دخل والد محمد عليه حجرته وجده يفكر وأمامه بعض الأوراق، ولكن لاحظ عليه التشتت.. وعندما سأله عن السبب .. قال محمد كلفتنا مدام سعاد بكتابة موضوع انشاء عن حرب أكتوبر .. وقالت لنا يجب أن يعاهد كل منا نفسه على أنه مستعد على فداء وطنه ورفع لوائه ومجده، لأن وطننا منبع الأمن والاستقرار لنا .. فقاطعه والده هذا كلام جميل ولولا خوف مدام سعاد من انتهاء وقت الحصة .. لتكلمت عشرات الحصص فرد محمد باندفاع .. ولكن يا والدى فى كل عام نتكلم، عن انجازات الجيش المصرى وكيف استطاع الانتصار .. لو تدرك يامحمد لولا انتصارنا واسترداد مرامتنا وأرضنا المحتلة لكنا ومازلنا نكافح حتى الآن ونكافح حتى نسترجع مثلا شرم الشيخ مدينة السلام التى نستمتع بها ونفخر بها ليس وحدنا ولكن يوفد اليها السائحون من كل مكان .. فكيف لا نفرح ونفتخر كل دقيقة بالأمجاد.. ولأننا عبرنا خط بارليف الحصين فى ست ساعات.. وعادت بعدها العزة والكرامة للشعب المصرى بل لكل العرب فهل لا يكفى كل هذا أن تشيد أنت وزملاؤك بل جيلك كله بما صنعه أبطالنا فداء للوطن .. إنه منبع العلم والحضارات منذ مئات السنين .. واستأذن محمد من والده حتى يستكمل موضوعه ، وقرر فى نفسه شيئا .. أخرج ورقة كبيرة وبدأ يكتب عليها كل خطوة من بداية الحرب حتى أن رفع جنودنا الأبرار علم مصر على سيناء وأرضنا الحبيبة ورسم أيضا منظر الجنود وهم ينتقلون فرحين مهللين إلى الضفة الأخرى .. وعندما ذهب فى اليوم التالى الى المدرسة وهو فخور بكونه مصرىاً يرفع رأسه عالياً مثلما رفع الأبطال علم مصر يرفرف فى سماء الحرية وعندما طلبت مدام سعاد أن يطلعها كل من التلاميذ عن ماذا فعل أخرج محمد من حقيبته ورقة كبيرة عليها تعبير عن المعركة برسوم واضحة وملونة ومعبرة وسطور حكى فيها ودون بحماس امجادنا وفرحت به مدام سعاد .. وقالت لكل التلاميذ هذه الورقة من يراها يشعر وكأن محمد كان جنديا من أبطال المعركة .. وهذا يعنى أنه يحس بكل قطرة دماء سالت من أجل أرضنا الحبيبة.. هنا تذكر خطأه الشديد فى بداية الأمر وأنه يحتاج الى عشرات الأوراق والأقلام حتى يفى أبطالنا حقوقهم هو وكل من يعيش على أرض مصر.
ساحة النقاش