رويت لك الأسبوع الماضى عن قارئتى ناهد التى قالت أن أجزاء من ثلاثة مسلسلات تليفزيونية رمضانية قد اشتقت أحداثها من حكايتها الواقعية ! وهى مسلسلات «زهرة ، وامرأة فى ورطة، وبرة الدنيا» وعندما قلت لها أن الحكايات كلها مختلفة عن بعضها تماما آثرت أن تحكى لى حكايتها حتى أتبين صدق كلامها وقالت أنها من أسرة مكونة من عشرة أفراد منهم ثمانية صغارهم إخوتها وأب وأم وأحيانا جدتها لأبيها الكل يعيشون فى شقة صغيرة بروض الفرج وأن والدها يبيع الفول المدمس صباحا للناس ويساعده أكبر أولاده وأنها هى الكبيرة فى البنات والباقين فى المدارس وأنها حصلت على شهادة الاعدادية والتحقت بالعمل بعد وساطة أحد الجيران- كممرضة فى مستشفى حكومى كبير وكانت فى العشرين من عمرها تعمل فى قسم الطوارئ عندما نقلت سيارة الاسعاف رجلا مهيبا وسيما إلى قسم الطوارئ مصابا بجلطة فى المخ واهتمت به كثيرا وانقذته من الموت المحقق بنفسها حتى وصل الطبيب وأثنى على عملا وطلب منها رعايته بنفسها فى غرفة العناية المركزة وعندما جاءت زوجته وابنته امتعتضتا من فقر المستشفى وطلبتا نقله الى مستشفى خاص ولامتا السائق الذى نقله إلى مستشفى حكومى عندما وجده مغمى عليه وقال أن مستشفانا كان هو أقرب إليه !

 

 

باختصار طلب الرجل المهيب أن أظل أنا ممرضته الخاصة حتى ولو على حسابه الخاص وخصصوا له غرفة نظيفة مطلة على البحر وجاءوا له بأحسن الأطباء من مصر والخارج ورفض الانتقال من المستشفى الحكومى عندما قلت له: ما اقدرش لأنى موظفة حكومة وحا ترفد اذا سبت الشغل وأهلى يجوعوا لأن ما عندهمش حاجة غير مرتبى !!

واستطردت السيدة ناهد.. الحمد لله عوفي الكبيرالمهيب من مرضه وبالمناسبة كان موظفا معروفا فى الدولة بدرجة وزير وكانت زوجته مستاءة جدا من المستشفى ومن وجودى معه دائما وتنظر إلى بقرف شديد وتطلب منى الخروج عندما تدخل هى وذلك بطريقة مهينة كان تقول لى مثلاً:

- إنتى ماعندكيش دم ؟ اخرجى بره !!

وعندما طلبنى أن أباشر علاجه فى أوقات فراغى من المستشفى فى بيته رفضت رفضا باتا لسوء معاملة زوجته لى .

وعاد الوزير إلى عمله وظل يتردد على المستشفى لكى يكشف عليه أطباؤه وظللت أفرح من قلبى عندما أراه ولم أنس مطلقاً أول مائة جنيه رأيتها فى حياتى وكانت هدية منه لى فى العيد الكبير !

ثم جاء الوزير إلى المستشفى وأرسل سائقه لكى يستدعينى من الدور الثانى وطلب منى أن أستأذن من رئيستى من أجل مشوارهام وفعلا ارتديت ملابس الخروج وجلست الى جواره فى السيارة فقال للسائق : على روض الفرج يا حسن !

وأصَّر على أن يذهب إلى بيت أهلى ويقابل أبى ويطلبنى للزواج منه وعمت الفرحة ولا أصدق نفسى وجاءوا بالمأذون وتم عقد قراننا فى التو واللحظة وترك الوزير مبلغ الف جنيه لكى يدفع ديونه ويشترى ما يشاء وأعطاه مفاتيح شقة جديدة بروض الفرج أيضاً لكنها تطل على النيل ومن ست غرف واسعة ومؤثثة بأجمل الأثاث، أما بعد عقد القران فقد توجهت أنا وهو إلى شقتنا فى وسط البلد فى إحدى العمارات القديمة إلى جوار إحدى دور السينما المعروفة.

