ما أن تطأ قدماك مطار تونس الخضراء .. حتى يستقبلك أهلها بالترحاب والحب وبإبتسامة مشرقة جميلة يسألونك للتأكيد بعد أن تعرفوا عليك من اللهجة المصرية التى يحبونها .. هل أنت من مصر؟ وبمجرد أن تجيبهم .. يرددون مصر أم الدنيا .. نحن نحبها هذه الكلمات ظلت تملأ أسماعنا أينما ذهبنا داخل مدنها وشوارعها وأسواقها من كل أهلها .. فهم يعشقون مصر وأهلها وفنها وفنانيها - ترى ذلك فى الاستقبال الجماهيرى بمظاهرات حب من الشباب والفتيات التونسيات من الكبار والصغار وهذه الحفاوة التى استقبل بها الفنانون المصريون الذين شاركوا فى مهرجان قرطاج السينمائى فى العاصمة تونس .. تناقلتها جميع المحطات التليفزيونية والإذاعة والصحافة التونسية وكان المهرجان مواكبا لأيام دعوتنا .. وقد توجت مصر بفوزها بأربع جوائز أولى للمهرجان .. لأحسن فيلم تناول قضايا المرأة بجائزة منظمة المرأة العربية التى اقترحتها السيدة ليلى بن على حرم الرئيس التونسى وللمخرج أحمد محمد حماد عن فيلم «أحمر باهت» وأيضا جائزة أولى لأفضل فيلم قصير تسجيلى أحمد عبدالله «ميكرو فيلم» وجائزة أحسن ممثل للفنان الشاب «ياسر ياسين» عن فيلم رسائل البحر .. ويعالج قضية الشاب ذى الإعاقة وحقه فى الحب والحياة .. كما كرمت «عطيات الأبنودى» لتاريخها وجهودها فى قضايا المرأة .. أتينا تونس لنجدها تتألق بمؤتمراتها للمرأة والشباب ومهرجاناتها السينمائية للكبار والصغار .. لنعيش أياماً من الاحتفالات والحفاوة مع كل ضيوفها من العرب والأجانب .. وأنت فى تونس يبهرك النظافة والجمال الذى ينطق به كل مكان والالتزام الداخلى داخل كل فرد من أهلها فعلى الطرقات الجميع ملتزم بالاشارات لا أحد يتجاوز قوانين المرور ولهذا مهما كان الزحام وقت الذروة مع المؤتمرات والمهرجانات نجد أيضا النظام .. فى شوارعها ومبانيها لا تجد ورقة على الأرض الكل حريص على نظافة ونظام وصورة بلده فى عيونه وعيون ضيوفها لذا يأتى إليها السائحون من كل مكان ليستمتعوا بآثارها الفينيقية والرومانية والإسلامية وغيرها من المزارات المسيحية واليهودية .. بين عراقة التاريخ وسحر جمال الطبيعة التى تجمع بين زرقة السواحل وخضرة المروج والجبال تتوسطها البيوت البيضاء ذات الشبابيك والأبواب الزرقاء المميزة .. فى منظر جمالى مريح للأعصاب المجهدة من كثرة الأعمال لمتابعة المؤتمرات .

