لماذا نضرب الاطفال؟ و هل الضرب وسيلة مجدية فى تربية الطفل؟ و ما هى الوسيلة المثلى للتربية؟

    الضرب ظاهرة من مظاهر الغضب،و وسيلة للتخويف و الاخضاع عن طريق الايلام و الاذلال.

    فمثلا: طفلة تتلكأ فى شرب كوب اللبن حتى يقع منها فينكسر الكوب و ينسكب اللبن، مما يثير غيظ الام فتضربها. مثل آخر: آب يشرح لابنه مسائل الحساب، ثم يطلب اليه أن يجلس الى المكتب و ان يحلها.و بعد ساعة يتفقد الاب عمل ابنه فيجد أنه لم يفعل شيئا فيثور عليه و يضربه.

    فى المثال الاول ضربت الطفلة أثر تلكئها و سقوط الكوب و انسكاب اللبن. فما الذى تعلمته؟ تعلمت أولا أن تخاف من منظر الكوب المكسور و اللبن المسكوب. و تعلمت ثانيا أن تخاف مصدر الضرب أى الام.و لكن الطفلة لم تتعلم عملا ايجابيا من كل هذه العملية لم تتعلم أن تمسك الكوب بتوازن،ولا أن تشرب اللبن ولا أن تحبه و تكون نتيجة الضرب فى هذه الحالة ان الطفلة اذا رأت أمها فى الغد تحمل اليها كوبا من اللبن فسوف تهرب منها لانها تعلمت أن تخاف الام و اللبن معا.

    و لنتأمل المثال الثانى حيث ضرب الاب ابنه لانه لم يعمل الواجب. ما الذى تعلمه الابن نتيجة لهذا الضرب؟ اولا هذا يتوقف على ما كان يفعله الابن قبل أن يضربه أبوه مباشرة. ربما كان الولد يقرأ مجلة أو كان يحلم و كتاب الحساب مفتوح أمامه،أو كان يتحدث مع أخوته. فضرب الطفل عندئذ سوف يعلمه أن يخاف راءة المجلة أو الاسترسال فى الاحلام أو التحدث الى أخوته. ثانيا سوف يتعلم الطفل هنا أيضا أن يخاف مصدر الضرب، أى الاب و لكن الابن لم يتعلم أن يحل مسائل الحساب بل تعلم آن يتفر منها. و ماذا تكون عواقب هذا الضرب فى المستقبل. اذا رأى الولد أباه مقبلا لمساعدته فسوف يتجنبه،و اذا لم يفلح فى الافلات من أبيه أنصاع له و هو خائف مضطرب.و الخوف لا يساعد على فهم الشرح أو التفكير،و بناء على ذلك يتكرر اهمال واجب الحساب.

    كيف يمكن أن يتصرف الوالدان اذن؟ تطلب الام من الطفلة فى هدوء أن تساعدها على تنظيف اللبن المسكوب، ثم تحضر لها كوبا آخر من اللبن و تقول لها فى رفق: هكذا تمسكين بالكوب، و هكذا تشربين اللبن حتى لا ينسكب ثانية.و بعدما تشرب تمتدحها بلهجة جدية.

    و الاب يقول لولده فى هدوء: لتجرب أن نحل المسائل معا و يمتدحه على كل خطوة صحيحة يقوم بها،و يعيد شرح ما يعجز عن عمله. فامتداح الطفل يثبت العمل الصحيح. أما الخوف الناتج عن الضرب فينفر الطفل من العمل و من الوالدين معا.