، كانت تتمشى مع طفلة صغيرة، تداعبها في عطف وحنان، وقدمتها إلينا قائلة:

- هذه صديقتي الصغيرة.... فقد جاءتنا منذ عامين، مريضة بلين المفاصل، تحملها أمها بين ذراعيها، وها هي اليوم تزورنا سائرة على قدميها... وأني بشفائها لسعيدة!....

 

المصدر: أمينة السعيد - مجلة حواء

ساحة النقاش

hawaamagazine
مجلة حواء أعرق مجلة للمرأة والأسرة المصرية والعربية أسسها إيميل وشكرى زيدان عام 1955، وترأست تحريرها الكاتبة أمينة السعيد، ومن يوم تأسيسها تواكب المجلة قضايا وهموم المرأة والأسرة المصرية والعربية. »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

22,847,848

رئيس مجلس الإدارة:

عمر أحمد سامى 


رئيسة التحرير:

سمر الدسوقي



الإشراف على الموقع : نهى عبدالعزيز