وطلب الوزير من والدى تكتم نبأ زواجنا لموقعه المعروف فى الدولة وعشت معه أجمل سنوات حياتى 12سنة وأنا حريصة على صحته وكيانه وأسرته حتى أننى لم أقبل أى مرة يزورنى فيها أن يتأخر عن مواعيده فى البيت وأنجبت له ولدا جميلاً كان يحبه كثيرا وظننت أن الدنيا قد ابتسمت لى ولكن هيهات فذات يوم وبعد تناول الغذاء نام زوجى ولم يستيقظ ! مات فجأة ! ماذا أفعل ؟ طلبت السائق الأمين الذى يعرف عنا كل شىء وطلبت أخى وأبى ثم طلبت الاسعاف لكنهم رفضوا نقله الى المستشفى لأنه فارق الحياة واضطررت أن أطلب بيته عن طريق السائق وأخطرهم بالحادث الأليم وفعلا نقلناه إلى بيت الأسرة بين صراخ زوجته وأولاده وحزنى الشديد عليه فقد تحطمت حياتى تماما بعد أن فقدته !

تمت مراسم الدفن والجنازة والعزاء وأصرت زوجته وأولاده على عدم الاعتراف بأننى زوجته وأن ابنى هو ابنه من صلبه ولما كانت ذات سطوة فقد طعنت فى عقد الزواج وشهادة ميلاد ابنى وطعنت فى وصية زوجى حيث كان قد أوصى لى بنصيب الزوجة الشرعية فى ميراثه ونصيب إبنى مثل إخوته علاوة على أنه كان قد كتب الشقة التى فى وسط البلد باسمى وكانت بالإيجار وليست تمليكا وكتب لى مبلغا من المال لنفقاتى !!

ونشرت الجرائد القضية المشهورة مانشيتات وهل السيدة ناهد صدقى زوجة أم عشيقة ؟ وهل رامى ابن شرعى للوزير الفلانى؟

ومررت بأيام لم أعرف النوم وظلت القضية يتداولونها فى المحاكم والخبراء والشهادة دى مزورة وهذه الوصية مزورة اعرضوها على الخبير لا.. على لجنة خبراء وهكذا.

وفى النهاية وبشهادة السائق ومعه عدة أشخاص حكمت لى المحكمة بصحة عقد القران والوصية ونسب إبنى لأبيه !

وكانت ثلاث سنوات قاسية قد مرت فى حياتى وأنا لا أنام ولا آكل وأتحمل ما يقوله الناس عنى، ومن العجيب يا سيدتى أن خبر صحة زواجى من زوجى الوزير وصحة نسب إبنى له قد نشر فى ذيل صفحات الجرائد ولم يشهر به أحد !! مفاد قصتى لقرائك وقارئاتك هو الامتناع عن الزواج فى سر حتى ولو كان شرعيا !

واستطردت السيدة ناهد .. المسلسلات الثلاثة بها جزء من حياتى زهرة وهى ممرضة والزوجة السرية التى مات زوجها وبره الدنيا عندما طعن الإخوة فى صحة نسب أختهم.

 

 

لا تعليق.. الزواج السرى كارثة !!

 

 

المصدر: سكينة السادات - مجلة حواء
  • Currently 45/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
15 تصويتات / 722 مشاهدة

ساحة النقاش

hawaamagazine
مجلة حواء أعرق مجلة للمرأة والأسرة المصرية والعربية أسسها إيميل وشكرى زيدان عام 1955، وترأست تحريرها الكاتبة أمينة السعيد، ومن يوم تأسيسها تواكب المجلة قضايا وهموم المرأة والأسرة المصرية والعربية. »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

19,458,186

رئيس مجلس الإدارة:

أحمد عمر


رئيسة التحرير:

سمر الدسوقي



الإشراف على الموقع : نهى عبدالعزيز