يأتى اشتعال موسم الانتخابات البرلمانية لمجلس الشعب من المرشحين ودخول الكثير من النساء للترشيح بالكوتة على 64 مقعدا مخصصا للمرأة فقط فى منافسة فيما بينهن على مستوى محافظات الجمهورية وأيضا على مستوى منافسة عامة مع الرجال على بقية مقاعد المجلس .. وفى كل الحالات المنافسة شرسة وعلى اشدها لكسب أصوات الناخبين من النساء والرجال.. ففى دوائر كثيرة نكتشف إقبالا متزايدا من بنات حواء على صناديق التصويت فهل أصبحت المرأة أكثر وعيا فى ممارسة حقها لاختيار من يمثلها؟ بل إن الجميل أن هناك فى الدوائر الانتخابية فى محافظة الوادى الجديد وسيناء وبعض محافظات الصعيد نجد نجاح المرأة كمرشحة بعد أن أثبتت وجودها فى العمل الاجتماعى والعمل المحلى لخدمة مجتمعها فاكتسبت تأييد أهل دائرتها.. ونجد أن زوجها وعائلتها تدفعها بالتأييد فى كثير من الاحيان أمام إرادتها القوية وتصميمها ..

ولكن هل هذا واقع كل المرشحات من السيدات بالطبع نجد هناك أخريات يجدن الكثير من التحديات والصعوبات فى كسب تأييد الناخبين والناخبات.. لذا عليهن أن يثبتن أنفسهن بما يقدمن من خدمات لمن حولهن.. بعد أن تمرسن فى العمل العام وتدربن على خوض التجربة الانتخابية التى يقدمها المجلس القومى للمرأة بفروعه المنتشرة بكل المحافظات.. وهنا والأهم على الأحزاب أن تساند المرأة المصرية وتمثلها بالشكل الذى يتناسب مع وجودها وقيمتها فيما تقدمه لخدمة المجتمع .. وأن تحسن اختيار الكفاءات من بين السيدات.. حتى تكون واجهة مشرفة حقيقية قادرة على أن تقوم بالدور المهم الذى ينتطرها كبرلمانية .. تمثل الشعب ككل وليس فقط أبناء دائرتها .. وعلى رجال الدين أن يكونوا منصفين بما يحضنا عليه صحيح الدين فى الأديان السماوية من المساواة بين الذكر والأنثى فى الحقوق والواجبات لا فرق بينهما إلا بالتقوى والعمل الصالح .. وأنهم أولياء بعض كما ذكرت الآيات .. ومكملين ومكلفين معاً بإعمار الحياة لا غنى عن أحدهما ولنتخذ من الدور الذى كانت تقدمه المرأة فى أيام الرسول عليه الصلاة والسلام عبرة من الإقبال على الدعوة بالمبايعة لا فرق بين رجل وامراة وفى تعلم الدين وتعاليمه ونقل ما يدعو إليه رسولنا الكريم كما قال عن السيدة عائشة رضى الله عنها : «خذوا نصف دينكم عن هذه «الحميراء» . وفى عهد عمر بن الخطاب ولى سيدة أمور السوق.. وأمور كثيرة من مواقف مشرفة على مر التاريخ أمثال خير نساء العالمين السيدة مريم العذراء والسيدة هاجر .. وما أصبحت عليه المرأة الآن من نجاحات فى كل ميادين الحياة .. وما وصلت إليه من العمل السياسى .. بكفاءتها من عمدة ورئيس مدينة .. ومن اختيارها لرئيس للجامعات المصرية المختلفة العريقة.. وبعد أن نجحت كعميدة للعديد من الكليات وأستاذة جامعية تخرج على يديها الخريجين الأكفاء من الشباب والفتيات .. بعد أن وصلت إلى وزيرة ناجحة لوزارات مهمة وسفيرة تمثل بلادها بنجاح وتحصل على التقدير الدولى وبعد أن كانت أول عربية تدخل البرلمان عام 1957 وبالانتخاب الحر وباكتساح راوية عطية عن الجيزة وأمينة شكرى عن الأسكندرية .. فكيف أصبح يسبقنا كل البلدان العربية فى المشاركة بتمثيل نسبة كبيرة للمرأة داخل البرلمان تصل الى 25% .. ولنتراجع نحن من أجل الموروثات الثقافية الاجتماعية التى تقف دون المرأة .. أما آن لنا أن نعطيها الفرصة ثم نحاسبها.. أما آن لنا أن نعرف ما الذى قدمته البرلمانيات المصريات حقيقة داخل برلمان الشعب والشورى خلال الدورات العديدة السابقة .. لماذا لا نلقى الضوء ونعيد عرض هذه الأدوار المهمة على المجتمع ونركز عليها .. من خلال برلمانيات بذلوا كل الجهد وأفنوا العمر من أجل خدمة المجتمع وهذا دور الإعلام أيضا ولنبرز نجاحات المرأة وقيمتها فى كل أرض مصرية من الفلاحة إلى العاملة الى الطالبة المتفوقة إلى نجاحاتها فى كل مجالات الحياة وقدرتها على الجمع بين نجاح أسرتها وأبنائها وعملها بمساندة وتشجيع زوجها .. فهما معاً من أجل أسرتهما ومجتمعهما .. وهنا نقول صوتك أمانة لمن يستحق أن يمثلك دون تمييز.

