الزوج الصالح هو الذى يلتزم بشرائع الإسلام كلها في حياته ، ولعل من أعظم ما ينبغى أن يُسأل عنه قبل الموافقة عليه كزوج هو صلاته ، لأن من ضيّع حق الله عز وجل يكون أشد تضييعا لحق من دونه ، والمؤمن لا يظلم زوجته ، فإن أحبّها أكرمها وإن لم يحبها لم يظلمها ولم يُهنها ، قال الله تعالى : ( ولعبد مؤمن خير من مشرك ولو أعجبكم ) ، وقال تعالى : ( إن أكرمكم عند الله أتقاكم ).

ينبغي للذاكر أن يراعي الإتيان بالقدر الذي يتيسر له دون أن يرهقه أو يشغله عما هو أولىهناك شاب تقدم لخطبة أختي ـ وعمرها: 22 سنة، وعمر الشاب: 33 سنة ـ وهذا الشاب تقدم لها مرتين، في المرة الأولى رفضناه لأنه رفض أن يصلي، فأخبره والدي بأن الصلاة شرط أساسي بالنسبة لنا، لكنه رفض، وبعد 3 سنوات تقدم لها مرة أخرى وقال أنا الآن أصلي، مع العلم أنه لا يوجد لدينا دليل قاطع على هذا الأمر، وبحكم علاقتي مع أخت هذا الشاب عرفت أن لديه أفكارا غريبة، فمثلاً: اعتقاده أن الدين المعاملة ـ وليس ضرورياً أن يصلي الشخص ما دامت معاملته طيبة مع الآخرين، والمشكلة الآن هي أن جميع أسرتي وافقت عليه وأنا الوحيدة الرافضة لهذا الأمر، وقد تكلمت مراراً وتكراراً مع والدي ووالدتي إلا أنني وجدتهم يرفضون رأيي بحجة أن الشاب أخبرنا بأنه يصلي الآن وليس لدينا حجة لرفضه وبحجة كذلك أننا لا نريد لابنتنا العنوسة. فماذا أفعل ؟

خديجة منصور- ليسانس حقوق

- يقول فضيلة د. أحمد عمر هاشم _ عضو مجمع البحوث الاسلامية _ للسائلة إن الذي ننصحك به أن تتبينى حال هذا الشاب، فإن بان لك أنه قد تاب واستقام وحافظ على الصلاة، فلا وجه لاعتراضك على زواجه من أختك، وأما إذا تبين لك أنه لا زال على تفريطه في الصلاة وبعده عن الدين: فلتنصحى أهلك مرة أخرى برفضه ولتبينى لهم أن خوفهم من عنوسة أختك لا يسوّغ لهم تزويجها من رجل فاسد، فإن ضرر الزواج من مثل هذا أعظم من ضرر العنوسة، ولعل الله يبدلها خيرا منه، ويمكنك أن تستعينى في ذلك ببعض الصالحين من الأقارب، أو غيرهم ممن ترين له تأثيراً على والدك، ولا مانع من أن تبحثوا لأختك عن زوج صالح فإنه لا حرج في عرض المرأة على الرجل الصالح.

الزوجة الصالحة

- أخى شاب عمره 26 عاماً، تقدم لخطبة فتاة منذ عدة أعوام وأهلها لم يوافقوا بحجة أنها تدرس ولكن السبب الحقيقى وراء الرفض ظروفه المادية، وقد دعا الله عز وجل كثيرا أن يرزقه بها ويجعلها الزوجة الصالحة له، وفى ليلة من الليالي وهو يدعو الله مع الإلحاح ارتجف جسده وأحس بعلامات استجابة الدعاء، فهل يحاول التقدم لخطبتها مرة ثانية ويسعى فى الموضوع مع أنه يخاف من رفض أهلها لأن ظروفه لم تتغير أم يصبر رغم أنه يخاف أن يخسرها ، مع العلم أنه توجد عداوة بين أسرتنا وأسرتها بسبب رفضهم له من البداية ؟

نيفين صلاح الدين _ معهد حاسب آلى

- يوجه فضيلة د. أحمد عمر هاشم كلامه لشقيق السائلة .. نسأل الله تعالى أن ييسر لك الزواج وأن يرزقك الزوجة الصالحة، ولا بأس بأن تتقدم لخطبة هذه الفتاة مرة ثانية، ولكن الأولى أن تنتدب بعض العقلاء والفضلاء من أهلك أو أهلها ليكلموا وليها في هذا الأمر، فلعله يكون أحرى بأن يستجيب لك الولي، وإن غلب على ظنك عدم موافقتهم فالأولى والأصلح لك أن تعرض تماماً عن أمر الزواج منها فالنساء غيرها كثير ولا ينبغي لك الإصرار بهذا القدر على هذه الفتاة، خاصة وأنك قد ذكرت أن سبب رفضهم ما زال قائماً وأنه قد أصبحت هنالك عداوة بين أهلك وأهلها.. وعليك بسؤال الله تعالى أن ييسر لك من هي خير منها، وتسلى بقوله تعالى: وَعَسَى أَن تَكْرَهُواْ شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ وَعَسَى أَن تُحِبُّواْ شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَّكُمْ وَاللّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ. وسبق أن نبهنا إلى أنه لا ينبغي لأهل الفتاة رد الخاطب لمجرد قلة ماله.

