سيدة عربية متميزة تشغل منصبا لايقل تميزاً عنها المدير الإقليمي لمجلس السكان الدولي لمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا .. السيدة صفاء الكوچلي .. ولدت بالخرطوم في منزل يؤمن بأهمية التعليم وخدمة المجتمع .. حصلت علي ليسانس الآداب في الاقتصاد من جامعة بنسلفانيا في فيلادلفيا وبعد سنوات حصلت علي درجة الماجستير في الفلسفة بامتياز في دراسات التنمية من جامعة ساسكس بالمملكة المتحدة حاورتها حواء كي ترصد نجاحا جديدا للمرأة العربية .

قابلتها بمكتبها وكانت بشوشة .. ذكية .. لماحة ولديها وعى وثقافة يعدا فخراً لأى امرأة من بنات جنسها .

سؤالى الأول لها كان عن اختصاصات مجلس السكان وماهو دوره باختصار ؟

- فأكدت أن المجلس هو منظمة بحثية دولية يعمل على تحقيق توازن إنسانى وعادل ومستدام بين الشعوب والموارد أيضا يهتم بمستوى الرفاهية والصحة الإنجابية للأجيال الحالية والمستقبلية فى مختلف أنحاء العالم .

«إدارة الأزمات»

ماهى أهم المشكلات الاقتصادية التى وجدتيها فى مصر وتمس بشكل كبير المرأة والأسرة والطفل ؟

- مصر لديها اقتصاد قوى قادر على إدارة الأزمات العالمية مع أدنى تأثير على الناس فى رأيى هناك مسألتان رئىسيتان ومتشابكتان يقيدان النمو الأول هو التعليم والثانى هو العمل فمصر من الدول الرائدة فى نظم التعليم النظامى فى المنطقة وتعد موطنا لأقدم جامعة فى العالم بالإضافة إلى أن مصر منحت للتاريخ الكثير من أعظم فلاسفة العالم والكتاب والعلماء ولكن مع زيادة حجم السكان والطلب المتزايد على التعليم أصبح العديد من الأطفال غير قادرين على الالتحاق بالمدارس والحصول على التعليم وبناء الأساس الذى سيصبح رأس المال البشرى حين يصبحون بالغين .

وهناك بعد آخر وهو نوعيه التعليم التى تحتاج إلى تحسين واسع النطاق لكى يحدث تطوير قاعدة رأس المال البشرى .

القضية الأخرى والتى تؤثر على جميع أفراد الأسرة والمجتمع هى الحصول على وظائف جيدة وخصوصاً للشباب والنساء فمع كثرة إعداد الشباب التى نتجت عن إرتفاع معدلات الخصوبة فى الخمسينيات والستينيات تليها إنخفاض فى عدد الأطفال لكل امرأة تعتبر مصر اليوم واحدة من أكبر تجمعات الشباب فى العالم الذين تتراوح أعمارهم بين 10 حتى 29 سنة وتمثل 40% من السكان . مصر لديها أدنى معدلات مشاركة المرأة فى سوق العمل والنساء يمثلن نصف سكان مصر عندما يتم تقييد فرص حصولهم على التعليم والعمالة فبالتالى تفقد مصر حوالى نصف الامكانات والطاقات التى يمكن الاستفادة منها .

المرأة والطفل هما لب أى مجتمع ماهى أدوار المجلس لمساندتهما بشكل عام ؟

- قام المجلس عن طريق برنامج آفاق خلال الفترة من 2000 - 2003 بالتعاون مع منظمة توستان الأهلية فى السنغال بزيادة الوعى وتعديل المواقف والسلوكيات تجاه الصحة الإنجابية وختان الإناث ويهدف البرنامج إلى التوعية فى مجالات النظافة الشخصية ومهارات حل المشكلات وحقوق الإنسان . كما يهدف البرنامج لتحسين صحة المرأة وتعزيز التغير الاجتماعى بتمكين المرأة من تحليل المشكلات وايجاد الحلول لها .

«فتيات متسربات»

وماهى أبرز نتائج هذه الجهود ؟

- زيادة الوعى بقضايا النوع الاجتماعى حيث تضاعفت أعداد الرجال والنساء الذين لديهم معرفة بقضايا النوع كما تحسن مستوى الوعى بمخاطر ختان الإناث وزيادة نسبة الفتيات فى سن العاشرة ومادونها اللائى لم يتعرضن لعملية الختان بشكل ملحوظ .. تعليمياً أيضا من خلال بحث ميدانى على عشرة آلاف من المراهقين وأسرهم استطاع المجلس أن يخلص إلى نتائج هامة للفتت النظر إلى فئة مهمشة من الفتيات فى مصر وتم التركيز عليها من خلال برامج للفتيات المتسربات من التعليم يهدف البرنامج التى تمكين الفتيات وتأخير سن الزواج ومساعدتهم فى العودة ثانية إلى المسار التعليمى الرسمى .