يا نساء ورجال العرب اتحدوا

وفى تونس اختتمت النساء العربيات مؤتمرهن الثالث لمنظمة المرأة العربية .. بعد أن وحدن الجهود والأهداف من أجل قضايا المرأة.. من أجل صالح المرأة والأسرة والمجتمع .. لتنمية حقيقية وشاملة لكل طاقات العرب فى وقت أحوج ما نكون لكل فرد داعم منا لنتغلب على الفقر والأمية والخوف .. عندما نؤمن بالتمكين الاقتصادى للمرأة من خلال المشاريع الصغيرة والمتناهية الصغر وندعمها بالتدريب والمهارات الحرفية والتكنولوجية .. عندما ندعمها بالتسويق من أجل سوق عربية مشتركة وفتح أسواق بالداخل وعلى العالم من صناعات حرفية يدوية مميزة فى العالم ومن أجل صناعات ذات جودة عالية للمواد الغذائية لسد احتياجاتنا وصناعات مختلفة لكل الاحتياجات فى الحياة والصناعات.. ونادى المؤتمر بلجنة دائمة لمنتديات تدريب الحرفيات والمهارات المهنية وسوق مشتركة عربية لتسويق التكنولوجيا والبرمجيات التى تفوقت فيها بنات حواء العربيات مع ربط عملية محو الأمية التى تنتشر بين المرأة أكثر من الرجل بالمشاريع الاقتصادية ليتشجع الجميع على الخروج من ظلام الجهل وأمراض الفقر وتبعاته التى تهدد المجتمع ككل وليس فقط ضحاياه من الفقراء بما نراه من عنف وجريمة ولهذا فالتمكين الاقتصادى للمرأة ومحو أميتها سيعود بالفائدة الكبيرة عليها وعلى أبنائها ودفع المستوى الاقتصادى والمعيشى لأسرتها ومزيد من الوعى بحقوقها وواجباتها وحقوق أبنائها وأهلها وبذلك يكون لدينا امرأة واعية قوية تأمن على نفسها وأسرتها من الخوف من اليوم والغد ويصبح لدينا مجتمع أقوى وعياً بمشاركة المرأة والرجل على السواء من أجل مصلحتهما معا فحقوق النساء لا تنتقص من حقوق الرجال كما يعتقد البعض .. ولن يكون ذلك إلا بتصحيح الموروثات الثقافية الاجتماعية السلبية ضد المرأة من بين الرجال والنساء على السواء ولن يكون هذا إلا بمبادرات من النساء وبمساندة من الرجال المستنيرين الذين آمنوا بأن تحرر المجتمعات لن يكون إلا بتحرر الفكر من هذه السلبيات فتقدم المجتمعات لا يكون إلا بتحرر المرأة وفكر الرجل مع التمسك بقيمنا وأخلاقنا التى تميز شعوبنا .. حتى تكون لنا فى كل بلداننا نهضة وتنمية من أجل الأمن والرخاء الاقتصادى ومن أجل أن يشعر من حولنا بتوحدنا وصحوتنا وقوتنا فيحسب لنا حساباً .. فالمرأة استطاعت أن توحد جهودها وأهدافها على نصرة قضاياها من كل البلدان العربية وهو أمر أصبحنا نراه يصعب أحيانا على الرجال العرب وما احوجنا إليه تحت ظل هذه الصراعات الطائفية والنزاعات المسلحة والاحتلال الإسرائيلى .

سوزان مبارك

مؤسسة منظمة المرأة العربية

وقد وجهت تحية شكر وعرفان من نساء العرب بالمؤتمر وعلى رأسهن السيدة ليلى بن على سيدة تونس الأولى ورئيسة المنظمة لدورتها الحالية 2009 / 2011 .. وأشادت بجهود السيدة الفاضلة سوزان مبارك سيدة مصر الأولى فإليها يرجع الفضل فى وجود هذه المنظمة العربية للمرأة وخروجها إلى حيز التنفيذ من مارس 2003 .. استجابة لدعوتها التى أطلقتها من «إعلان القاهرة» الصادر عن مؤتمر قمة المرأة العربية الأول المنعقد فى نوفمبر عام 2000 وتنظيم مشترك مع جامعة الدول العربية .

كما باركت السيدات الأول والوفود الرسمية المشاركة مقترح السيدة الفاضلة سوزان مبارك لإعلان يوم للشباب العربى وهو السابع من يوليو كل عام ليكون فرصة لمتابعة مشاغل وقضايا الشباب العربى وليعبر عن مواقفه ورؤيته لقضاياه وقضايا وطنه وتحديات عصره ومقترحاته وجهوده الفعلية وسبل حلولها ومواجهتها وكان لها من قبل مؤتمرها الذى دعت إليه شباب العالم للالتقاء على أرض مصر تحت شعار الشباب قوة من أجل السلام من منطلق قدرة الشباب على تغيير الواقع من أجل أمان المستقبل وسلامه وهى الجهود التى تهدف إليها حركة سوزان مبارك والمرأة من أجل السلام وأيضا أطلق اليوم العربى للمسنين والمعاقين ولمناصرتهم .

