شعر الرأس يعد من أهم المقومات الخلقية التي حبا الله بها الإنسان خاصة المرأة التي توليه عناية فائقة وتعتبره تاجا علي رأسها ومعيارا حقيقيا لجمالها وقد اهتمت منذ العصور الأولي بالشعر ونعومته وظهوره في حالة صحية جميلة واستخدمت في سبيل ذلك الكثير من المواد الكيماوية والصبغات وخلاصات بعض النباتات والزيوت والكريمات .

يقول د. هانى الناظر أستاذ الأمراض الجلدية بالمركز القومى للبحوث إن حالات الصلع استرعت الباحثين إلى دراسة تكوين ونمو الشعر وأسباب نقص منابته وسقوطه ومدى إمكانية علاج ذلك نظرا للأهمية الحيوية والجمالية للشعر وتوصلوا إلى أن سقوطه يعتبر حالة مرضية إذا زاد عدد الشعر المتساقط عن 100 شعرة يوميا وتنقسم أسباب سقوط الشعر إلى أسباب عضوية وغير عضوية وفسيولوجية فتشتمل الأسباب العضوية على الحميات والأمراض الناتجة عن خلل فى وظائف الهرمونات والأمراض الخبيثة فى بعض أمراض الكبد وأمراض فروة الرأس والأمراض الفيروسية مثل السنط بالإضافة إلى سوء التغذية، أما عن الأسباب غير العضوية فتتمثل فى تناول بعض الأدوية خاصة الكيماوية والعلاج الإشعاعى للأورام الخبيثة إلى جانب الأمراض النفسية مثل القلق والتوتر العصبى وهى ما ينتج عنها أمراض العصر الحديثة، أما الأسباب الفسيولوجية فتضم الرجيم والحمل والرضاعة فتقل التغذية التى تصل إلى فروة الرأس ويصاحبها سقوط الشعر بالإضافة إلى أسباب أخرى عامة، مثل استخدام مجفف الهواء الساحق وكى الشعر بكثرة واستعمال الصبغات باستمرار ومواد فرد الشعر وأيضا عدم العناية بفروة الرأس باستخدام أنواع من الشامبو أو الصابون غير الملائمة لطبيعة الشعر حيث أن الشعر الدهنى له الشامبو الخاص به وكذلك الشعر الجاف له نوع آخر كما أن كثرة غسيل الشعر تتسبب فى سقوطه ويعتبر أنسب عدد لغسل الشعر هو 3 مرات أسبوعيا أما الأسباب الوراثية المؤدية للصلع فهى صفة وراثية يحملها الذكور والإناث على السواء إلا أنها تظهر على الذكور وتخص المرأة فى تركيبها الكرموسومى عند هذه الصفة فقط.

ويؤكد د. هانى فى دراسة له حول أسباب تساقط الشعر أنه يمكن مواجهة هذه المشكلة وتلافيها فى معظم الحالات مع الوعى وتعديل السلوكيات، وذلك بالحفاظ على الحالة الصحية لشعر الرأس والعناية به تحتاج خطوات واحتياجات يجب اتخاذها ونبدأ بالتغذية السليمة بتناول العناصر المغذية للشعر من خلال الخضراوات والفاكهة الطازجة إذ لابد من وجود طبق السلطة على مائدة الطعام والمكون من الجرجير والفلفل الأخضر والخيار يوميا والبروتينات خاصة من الأسماك والكبدة على الأقل مرتين أسبوعيا.

كما يجب الابتعاد عن التدخين بصورة مختلفة حتى غير المباشرة لما له من دور فى اختناق جذور الشعيرات وحدوث التساقط وتجنب التلوث البيئى لوجود الرصاص فى الهواء والغذاء والذى يدمر خصيلات الشعر والحرص على قضاء عطلات نهاية الأسبوع بعيدا عن الأماكن المزدحمة ويفضل بالسواحل والريف والبعد عن مصادر القلق والتوتر لأنها من أهم اسباب تساقط الشعر كما يجب عدم الإكثار من صبغ الشعر بالمواد الكيماوية المختلفة وبصورة متكررة على فترات متقاربة وينصح باستخدام الصبغات النباتية مثل الحنة فإذا كان هناك اضطرار للصبغات الكيماوية فلابد ألا تقل بين المدة والأخرى عن (4 - 7 أسابيع).

كما ينصح بعدم استخدام أجهزة فرد الشعر بمعدل مرتين أسبوعيا خلال فصل الشتاء و3 مرات أسبوعيا خلال فصل الصيف مع ضرورة استخدام الصابون أو الشامبو المناسب لنوع الشعر وأنه فى حالة تصفيف الشعر يجب أن تكون مرة واحدة باستخدام بعض الزيوت النباتية الطبيعية مثل زيت الزيتون ونبات الصبار لضمان حيوية الشعر ونضارته. ثم يتم علاج المشكلة باستخدام الفيتامينات اللازمة لنمو الشعر مع استخدام علاجات موضعية حيث يفضل استخدام العلاجات ذات التركيبات الطبيعية التى تعتمد على الأعشاب والنباتات الطبية والتى لها تأثيرات ضارة كغيره من المواد الكيماوية.

ويوجد الآن العديد من التركيبات الدوائية الشعبية التى أجريت عليها دراسات علمية مستخدمة أظهرت نجاحا فى علاج حالات سقوط الشعر.