«التوازن الحرج»

كيف ترين شخصية المرأة المصرية وما رأيك فيما حققته من نجاحات وما الذى ينقصها حتى تصبح أكثر تقدما؟

- فى الواقع أنا شديدة الإعجاب بالمرأة المصرية وما حققته فقد حققت الكثير فهى اليوم طبيبة ومهندسة وقاضية وفى الوقت ذاته هى ملتزمة بدورها فى الأسرة كأم وزوجة على أكمل وجه وبالرغم من المشكلات الاقتصادية فهى تحاول أن تلعب أدواراً عديدة وتتحمل مسئوليات كثيرة وتقوم بتعويض النقص فى الامكانيات بمجهودها وحدها .

وينقص المرأة المصرية ألا تستسلم ويجب أن تتمسك بما اكتسبته إلى الآن من حريات وحقوق برغم الظروف الصعبة وأن تخلق التوازن الحرج بين متطلبات بيتها ووظيفتها وأحيانا يبدو أن الحل السهل هو ترك عملها ولكن ذلك يعد تنازلاً عن حقوق اكتسبتها على مدار أعوام كثيرة وطويلة ومجهودات متعددة وعليها أن تتذكر أن عملها لايعود عليها وحدها وإنما يعود بالمنفعة المادية والمعنوية والفكرية على أولادها وأسرتها بالكامل .

«النساء الإفريقيات»

ماهى الموضوعات والمشكلات التى يهتم بها المجلس لمساندة النساء والفتيات الإفريقيات والتى يسعى لإيجاد حلول لها ؟!

- اهتمام المجلس فى إفريقيا يتمثل فى وجود عدد كبير من المكاتب له فى القارة فى ثمانية بلاد منها بوركينا فاسو وغانا ونيچيريا وزامبيا ويهتم بموضوعات ومشاكل كثيرة للنساء والفتيات الإفريقيات منها مساعدة وتمكين الفتيات وتحسين جودة الخدمات الصحية الإنجابية وخفض وفيات الأمهات ورفع الكفاءات فى مجال الأبحاث وتقديم الخدمات .

«البصيرة»

فى رأيك ماهو سر النجاح الذى يؤثر فى تميز امرأة ما ؟

- أعتقد أن النجاح فى رأيى له خمسة عناصر أساسية وأعتقد أنه من المهم أن نتمتع بعقلية متفتحة تجاه الأفكار الجديدة وأن يكون هدفنا النتائج دون التفاصيل وأن تكون لدينا ربط بين الأمور فكل الأشياء فى الحياة والطبيعة متصلة ببعضها وأيضا مهارات التنظيم مهمة فيما يتعلق بكيفية تنظيم وقتنا وحياتنا وعملنا وقبل كل ذلك من واقع خبرتى الإستماع والرؤية بالقلب أى البصيرة هو السر الحقيقى للنجاح .

من يقرأ لا يهزم .. عبارة معروفة أكيدة .. لمن تقرأين وماهى هواياتك الأخرى ؟

- أقرأ مجموعة متنوعة باللغتين العربية والانجليزية وباللغة العربية أحب قراءة الكتب الروحانية للكتاب مثل محيى الدين ابن العربى وأبوحامد الغزالى وأعشق الكتب بسيطة التعبير المؤثرة .. القوية والتى تعكس الواقع الاجتماعى مثل كتب نجيب محفوظ أما باللغة الإنجليزية أحب قراءة الأدب والشعر والسير الذاتية .. أقرأ لكتاب من بلدان مختلفة واكتشفت مؤخراً الكتاب الأتراك مثل «أورهان بامول» الحائز على جائزة نوبل أستمتع ببساطة اسلوبه وأعشق المشى والاستماع الموسيقى الكلاسيكية وموسيقى الجاز أستمع إلى فنانين من كل أنحاء العالم مثل أم كلثوم وعبدالحليم وفنانين (الحقيبة) السودانيين وأحب سعاد ماسى من المغرب وكاظم الساهر (وسوندور) (وإسماعيل لو) من السنغال وساليف كيتا من مالى .

لقد نشأت على إستماع مايكل چاكسون وديانا روس وستيفى ووندر وغيرهم من الفنانين الأمريكيين وأنا مازلت أستمع إلى هذه الأغانى كما هى الموسيقى منذ طفولتى.