تأكيدا للدور المهم الذى تلعبه المرأة فى المحافظة على صحتها وصحة أفراد أسرتها والذى يمكن أن يتسع ليشمل صحة وسلامة الآخرين داخل وخارج نطاق الأسرة .

أشارت د. عفاف على أمين - أستاذ صحة الطعام بالمعهد القومى للتغذية - إلى ما تلعبه القيادات النسائية فى تشكيل الرأى العام حول ضرورة تناول طعام صحى سليم ويجب ألا تقتصر هذه المجهودات على ملوثات الغذاء فحسب بل يجب أن تمتد لتشمل كافة أنواع الملوثات مثل تلوث الموارد المائية بتصريف النفايات والمخلفات دون معالجة وفى المسطحات المائية التى تستخدمها الغالبية العظمى من السكان كموارد لمياه الشرب أو الرى وتؤثر هذه النفايات تأثيراً سيئاً على صحة الإنسان لما تحتويه من معادن ثقيلة سامة ومخلفات عضوية وكيماويات ذات آثار سرطانية أو تراكمية سامة ولابد أن تعى المرأة الدور المهم المنوط بها فى تعليم الأجيال القادمة أسس المحافظة على الغذاء . ودورها فى توعية أفراد الأسرة لشراء المنتجات الغذائية الخالية من المواد الحافظة والملونة الضارة بالصحة، والعمل على شراء المنتجات المضاعفة بطرق صحية مما يشكل قوة ضاغطة فعالة أكثر بكثير من قوة القوانين وتشكل اختيارات المرأة لأنواع الأغذية الطبيعية الخالية من الهرمونات والمبيدات والأسمدة قوة فعالة فى تغيير أنماط الزراعة الحالية المعتمدة على الاستخدام المكثف للمبيدات والأسمدة الكيماوية .

كما ستؤثر اختيارات المرأة عند شرائها المنتجات الحيوانية التى ربيت بطرق سليمة دون الاستخدام غير الرشيد للهرمونات فى تسمينها وتربيتها الى تغيير أنماط الثروة الحيوانية والثروة الداجنة ولا تقتصر على مكونات الغذاء بل تمتد إلى مواد التغليف والتعبئة والتخزين.

وعن أهداف توعية المرأة فى مجال سلامة الغذاء والمياه تقول د . عفاف يجب أن تتعرف المرأة على تلوث المياه المحتملة ومحاولة الحد منها والعمل على إزالة الآثار المترتبة على هذا التلوث لحماية أسرتها وعادة تخرج المياه من محطات المعالجة على درجة عالية من النقاء إلا أنها تتلوث أثناء بقائها فى خزانات المبانى فيجب على المرأة أن تعرف كيفية ودورية تنظيف خزان المياه فى المبنى ويجب أن تعرف أن المياه التى تحفظ داخل الثلاجة تحفظ فى آنية زجاجية مع تجنب استخدام الزجاجات البلاستيكية لتجنب تسريب بعض مكونات البلاستيك الضارة إلى المياه وبالتالى إلى كبد المستهلك مسببة أمراضاً خطيرة وأن تعرف أنه فى حالة الشك فى تلوث الماء يجب غليه لمدة دقيقة واحدة مع تجنب استخدام الآنية المصنوعة من الألومنيوم بل آنية من الزجاج او الاستانلس ستيل لأن الأملاح الذائبة فى الماء تساعد على إذابة عنصر الألومنيوم الضار بالصحة أما المياه من الآبار الملوثة فى المناطق الريفية النائية لابد من غليها جيدا لمدة لا تزيد عن خمس دقائق ثم ترشيحها من خلال طبقات القطن أو قطعة من القماش النظيف جدا ولابد من توعية النساء أن تراكم المياه الملوثة وبقايا الحيوانات والمخلفات الصلبة حول الصنابير أو المضخات المركبة على الآبار يؤدى الى إلى تلوث مباشر المياه الجوفية التى تسحب بواسطة هذه المضخات كما تؤدى الى ثقوب فى المواسير المودية للصنابير وبالتالى تلوث المياه الخارجة من الصنابير لذا لابد من التأكد من جفاف المنطقة المحيطة بمورد المياه والحرص على عدم تلوثها إضافة إلى ذلك فإن تراكم القاذورات والمياه الراكدة حول المضخات والصنابير العامة يؤدى إلى تكاثر الذباب والبعوض ويزيد من احتمالات الإصابة بالأمراض.