الذاكرات الله كثيرا

- أحاول أن أكون من الذاكرات الله كثيراً، وكم أتمنى أن أكون كذلك، فألزمت نفسي بأكثر من 13 ألف ذكر يومياً مع قراءة جزء قرآن أو أكثر، لكن بسبب الأذكار الكثيرة أصبحت أنعزل عن الناس لكي أستطيع إكمال أذكاري ناهيك عن تعب النفس ، فهل أنا على صواب؟ وإن لم أكن كذلك ماذا أفعل ؟

نسمة محمد _ موظفة

- يقول فضيلة د. على جمعة _ مفتى الجمهورية _ للقارئة أولاً: نسأل الله تعالى أن يعلي همتك ويزيدك اجتهادا ونشاطاً في العبادة، وننبه إلى أنه ينبغي للذاكر أن يراعي الإتيان بالقدر الذي يتيسر له دون أن يضجره أو يشغله عما هو أولى، فهذا أحرى بأن يستمر على عبادته ويداوم عليها، يقول النبي صلى الله عليه وسلم: يا أيها الناس خذوا من الأعمال ما تطيقون، فإن الله لا يمل حتى تملوا، وإن أحب الأعمال إلى الله ما دام وإن قل. متفق عليه.

ثانياً: ينبغي للذاكر أن يحرص على الالتزام بالأذكار النبوية الثابتة فهي جديرة بالتزامها والمواظبة عليها. ثالثاً: الأذكار المشروعة قسمان: مطلقة ومقيدة... فالذكر المطلق بأن تذكر الله على كل حال، قائماً وقاعداً وعلى جنب، قال الله تعالى: الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَىَ جُنُوبِهِمْ، وخرج مسلم عن عائشة رضي الله عنها قالت: كان النبي صلى الله عليه وسلم يذكر الله على كل أحيانه.

وأما الذكر المقيد فهو ما قيد بزمن مثل: الذكر عقب الصلوات، والذكر عند دخول المسجد وعند الخروج منه، وأذكار الصباح والمساء.... وغير ذلك، فما جاء في الشرع مقيداً بوقت معين أو زمن معين، فينبغي الالتزام به، أما ما شرع مطلقاً من الأذكار كالتسبيح والاستغفار ونحوه سائر اليوم فلا يشرع فيه التزام وقت معين أو عدد معين على اعتبار ذلك سنة، أو أن لهذا الوقت أو ذلك العدد فضلاً خاصاً، أما إذا لم يُعتقد شيء من ذلك فليس هنالك حرج في الإكثار. وذلك نحو قول النبي صلى الله عليه وسلم: من قال: لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير، في يوم مائة مرة كانت له عدل عشر رقاب وكتب له مائة حسنة ومحيت عنه مائة سيئة، وكانت له حرزا من الشيطان يومه ذلك حتى يمسي، ولم يأت أحد بأفضل مما جاء إلا رجل عمل أكثر منه. متفق عليه.

وقوله صلى الله عليه وسلم: من قال حين يصبح وحين يمسي: سبحان الله وبحمده مائة مرة لم يأت أحد يوم القيامة بأفضل مما جاء به إلا أحد قال مثل ما قال أو زاد عليه. رواه مسلم.

ولمزيد من التوضيح فقد ذكر بعض العلماء الحد الذي يصدق به على المرء أن يكون من الذاكرين الله كثيرا بأن المراد هو من يذكر الله في أدبار الصلوات وغدوا وعشيا وفي المضاجع وكلما استيفظ من نومه وكلما غدا أو راح من منزله ذكر الله تعالى. وقال آخرون: لا يكون من الذاكرين الله كثيرا والذاكرات حتى يذكر الله قائما وقاعدا ومضطجعا. وقالوا: من صلى الصلوات الخمس بحقوقها فهو داخل في قول الله: (والذاكرين الله كثيرا والذاكرات ، وذكر بعضهم: إذا واظب على الأذكار المأثورة المثبتة صباحا ومساء في الأوقات والأحوال المختلفة ليلا نهارا.

 

 

المصدر: أمل مبروك - مجلة حواء
  • Currently 37/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
12 تصويتات / 1266 مشاهدة

ساحة النقاش

hawaamagazine
مجلة حواء أعرق مجلة للمرأة والأسرة المصرية والعربية أسسها إيميل وشكرى زيدان عام 1955، وترأست تحريرها الكاتبة أمينة السعيد، ومن يوم تأسيسها تواكب المجلة قضايا وهموم المرأة والأسرة المصرية والعربية. »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

19,686,876

رئيس مجلس الإدارة:

عمر أحمد سامى 


رئيسة التحرير:

سمر الدسوقي



الإشراف على الموقع : نهى عبدالعزيز