فى الدروس الخصوصية.. فلنحسبها صح

وهناك أمور كثيرة فرضت نفسها على حياتنا لتصبح محور اهتمامنا هذه الأيام.. سواء إرتفاع الأسعار.. أو استغلال المدرسين لأزمة الكتب الخارجية فى رفع أسعار الدروس الخصوصية .. وأيضا الملازم التى يعدونها بأنفسهم لتقدم لأبنائنا الطلبة بأسعار مضاعفة عدة مرات عن سعر الكتاب الخارجى ليصبح الأبناء والأهالى هم الضحايا.. وكأن هؤلاء المدرسين من أباطرة الدروس الخصوصية لايكفيهم مايحققون من مكاسب على حساب الأهالى دون رحمة وتناسوا بأنهم أولاً آباء وأمهات .

وفى هذه المسألة لماذا لا نخلق لأنفسنا الحلول البديلة لتلك المشكلة الأزلية التى أصبحت تهدد حياتنا الأسرية بما نحتاجه من ماديات تفوق قدراتنا وميزانية بيتنا ومهما سعينا لزيادة محدودية دخولنا .. فهى أيضا فى تزايد لا يرحم .. لماذا لا نفكر أن نستغل ما يقدم لأبنائنا من البرامج التعليمية التى يقدمها التليفزيون المصرى .. بقنواته المتخصصة وما يضم من أساتذة أفاضل فى كافة المواد وعلى كل المستويات الدراسية .. لماذا لا نستغنى عنهم بهذه «السديهات» التى تسجل تلك الحلقات والشروح ليستمع إليها الأبناء من جديد من خلال شاشات الكمبيوتر التى يعشقونها .. وقد تطورت العملية التعليمية لتصبح بالصوت والصورة والمشاهد الدرامية وأيضا بالأغانى للصغار .. فقط ما علينا إلا متابعة الصغار والكبار للالتزام بمواعيدها ومتابعتها .. لماذا لا نستعين بالأخوة الأكبر سواء من الأبناء فى الأسرة أو الأخوة الأكبر للأمهات والآباء فى مجال العائلة والذين لا يجدون فرص عمل بعد للمساعدة فى هذه العملية.. كل حسب ميوله .. وقدراته ودراسته الأساسية وما يحب أن يقوم بشرحه أو متابعته مع البرامج التعليمية ليصبح الأمر أكثر إلتزاماً وجدية.. ولماذا لا نستغل ونتابع ما يقدم من الملزمات التعليمية التى تقدمها الصحف اليومية أو الملاحق الأسبوعية لأساتذة أفاضل فى شرح المواد الدراسية للشهادات الدراسية الابتدائية والاعدادية والثانوية .. وهى لا تساوى شيئاً بالنسبة لتكلفة الدروس الخصوصية.

