<!--<!--<!--[if gte mso 10]> <style> /* Style Definitions */ table.MsoNormalTable {mso-style-name:"Table Normal"; mso-tstyle-rowband-size:0; mso-tstyle-colband-size:0; mso-style-noshow:yes; mso-style-priority:99; mso-style-qformat:yes; mso-style-parent:""; mso-padding-alt:0cm 5.4pt 0cm 5.4pt; mso-para-margin:0cm; mso-para-margin-bottom:.0001pt; mso-pagination:widow-orphan; font-size:10.0pt; font-family:"Times New Roman","serif";} </style> <![endif]-->

نشرنا في عدد مايو الماضي، تحت هذا العنوان، مشكلة فتاة حائرة، تعمل ممرضة بمستشفى مع جراح كبير، فقد زوجته الجميلة، العريقة الأصل، ويعيش مع ابنته سونيا، وهي فتاة في عمر الزهور، ومع أخته التي تدير شئون قصرهما الكبير، وتشرف على تربية سونيا في حزم وشدة، وتتحكم في تصرفات أخيها تحكما واضحا....

والتقت زكية، الممرضة اليتيمة، بسونيا سليلة المجد، وتوطدت بينهما الصداقة، فكثر تردد زكية على القصر، ونشأ بينها وبين الجراح النابة حب صامت، فقررت شقيقة الجراح أن ترسل سونيا إلى سويسرا لتتم تعليمها... وبهذا الطريقة تبعد زكية عن القصر، وعن أخيها...

وزكية حائرة.. هل تتزوج الجراح الكبير، رغم ما بينهما من فروق في السن، وفي النشأة، وفي الثقافة والمركز الاجتماعي؟... أم تدفن عواطفها في قلبها، وتختفي من حياته إلى الأبد؟...

هذه هي مشكلة زكية، وقد استجاب لرجائنا أصدقاء" حواء الجديدة" وصديقاتها، فأبدوا رأيهم في الموضوع مشكورين، وأتتنا ردود كثيرة، من مصر والسودان، ومن سوريا ولبنان وشرق الأردن والعراق، والحجاز، بعضها مطول، وبعضها مطول جدا، وجميعها تفيض عطفا على زكية، وتقديرا لها....

واختلف القراء في الرأي....

فبعضهم يرى أن تطوي الفتاة صدرها على حبها، مستعينة بالصبر، فاختلاف االبيئة، واختلاف الثقافة، واختلاف المركز الاجتماعي مما يجعل الحياة الزوجية مليئة بالأشواك والمصاعب....

ثم كيف تقبل زكية أن تصبح زوجة أب؟ ولمن؟... لصديقتها العزيزة سونيا!... ستفقد ولا ريب صداقة سونيا، وتنشب بينهما عداوة سافرة من الخير أن تتجنبها  زكية، فنتيجتها غير مضمونة، ولا مأمونة، خاصة حين تضم سونيا جهودها إلى جهود عمتها، وتشنان على زكية حربا عنيفة لا هوادة فيها ولا رحمة، وتستعينان على زكية بما لهما من حسب ونسب وبالطبقة الاجتماعية التي تنتسبان إليها....

وإذا كانت زكية تقول "أين أنا منه؟.... حشرة أو أقل من حشرة خادمة وشبه خادمة...." فإن هذا الشعور بالنقص كفيل بأن يقوض سعادتها، إن عاجلا وإن آجلا....

هذا أذن زواج لا يبشر بالخير، فلا داعي له.... " وخير لهذه الحائرة أن تكون أشد تبصرا بواقعها، وأكثر إدراكا لماضيها، وأكثر فهما لمستقبلها وأن تسعى جهدها لتنتقل من هذا المستشفى إلى مستشفى آخر، تعمل فيه، بعيدة عن هذا المؤثر... وأن ترضى بمن يطلبها من الذين يماثلونها من متوسطي الحال" ، كما يقول الأستاذ مرشد خير الله، بحلب... ثم هل يحبها الجرح حقا؟

تؤكد الأنسة عنايات عبد الغني عبد الرحيم، بالاسكندرية، إن ما يشعر به الجراح الكبير نحو زكية " هو مجرد عطف أبوي، فهو ينظر إليها نظرته إلى أبنته تماما. ويظهر أن شقيقته تعامل ابنته معاملة قاسية، مما جعله يختار الممرضة صديقة لها، تؤنسها، وتسري عنها، خاصة وهي في مثل سنها..."