وعن دور المرأة فى المحافظة على الغذاء من التلوث تقول د. عفاف .. يتلوث الطعام بالملوثات سواء كانت ميكروبية أو كيميائية بسبب التخزين غير المناسب أو الطهى غير الكافى أو عدم النظافة أو ترك الطعام فى المنطقة الخطرة من (5 - 60) درجة مئوية) أى خارج الثلاجة لأكثر من ساعتين وتبدأ المحافظة على سلامة الغذاء وقيمته الغذائية وجودته من مرحلة الشراء وتستمد أثناء حفظه فى المنزل وحتى استهلاكه ولذا فمن الأهمية أن تتعرف على مصادر تلوث الغذاء للحد من آثاره الصحية.

الوجبات السريعة

وقد أدى الاعتماد فى كثير من الأحوال على الاستيراد لتأمين الاحتياجات من الغذاء بجانب صعوبة التأكد التام من صلاحية الغذاء المستورد إلى وجود أطعمة غير صالحة أو انتهى تاريخ صلاحيتها فى الأسواق وحصول الأسر الفقيرة على هذه الأغذية الفاسدة أو عديمة القيمة الغذائية.

كما أدى انتشار الاعتماد على الوجبات السريعة الى فقدان المطبخ المصرى الخصوصية الغذائية التى يتميز بها كما يؤدى انتشار هذه الوجبات التى قد لا تتناسب مكوناتها مع طبيعة مناخنا الحار إلى زيادة حالات السمنة والبدانة وما يصاحبها من مضاعفات وأمراض مثل ضغط الدم ومرض السكر وأمراض القلب والأوعية الدموية وذلك بسبب زيادة نسبة المواد الدهنية والنشوية فى الغذاء وأيضا ما يتبعه من تناول كم من الملوثات الكيميائية والبيولوجية التى تؤثر على صحة المستهلك لها كما أدى التغيير فى طبيعة الغذاء إلى تحول الكثير من الأطفال إلى الأغذية غير المفيدة صحياً بدلا من تناول اللحوم والفواكه والخضراوات الطازجة المغسولة جيدا وشرب العصائر الطبيعية المفيدة واللبن الذى يحتاجونه لنمو الجسم والعقل والعظام وهم فى طور النمو . وهنا يمكن للمرأة التى ترغب فى إقامة مشروع صغير أن تعمل على تصنيع وإنتاج الوجبات الغذائية الشعبية الخاصة بكل منطقة وبيعها كوجبات جاهزة وسريعة وسليمة بدلا من وجبات المطاعم التى تبيع أنواعاً من الغذاء قد لا تتوافر فيه أساسيات الغذاء السليم إلى جانب ارتفاع أسعارها التى قد لا تكون فى متناول الجميع ويجب أن تعرف المرأة كيفية تحضير بعض الأطعمة وكيفية إذابة اللحوم المجمدة وما الذى يجب فعله بعد استخدام السكين فى تقطيع اللحوم النيئة وهل يوجد لوح خاص لتقطيع اللحوم وآخر لتقطيع الخضار والفواكه .. وغسل اليدين قبل تناول وجبة الطعام . ومدة عملية غسل اليدين والتعريف بخطر المبيدات والملوثات فى الريف والحضر ومدى خطورة تعرض المرأة لها وتأثير ذلك على صحة الأجنة وصحة الحوامل والأمهات . وتوعية المرأة الى أن التشريعات والقوانين وحدها لن تستطيع حماية الفرد فى كل الحالات مالم يكن هناك وعى ومعرفة بمواقع ودرجات الخطورة فى تناول الأطعمة غير السليمة فهى مسئولية فرد كما هى مسئولية جماعة ، وهذا بالإضافة لرفع الوعى الصحى لدى العاملات منهن فى تحضير وتداول وانتاج ونقل وتخزين الأغذية من حيث اتباع السلوك الصحيح خلال التعرف على الممارسات الصحية السليمة للحد من حدوث حالات التسمم الغذائى وبما يتلاءم والتطور السريع فى مجال صناعة الأغذية وانتاج غذاء سليم وصحى تحت ظروف جيدة وبأيد ملمة بأساسيات القواعد الصحية..

 

 

المصدر: سماح موسى - مجلة حواء
  • Currently 30/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
10 تصويتات / 1305 مشاهدة

ساحة النقاش

hawaamagazine
مجلة حواء أعرق مجلة للمرأة والأسرة المصرية والعربية أسسها إيميل وشكرى زيدان عام 1955، وترأست تحريرها الكاتبة أمينة السعيد، ومن يوم تأسيسها تواكب المجلة قضايا وهموم المرأة والأسرة المصرية والعربية. »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

19,460,217

رئيس مجلس الإدارة:

أحمد عمر


رئيسة التحرير:

سمر الدسوقي



الإشراف على الموقع : نهى عبدالعزيز