كما وجهت سيدة تونس الأولى ورئيسة المنظمة الشكر لسمو الشيخة «فاطمة بنت مبارك» على مقترحها لإنشاء لجنة دائمة للشباب العربى بهدف مزيد من مشاركتهم فى تناول قضايا وطنهم ومستقبله وقد كان هناك مساهمة فعلية من الشباب العربى من خلال انعقاد جلسة خاصة بالشباب كشريك فى صنع القرار ورسم الخطط وتقديم رؤيته فى حل قضايا المرأة وإيجاد الحلول والمقترحات لمواجهة النظرة السلبية والتقليدية تجاه المرأة وفى كيفية إدماجها فى عملية التنمية .. التنمية للثروة البشرية وكثروة فى استثمار الموارد المتاحة لمجتمعنا من زراعة وصناعة واستغلال مواردنا الطبيعية والحفاظ على التراث والصناعات التقليدية والمشاريع الاقتصادية والعلمية والثقافية.. وخاصة أن الفرصة كانت ملائمة مع منتدى حوار الشباب العربى المقام فى تونس الذى سبق هذا المؤتمر فى تونس أيضا التى تم الموافقة على مقترحها بالأمم المتحدة باتخاذ عام 2010 عاما دولياً للشباب .

وأكد الجميع أن إشراك المرأة فى صنع قرارات مجتمعاتها ومشاركتها الأساسية فى المواقع القيادية لكل مؤسسات بلدانها العربية سيعطى رؤية شاملة فى اتخاذ القرارات من أجل صالح الشعوب ولن يكون ذلك إلا بمبادرة النساء بأنفسهن بقوة وبما يفرضن من كفاءة لا فرق بين رجل وإمراة بل هو إنسان عربى ومن خلال الإعلام والمواد الدرامية لتصحيح النظرة السلبية السائدة للمرأة وتفسير المغلوطات فى الدين والعودة بها إلى صحيح الدين الذى نادى للمرأة والرجل على حد سواء لاعمار الأرض فهما أولياء بعضهما.. لا فرق بين رجل وأنثى إلا بالعمل الصالح .. خلقهما من نفس واحدة فخلق حواء من ضلع آدم القريب من قلبه لتكون منه فى مكانة القلب وليؤكد على الحكمة الإلهية لكل البشر أن الحياة لا تكتمل إلا بالمرأة والرجل معا نفس واحدة من أجل الحياة .. فهل ننطلق بدعوتنا بالحب يا نساء ورجال العالم اتحدوا معا من أجل النماء والرخاء والأمان والسلام لنا ولأجيالنا من بعدنا .

إشادة

كما أشادت السيدة الفاضلة سوزان مبارك بالجهود الكبيرة للسيدة ليلى بن على كرئيسة لمنظمة المرأة العربية فى دورتها الحالية وما وصلت إليه أيضا المرأة التونسية من مكتبات وحقوق كبيرة فى شتى المجالات كتجربة يحتذى بها فى المجتمعات العربية .. وكانت المرأة التونسية حققت نسبة 30% من التمثيل البرلمانى فى مجلس الأمة بدورتها الحالية ومازالت تأمل أن تصل هذه النسبة إلى 35 فى المرحلة القادمة وهو ما أكد على مكانة المرأة التونسية فى مجتمعها ومشاركتها فى صنع القرارات والتشريعات.

 

 

المصدر: رئيس التحرير ايمان حمزة - مجلة حواء

ساحة النقاش

hawaamagazine
مجلة حواء أعرق مجلة للمرأة والأسرة المصرية والعربية أسسها إيميل وشكرى زيدان عام 1955، وترأست تحريرها الكاتبة أمينة السعيد، ومن يوم تأسيسها تواكب المجلة قضايا وهموم المرأة والأسرة المصرية والعربية. »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

22,813,437

رئيس مجلس الإدارة:

عمر أحمد سامى 


رئيسة التحرير:

سمر الدسوقي



الإشراف على الموقع : نهى عبدالعزيز