كذلك ترى الأنسة ابتهاج أحمد حنفي المدرسة بمدرسة معهد البنات الإعدادي بالقاهرة، أن ما قدمته زكية من براهين "لا يكفي للحكم على أن الجراح يحبها فعلا، وألا لتقدم إليها طالبا يدها، رغم عجرفة أخته، فالحب الصادق العميق يسخر من الحواجز، ويتخطى العقبات..."

لكن أغلب القراء يرون أن الدكتور يحب ممرضته، بدليل أن أخته المتحكمة المتعجرفة أرادت أن تفرق بينهما، فأبعدت سونيا إلى سويسرا كذلك يرون أن الفروق الاجتماعية أصبحت وهما من أوهام الماضي، لا يجوز أن يتحكم في حياتنا وفي مستقبلنا، ويحرمنا من السعادة...

وقد عبرت عن هذه المعاني أجمل تعبير السيدة روحية حامد نبيه التي فازت بالجائزة الأولى، وقد جاء في رسالتها: نعم يا أختاه هذا الرجل من حقك

ولكن دعيني أهمس في أذنك: لماذا لا تثقين في نفسك؟ وتؤمنين بها؟ إنك تجهدين نفسك كثيرا لتنظري أمام رجلك كبيرة ناضجة وهذا هو الشعور بالنقص. أتركي نفسك على طبيعتها. وأظهري بمظهرك الحقيقي ودعي عنك هذه الأوهام التي "تؤرق ليلك وتسود صفحة نهارك" وأتركي هذه الوساوس التي تقض مضجعك، وهذه الأحلام والأخيلة التي تجسم لك الصفير، وتجعل من الحبة قبة.

تسلحي بالثقة يا فتاتي، تذلل لك الصعاب وتفتح الأبواب ولك من براءتك الطاهرة، وحبك العميق، ومكارم أخلاقك ما يرفعك إلى مستوى رجلك المعبود، ويجعلك ندا له وكفؤا

كلاكما يا صغيرتي متم للآخر: فأنت بشبابك الفض، وجمالك المطبوع وهو بتجاربه المستنيرة، وحكمته البالغة تؤلفان مما لحنا دائما من ألحان السعادة والهناء

لا تتركي هذا الآله يا فتاتي تفتله الوحدة، ويضئية الألم. فتزوجيه وأبذلي له من حبك وأخلاصك وشبابك، وأخرجيه من حرمانه، وأنقذيه من كآبته، وأطرحي عنه هذه الشيخوخة المبكرة. وأجعلي من قصره الموحش الكئيب جنة وأرفة الظلال، مورقة الأغصان، وأملئية بالحركة والنشاط والحياة. وكوني له الوفية الملهمة يصنع الأيات، ويأتي بالمعجزات.

أما شقيقته فقابلي استعلاءها بالتواضع، وتزمتها بالحكمة، ونفورها بالرحمة، وبعدها بالقرب. وتجردي من الحقد والغضب. فإذا الشقة قد قصرت، والحواجز قد هوت. وإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم.والزمن معنا يا فتاتي، معنا نحن أبناء الشعب. فقد أضاء الفجر وتقاربت الطبقات، والتقت الجماعات، وكلنا في ظل الجمهورية سيد.

 

المصدر: أمينة السعيد - مجلة حواء
  • Currently 33/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
11 تصويتات / 499 مشاهدة

ساحة النقاش

hawaamagazine
مجلة حواء أعرق مجلة للمرأة والأسرة المصرية والعربية أسسها إيميل وشكرى زيدان عام 1955، وترأست تحريرها الكاتبة أمينة السعيد، ومن يوم تأسيسها تواكب المجلة قضايا وهموم المرأة والأسرة المصرية والعربية. »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

22,847,875

رئيس مجلس الإدارة:

عمر أحمد سامى 


رئيسة التحرير:

سمر الدسوقي



الإشراف على الموقع : نهى عبدالعزيز