مجموعات التقوية

لماذا لا نتجه فى حالات عدم استيعاب الشرح إلى مجموعات التقوية داخل المدارس وتقدم بأسعار -أيضاً- أقل بكثير.. لماذا لا نستعين بكتب تقويم الوزارة التى تم تطويرها.. وهنا علينا أن نوجه دعوة ورجاء إلى رجال العلم من المعلمين والمعلمات لماذا لا نراعى الله فى العمل ونعيد صورة المعلم المتفانى الذى نجل له كل التقدير.

نعترف تماما أن هناك تحديات ومعوقات .. من كثرة الاعداد من طلبة أو تلاميذ داخل الفصل.. وأن الأجيال الجديدة قد يكون بها عدم التزام ولكن مازال هناك ملتزمون مثلما بين المدرسين والمدرسات من أجل أجيال أفضل .. والمدرس هنا دائما فى احتياج بجانب التقدير المادى الذى يساعده على متطلبات الحياة كإنسان .. وقد تم بالفعل انجاز بعض هذه التعديلات فى المرتبات من قبل .. وهو أيضا يحتاج باستمرار للدورات التدريبية الدائمة لرفع كفاءته فى عملية التدريس والتعامل التربوى مع التلاميذ والطلبة .. وكيفية احتوائهم وتشجيعهم واكتشاف المتفوقين والنوابغ من بينهم .. وأيضا الأخذ بيد الضعيف ممن يواجه صعوبات التعليم.

وعلى المدرسة أن تهتم بالنواحى الأخرى التى تساهم فى العملية التعليمية بتشجيع المواهب والقدرات الرياضية والموسيقية والفنية والأدبية ومهارات الكمبيوتر والزراعة وغيرها وتشجيع التنافس بين الطلبة والتلاميذ.. فهذه الأمور تحبب الأبناء فى الدراسة والمدرسة والمدرسين وتنشط العقل وتنمى الذكاء .. وهناك أيضا دور مهم للأسرة لتشجيع الأبناء وليس حرمانهم تحت دعوى أنها تلتهم أوقاتهم وتعطل استذكارهم .. فقط علينا أن نساعدهم على تنظيم الوقت فالجسم السليم فى العقل السليم .. وهى فرصة لاكتشاف قدرات ابنك؛ وابنتك التى تساعده فى تحديد هدفه فيما يحب ويريد أن يكون فى حياته .. حتى يصبح النجاح طريقه .. فقط علينا أن نوجههم ونشجعهم ولا نحبطهم .. ولنتشارك أمهات وآباء وأخوة أكبر فى مسئولية متابعة تعليم الأبناء .. بعيداً عـــــن مشاكل الــــــدروس الخصوصية ومادياتها التى لا يقدر عليها أحد .. خاصة ونحن نرى كثيراً من الطلبة ممن خسروا أوقاتهم مع أموال أهلهم ولم يحققوا شيئآً .. فلماذا لا نعيد حساباتنا ونحسبها صح.

 

 

 

المصدر: رئيس التحرير ايمان حمزة - مجلة حواء

ساحة النقاش

hawaamagazine
مجلة حواء أعرق مجلة للمرأة والأسرة المصرية والعربية أسسها إيميل وشكرى زيدان عام 1955، وترأست تحريرها الكاتبة أمينة السعيد، ومن يوم تأسيسها تواكب المجلة قضايا وهموم المرأة والأسرة المصرية والعربية. »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

22,813,474

رئيس مجلس الإدارة:

عمر أحمد سامى 


رئيسة التحرير:

سمر الدسوقي



الإشراف على الموقع : نهى عبدالعزيز