«فصيلة الدم ، لم تعد أهميتها تقتصر علي تحديدها فقط لإمكانية نقل دم من أو إلي الشخص ، بل الآن يمكنك تحديد مرضك من خلال معرفة فصيلة دمك ، هكذا توصل الباحثون الذين وجدوا علاقة وثيقة بين فصائل الدم وأنواع شائعة من الأمراض تصيب أصحابها ، ويمكن توقع الأمراض وتجنبها أيضاً .

الدكتورة ثريا البطران أستاذة الكيمياء الحيوية بالمركز القومى للبحوث تقول : ان هناك علاقة وثيقة بين فصائل الدم المختلفة وإصابة صاحبها بأمراض محددة تجد فى فصيلته الدموية مناخاً مناسباً للإصابة بالمرض .

وتضيف : «هناك أمراض شائعة بين فصائل الدم المختلفة بصفة عامة أهمها «الحساسية الصدرية ، مرض القلب ، ارتفاع ضغط الدم ، مرض السكر ، التهاب المعدة ، أمراض الكبد ومرض السرطان» .

وتشرح د . ثريا فى تفصيل فتقول :

ارتفاع ضغط الدم :

تعد أحد عوامل الخطورة وراء الإصابة بمرض القلب وتزيد الإصابة به بسبب زيادة الوزن وإنخفاض معدل النشاط والحركة والتدخين والضغوط النفسية وأصحاب فصيلة الدم A وفصيلة الدم AB يكونون فأكثر عرضة للإصابة بارتفاع ضغط الدم بالنسبة للفصائل الأخرى .

مرض القلب (قصور الشريان التاجى)

تتعدد العوامل التى تسبب الإصابة بهذا المرض مثل التدخين، التوتر ، زيادة الوزن ، إرتفاع نسبة الكوليسترول ويعتبر من أخطر العوامل التى تسبب المرض .

- ووجـد أن أصحاب الفصيلة O يتمـيـزون بأقـل قابليـة لارتفاع مستوى الكوليسترول بالدم وبالتالى أقل قابلية لأمراض القلب، أما أصحاب الفصـائـل A، B ، AB فلديهم قابلية لأرتفاع مستوى الكوليسترول والإصابة بمرض القلـب بالإصابة إلـى عامـل آخر يرتبـط بالإضافة بمـرض القلـب وهــو درجـة لزوجة الدم فأصحاب الفصيلة O يتميزون بزيـادة درجـة سيولة الدم بسبب نقص بعض عوامل التجلط وهذه الصفة تكون لصـالحهـم وتقـلل مـن فرصـة حدوث ترسيبات دهنية وجلطات دموية .

مرض السكر :

يعتبر أصحاب فصيلتىA ، B أكثر قابلية للإصابة بسكر الصغار ووجد أن التزام المرضى بنظام التغذية المتوافق مع نوع الدم يساعد على السيطرة على مستوى السكر بالدم وتعتبر مادة لورسيتين الموجودة بالبصل الأصفر غنية بهذه المادة الفعالة فى علاج السكر وتعتبر من أغنى النباتات بها .

ولوحظ أن أغلب المصابين بسكر الكبار من أصحاب فصيلة الدم O مما يفسر تعرضهم لسنين طويلة للكتينات ضارة بسبب التغذية الخاطئة وخاصة لكتينات القمح والذرة ، أما مرضى السكر من النوع الثانى من فصيلة A فقد يعمل على إصابتهم بالمرض تناول كميات كبيرة من اللحوم والألبان ومنتجاتها .

أما ممارسة الأنشطة الرياضية وتنظيم الغذاء وتناول فيتامين ب بصورة منتظمة يسهم كثيراً فى تحسين حالتهم .

الربو الشعبى وحساسية الصدر :

يصـيب أصحـاب فصيـلـة الدم O وهم الأكثر قابلية للإصابة بحالات الحساسية (كالربو والحساسية الأنفيـة وحمى القش)، فيتأثرون بحبوب اللقـاح ، كمـا أن لكتينـات الغذاء دوراً مهماً فى تسبب الحسـاسيـة فهذا اللكـتين يتفاعل مـع الـدم ويخـرج أجساماً مضادة تحدث نوعاً من كرات الدم البيضاء على إخراج مادة كيماوية مثيرة لأعراض الحساسية مثل تورم والرقاب بالممرات التنفسية وتقاص الشعب الهوائية .. وتتحسن الحالات الصدرية والحساسية باتباع المريض لنظام غذائى يتوافق مع دمه .

