مع فوز العالم البريطانى روبرت إدواردز بجائزة نوبل للطب لعام 2010 عن دوره فى تطوير علاج العقم وما عرف بأطفال الأنابيب، وكان لمجلة حواء سبق أجراء حوار صحفى معه فى أول زيارة له لمصر فى مارس 2008 .. فى إطار تكريم مصر له من خلال مركز سوزان مبارك لصحة وتنمية المرأة بالشرق الأوسط والذى ترأس مجلس أمنائه السيدة الفاضلة سوزان مبارك.
وهذا هو نص الحوار الذى تم نشره مع رئيسة التحرير:
فى حياته خاض معارك كثيرة حتى استطاع أن يكسب ثقة العالم فى اكتشافه العلمى الذى ظل يصارع من أجله أكثر من 50 عاما يتهمونه خلالها بالجنون ويرفضون مجرد سماع الفكرة والبداية كانت مختلفة عن النهاية فقد ولد العالم الإنجليزى روبرت إدوارد الأستاذ بجامعة كمبريدج عام 1925 وبعد عشرين عاما جاء لأول مرة الى مصر ومنطقة الشرق الأوسط جنديا فى الجيش الإنجليزى فى الحرب العالمية الثانية .
ويعود بعد انتهائها ليعمل بمجال الزراعة واستزراع الحبوب التى درسها وتخصيص فيها وقام بأبحاثه عن استزراع البذور بعيدا عن التربة فى أوساط أخرى صالحة .. ولكن بعد أن استغرقته الفكرة تساءل : لماذا لا يطبقها على «بذور الإنسان» الذى لايستطيع أن يكمل سعادته بالإنجاب، وبدأ فى تغيير مسار حياته فى عمر الخامسة والثلاثين عام 1960 ليدرس الطب البشرى وعلم الأجنة ويصبح أكثر تعاملا وتفاعلا مع عالم الطب .. وفكر لماذا لا يقوم بنقل بويضة خارج الرحم ويتم تخصيبها بالحيوان المنوى فى حالة عدم القدرة على الإنجاب والحمل الطبيعى داخل الرحم .
ولكنه عندما شرح الفكرة بكل حماس للدكتور واتسون العالم الحائز على جائزة نوبل فى الطب ومكتشف الحمض النووى للإنسان فوجىء أنه يتهمه بالجنون ويثور عليه .
مساندة الزوجة
ولكنه لم ييأس وشجعته زوجته الذكية على الاستمرار فهى تؤمن بقدرة زوجها ورغبته فى محاولة مساعدة من لا أمل لهم ، فاستمر فى تجاربه وأبحاثه على الفئران ونجحت الفكرة فأقنع العالم «باتريك سيتبتو» جراح المناظير وكان قد رفض الفكرة من قبل واتهمه أيضا بالجنون .
وبدأ فى إجراء التجارب من جديد على الفئران ثم على الممرضة التى وافقت رغبة فى الإنجاب ونجحت اختبارات الحمل الأولية ولكن لم يكتمل للنهاية فأعاد المحاولة عدة مرات حتى نجحت أخيرا لتخرج إلى الدنيا أول طفلة أنابيب فى مثل هذه الأيام من ثلاثين عاما 1978 وكانت «لويز براون» فكان الحدث التاريخى الذى أذهل الجميع بمولدها وليتصدر الصحف العالمية والأوساط العلمية فيحدث ثورة فى عالم الطب وليعطى الأمل المفقود لمن حرموا نعمة الإنجاب ليصبح اكتشافا عالميا ونصرا وثورة على العقم .
ولتكبر الطفلة لويز وتصبح فتاة جميلة تحب وتتزوج بل وتنجب مولودا جميلا طبيعيا لتجيب على ما كان يردده البعض من أنها لن تكون طفلة طبيعية بل ستكون مختلفة وتأتى حياتها وحملها وولادتها الطبيعية برهانا على مزاعم المتشككين ، وتعيش حاليا وتعمل فى توزيع البريد فى مدينة بريستول البريطانية.
وليولد أكثر من مليون طفل أنابيب بعدها فى كل أنحاء العالم لأزواج يعانون من مشكلات تحول دون الإنجاب الطبيعى سواء من عدم جدوى العلاج بالداء أو جراحة المناظير فى علاج التصاقات الأنابيب أو العقم لسنوات تعدت عشر سنوات للزوجة أو وجود مشكلات خصوبة بالزوج .
ويؤكد دكتور إدوارد على أن نسبة نجاح طفل الأنابيب تزيد من زيادة المحاولات وتكرارها ففى حالة عدة بويضات من الزوجة وتخصيبها من الزوج تتزايد نسبة النجاح الى 70% وكلما كانت لجنين واحد أصبحت النسبة 25% .. وهكذا .. لهذا أصبح لدينا التركيز على عدد من البويضات أكبر ونقلها للرحم بعد تخصيبها مما أوجد لدينا ظاهرة التوائم المختلفين لبويضات مختلفة وهو ما قد يسبب اجهادا على الأم وصحتها والأجنة ويحتاج لرعاية كبيرة أيضا، هذه العمليات مكلفة جدا ولا يقدر عليها إلا من تخطوا السن الصغيرة مما يقلل من نسب النجاح وإن كانت هناك حالات قد تنجح فى سن أكبر .
وعن التساؤل الذى يواجهه دائما أطفال الأنابيب من أنهم عرضة لأن يكونوا أطفالاً مشوهين إلا أن هذا غير صحيح لأنه يتم اختيار وانتقاء البويضات السليمة تماما من حيث الجين والكروموسومات المكونة لها وللحيوان المنوى وبذلك تكون النسبة أكبر فى إنجاب أطفال طبيعيين .
وبذلك العالم كله يحتفى بالعالم الذى قدم اكتشافه للبشرية وحقق حلما كان أشبه من قبل بالمستحيل ليصبح حقيقة واقعية تسعد ملايين الأسر فى شتى بقاع الأرض من خلال اكتشافه العبقرى «طفل الأنابيب» ليكرمه العالم ويضعه فى مصاف أحد كبار علماء العالم فى العصر الحديث ليكتب اسمه فى سجل التاريخ مع مارى كورى مكشتفة الراديوم واليورانيوم، ونيوتن والجاذبية الأرضية، واينشتاين والذرة .
وفى مصر كان تكريمه للمرة الثانية مع مرو 30 عاما على مولد لويز براون أول طفلة أنابيب قدمها للعالم، وكان لحواء فرصة الالتقاء به ولى شرف هذا الحديث معه فى حفل تكريمه بمكتبة الاسكندرية الذى أقامه له مركز سوزان مبارك لصحة وتنمية المرأة بالاسكندرية كمركز اشعاع حضارى يتواصل مع علماء العالم ليقدم كل ما هو جديد لصحة المرأة وعلاج ما يحول دون سعادتها كزوجة وأم وإنسانة .
أما هو فيردد باعتزاز «إن مصر هى الحضارة التى يعرفها كل العالم وعلماؤها أمثال د. أحمد زويل وغيره الكثيرون نفتحر بهم .
أما أطباء وعلماء مصر فلقد تفوقوا بأطفال الأنابيب وأنا أعتز بهم كأبناء لى»
ساحة النقاش