عندما جاءني صوتها.. تراقصت الصور أمام عيني.. وهي تمتطي الجواد وحمدي غيث يقول لها في «صلاح الدين»: «الأخت لويزا تستطيع الانصراف الآن». وقفزت صورتها والعندليب يحكي لنا كيف أن الشوق غلبه لولا ضحكتها الحلوة في (الحلوة) انها الحلوة القديرة الرائعة الذهبية قلباً وقالباً نادية لطفي.. لا أعرف لماذا شدنا الشوق إليها من جديد.. لكن أعرف أنه عندما ينتشر الغش نعود إلي الثمين.. نعلن أن الضجيج أهلكنا ونريد بعضاً من نسائمه نجلس إليه نعيشه حباً حقيقياً فالحلوة رغم السنين مازالت حلوة تسكن والله في القلب.

نحن نعرفك كأروع نجماتنا حتى الأن.. لكن لو حدثتنا عما لا نعرفه عن بولا محمد شفيق؟

تضحك ضحكتها المميزة..

- هل مازال أحد يرغب فى معرفتى.

ياسلام.. نادية لطفى أحد أعمدة فننا السينمائى لا جدال وستظلين؟

- والدى كان محاسباً من الصعيد تحديداً من مدينة قنا وأمى من مدينة الزقازيق كانت لى هوايات عديدة فى طفولتى الرسم والكتابة و.. و.. أعشق الفن بكل أنواعه لكن القيود الصعيدية كانت تمنعنى من العديد من الانطلاقات فى ممارسة هذه الهوايات رغم أننى فى طفولتى مارست التمثيل على مسرح المدرسة فى دور (أوفيليا) فى «هاملت».. المهم أن الزواج كان منقذاً لى فى هذه الفترة لأمارس هواياتى (على كيفى) وتزوجت وأنا فى الثامنة عشرة من القبطان البحرى «عادل البشارى» والد ابنى الوحيد «أحمد عادل البشارى» خريج كلية التجارة ويعمل بأحد البنوك.

وكيف جاء التمثيل؟

- كنت أحضر حفل رأس السنة مع زوجى عند صديقه المنتج «چان خورى» وكان من ضمن المدعوين المنتج الكبير رمسيس نجيب الذى ظل يراقبنى طوال السهرة إلى أن تجرأ وتحدث مع زوجى الذى كان شاباً متفتحاً وتصورى أنا التى عارضت في أن يقدمنى رمسيس للسينما.. لكن أصر حتى وافقت وذهبت وكانت بطولتى الأولى فى دور (الصحفية) فى فيلم «سلطان» أمام فريد شوقى ونجح الفيلم وانطلقت.

فى هذه الفترة نهاية الخمسينيات كان ظهور سعاد حسنى أيضاً؟

- هذه حقيقة.

سعاد فى حياتك؟

- سعاد كانت أكثر من صديقة.. تصوروا وقتها أن بيننا منافسة وصدقينى وبعد هذا العمر وهى فى ذمة الله الأن أقول أبداً كان ما بيننا صداقة وحباً كبيراً.. أنت لا تملكين أمام رقتها وبساطتها وقلبها المفتوح إلا أن تحبيها.. ورغم أنه جمعنا أكثر من لقاء سينمائى مثل «السبع بنات» و«للرجال فقط».. لكن ظل الناس يقولون «تتنافسان» وظللنا نحن ننمى علاقتنا الجميلة فالدنيا لن تعطينا كل يوم سعاداً جديدة.

رأيتك فى المطار ليلة وصول الجثمان وأنت منهارة؟

- لا.. لا يمكن سعاد تنتحر.. كنت مذهولة.. عندما قالت لى «نجاة» انهم يقولون

انها انتحرت صرخت (إلا.. دى) سعاد كانت شخصية جميلة وايمانها بربها كبير.

كنت صديقتها وصديقة العندليب..اشهدى على هذا العصر.. هل تزوجا؟

- صدقينى نحن كنا أسرة واحدة نجتمع كثيراً عند احسان عبدالقدوس أو كامل بك الشناوى وكلنا أخوات.. قد يكون جمع شىء بينهما فى فترة ما.. فالحياة جميلة والقلوب شابة وحليم وسعاد من أجمل الكائنات الفنية أن صح التعبير لكن لا أستطيع أن أقول زواجاً من عدمه والله لا أعرف.

قدمت كم فيلماً مدام نادية؟

- حوالى سبعين أولها «سلطان» سنة 1958 واخرها «الأب الشرعى» سنة 1988 .