أما بالنسبة لأصحاب الفصيلة A فيتميزون بسجل مرضى مرتبط بالتوتر الشديد ، كذلك يتصفون بكثرة إنتاج المخاط بالممرات التنفسية فأصحاب هذه الفصيلة يعانون من حساسية صدرية أو أنفية ويبدون تحسناً ملحوظاً عندما يتعاطون الأغذية التى تزيد من إنتاج المخاط وأهمها الألبان ومنتجاتها .

وأصحاب الفصيلة B فإنهم ذوو قابلية ضعيفة للإصابة بأمراض الحساسية إلا إذا اتبعوا نظاماً غذائياً غير متوافق مع نوع دمهم فمثلاً يمكن أن تثير لكتينات الدجاج أو الذرة أعراض الحساسية لديهم .

أما أصحاب الفصيلة AB فهم أقل قابلية للإصابة بأمراض الحساسية حيث انهم يجمعون بين أنتيجينات فصيلة B وأنتيجينات فصيلة A وهذا يمنحهم جرعة أقوى من الأنتيجينات تكون قادرة على مقاومة المثيرات البيئية.

التهاب المفاصل (الروماتيزم)

أصحاب الفصيلة O لديهم قابلية زائدة للإصابة بالتهابات المفاصل وتآكل الغضاريف وسبب ذلك وجود لكتينات بأنواع مختلفة مـن الأغـذيـة غـير متوافقـة مع هذه الفصيلة وتحدث تفاعلات التهابية بالمفاصل من أهم هذه الأغذية : البطاطس والقمح الكامل وجهازهم المناعى يتميز بنقص التكيف والاحتمال مع الظروف البيئية المستحدثة كذلك التهاب المفاصل مرتبط بالمناعة الذاتية والتى أبرزها مرض الروماتويد .

أما أغلب مصابى الروماتويد المفصلى فهم من أصحاب فصيلة الدم A وفى هذا المرض يحدث التهاب شديد بالمفصل وتكسير الغضاريف ، كذلك يتضح أن هناك ارتباطاً بين الضغط النفسى الشديد Stress والإصابة بهذا المرض لذا فإن مقاومة الضغط النفسى بممارسة تمارين الإسترخاء يومياً تعد إحدى الوسائل المساعدة فى تخفيف المرض .

أمراض الكبد والمرارة :

لأسباب غير واضحة ترتفع نسبة الإصابة بحصوات المرارة والصفراء وتليف الكبد بين أصحاب فصيلة الدم A ، يلى ذلك أصحاب فصيلة الدم B ، AB أما أصحاب فصيلة الدم O فهم أقل قابلية للإصابة بأمراض الكبد .

كذلك لوحظ قابلية الإصابة بأورام البنكرياس فى فصيلة الدم A ويعتمد علاج التهابات الكبد على تقديم أعشاب أهمها العرقسوس .

قرحة المعدة والأثنى عشر:

قرحة الأثنى عشر تحدث بين فصيلة الدم O كما أن فرصة حدوث مضاعفات كالنزيف وحدوث ثقب بمكان القرحة تكون أكبر بين أصحاب نفس الفصيلة وأسباب ذلك تميز أصحاب الفصيلة بمستوى مرتفع من إنزيم «بيسنوجين» حيث يحدث تآكل لخلايا جدار المعدة .

ويوجد نوع من البكتريا يشتبك مع أنتيجين هذه الفصيلة ويهاجم جدار المعدة ويحدث بها التهاب وقرح ومن فضل الله علينا اتضح أن لبن الأم يحتوى على مادة تفصل هذه البكتيريا عن جدار المعدة .

التهاب المعدة :

القرحة تحدث بسبب زيادة الحمض المعدى Hyperacidity بينما التهاب المعدة بسبب مستوى منخفض جداً من الحمض المعدى ففى هذه الحالة يفقد الحمض المعدى وظيفته كحاجز واق لجدار المعدة ضد الميكروبات مما يتيح الفرصة للميكـروبـات المعيشـة والتكاثـر فى المعدة مسببة التهابات شديدة والتهاب المعدة هو أحد خصائص فصيلتى A ، AB ويعالج بعقاقير خاصة من أفضل العلاجات الطبيعية والعمل على زيادة حمضية المعـدة بتناول أغذية حمضية متوافقة مع الفصيلة .

مرض السرطان :

حتى الآن لا نعرف الكثير عن علاقة السرطان بنوع الدم باستثناء مرض سرطان الثدى وهناك بعض الأدلة على أن أصحاب فصيلة الدم A وفصيلة الدم AB يتعرضون للإصابة بالسرطان ، وقد لاحظ الباحثون أن النساء من أصحاب الفصيلة «O» وفصيلة «B» يستجبن للشفاء من سرطان الثدى بدرجة أفضل بالنسبة للنساء من فصيلة الدم AB ، A .o