من الذى أطلق عليك نادية لطفى؟

- كانت مدام فاتن أدت شخصية فى (لا أنام) اسمها نادية لطفى فى هذه الآونة وكان اسمى (الخواجاتى) تعابهم جداً.. فقرر استئذان (احسان عبدالقدوس) مؤلف «لا أنام» وأخذت اسم بطلته.

استأذنوا احسان!!

- آه.. زمان كنا فى غاية الرقى لا نسطو على أى شىء حتى لو كان مجرد اسم فى رواية.

لماذا لم تنتجى للسينما إلا فيلماً واحداً وثائقياً تقريباً «سانت كاترين»؟

- فيلم تسجيلى.. كنت مبهورة بالموقع وموجوعة بالذى يحدث.. فقد أنتجت الفيلم بعد حرب 73 مباشرة وكان تجربة جميلة ومشرفه لى.

أنت معروفة بوطنيتك الشديدة.. ومواقفك مع القضية الفلسطينية معروفة؟

- أنا أعشق وطنى علمنى أبى أن من بلا وطن ولا موقف فهو سيأتى الدنيا ويرحل دون أن يشعر به أحد.. وأنا وجعى الدائم فلسطين.. أموت عندما أشاهد الاغتيالات والاغتصابات..اخر تقاليع العدو والأخ نتانياهو يقول: أن المسجد الابراهيمى وبعض الآثار الإسلامية فى فلسطين لابد ان تنتسب لإسرائيل.. قولى لى أنت.. كيف نحتمل هذا؟ أن الصلف والجنون أصبح فى أقصى درجاته.. عندما قابلت الرئيس الراحل ياسر عرفات وقد حدث هذا أكثر من مرة قال لى: سيدة نادية نحن نشكرك.. فقلت له: سيدى الرئيس نحن معك وعندما قذفوا القدس كتبت مقالة فى صحيفة لبنانية مطلعها قصيدة فيروز عن القدس: ياقدس عيوننا إليك ترحل كل يوم».

لك عمل مسرحى واحد.. وعمل تليفزيونى واحد؟

- اه وولد واحد.. وبيت واحد.. وقلب واحد.. وضمير واحد.. أنا لست تعددية. المسرح بعد أن قدمت مسرحيتى الوحيدة (بمبة كشر) أرهقت كثيراً خاصة أنه كان لدى ارتباطات سينمائية كثيرة فى هذا الوقت أما التليفزيون قدمت فيه مع كرم مطاوع (ناس ولاد ناس) ولم أعاود التجربة ولم يعرضوا على شىء بعدها.

  كيف ترين سينما اليوم؟

- فتطلق ضحكتها قائلة بمرح:

وحياة أبوكى بلاش السؤال ده.

لماذا؟

- من غير لماذا.. أنا لا صلة لى بسينما اليوم وان صادفت وشاهدت أحزن.. وأحياناً وبدون قسم أبكى.

  لا طبعاً هناك تجارب بها بعض الجمال لكن قليلة جداً مثل (ولاد العم) فيلم أعجبنى جداً.

حصلت على العديد من التكريمات ما أعزها لقلبك؟

- والله الحمد لله.. لكن يظل التكريم الأروع فى حياتى تكريم مصر وشعبها لى بحبهم الباقى حتى اليوم.

كيف تعيشين حياتك الان؟

- والله سعيدة ومرتاحة مع ابنى وأحفادى وصديقاتى ونشاطاتى فأنا عضو فى أكثر من جمعية والحمد لله مع زملائى نقدم مافى استطاعتنا فأنا لا أحتمل دموع أحد ولا الام أحد نحاول نذهب هنا وهناك نستخرج التصريحات.. ونخفف آلام ونمحو الدموع والله معنا.

يقولون عنك الذهبية نادية لطفى وأنا أقول الحلوة داخلياً وخارجياً نادية لطفى؟

تبتسم:

- وأنا أشكرك 

 

المصدر: منال عثمان - مجلة حواء
  • Currently 69/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
22 تصويتات / 1400 مشاهدة

ساحة النقاش

hawaamagazine
مجلة حواء أعرق مجلة للمرأة والأسرة المصرية والعربية أسسها إيميل وشكرى زيدان عام 1955، وترأست تحريرها الكاتبة أمينة السعيد، ومن يوم تأسيسها تواكب المجلة قضايا وهموم المرأة والأسرة المصرية والعربية. »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

22,840,717

رئيس مجلس الإدارة:

عمر أحمد سامى 


رئيسة التحرير:

سمر الدسوقي



الإشراف على الموقع : نهى عبدالعزيز